المتجول في الشوارع الرئيسية لمدينة بومرداس وخاصة شارع 800 مسكن وحي الساحل وحي 1200 مسكن وكذا المحلات التجارية المنتشرة فيها، يلاحظ لا محال الفوضى المستفحلة بشكل كبير، وهو مما يدعو إلى القلق حيث انتقلت الممارسة التجارية من داخل المحلات إلى خارجها بطريقة كرست منطق الفوضى واللامبالاة باعتماد التجار نشر وعرض سلعهم على الأرصفة والطرق، حيث شكلت إزعاجا كبيرا للمواطنين وتشويه الوجه العام للمدينة ولم يقتصر الأمر على تجار الألبسة والأحذية والطاولات المزاحمة لأصحاب المحلات التجارية بل طال حتى سوق الخضر والفواكه، إذ أصبح المواطن يشتري ما يحتاج تقريبا من وسط الطريق، فبالنسبة للخضر والفواكه الأمر قد يكون مقبولا أما الغريب فهو عرض اللحوم بنوعيها الحمراء والبيضاء وحتى الأسماك على طاولات لا تحتوي على أدنى شروط النظافة بدون حتى غطاء يحميها من الجراثيم، إذ تجد الذباب والناموس يحوم حولها· كما أصبح أصحاب المحلات أيضا يتركون المحلات ويعرضون سلعهم على الطاولات، وما زاد الطين بله هو الانعدام الكلي لأدنى شروط النظافة، إذ القمامة والمواد الفاسدة منتشرة في كل مكان وعلى طول حافة الطريق المحاذية للسوق، فالمار من هناك يصاب بالدوران من شدة الروائح الكريهة من خلطات بقايا اللحوم والأسماك والخضر خاصة في الفترة المسائية، مما أضحى يشكل خطرا على صحة التجار الذين يقضون معظم وقتهم في ذلك السوق وكذا المواطن المتبضع إضافة إلى السكان القريبين من السوق· ومع انتشار الأمراض والأوبئة بسرعة يكون المواطن الضحية الأولى والأخيرة للتسمّمات المختلفة جراء هذا الوضع المزري، فالطريق لا يكتمل نصف ساعة من تنظيفه حتى يعود إلى ما كان عليه أو أكثر قمامة، فضلات وحتى الأبقار والمواشي والكلاب الضالة تقتات من تلك المزابل وتزاحم المارة وأصحاب السيارات يوميا، حتى أصبح الديكور اليومي الذي تنام وتنهض عليه مدينة بومرداس· كل هذا في غياب تام للرقابة، فالكل يمارس التجارة والكل يجري وراء تحقيق الربح وكسب بعض الدنانير لسد حاجياته في منظر يُوحي بسوء التنظيم والسير والفوضى العارمة وانعدام النظافة في ولاية كانت مضرب المثل في نظافتها وجمالها·