المتجول في أحياء مدينة بومرداس وبالأخص في حي 800 مسكن والشارع المحاذي للسوق الأسبوعي 350، وكذا المحلات التجارية المتواجدة بهذا الحي، يشده حالة الفوضى التي يعرفها هذا الأخير مع استفحال ظاهرة الباعة الفوضويين الذين ينتشرون في مختلف أرجاء الحي بشكل كبير ما يجعل السكان يدقون ناقوس الخطر، حيث انتقلت التجارة من داخل المحلات إلى خارجها باستغلال الأرصفة، وذلك بطريقة فوضوية وعشوائية كرست حالة اللامبالاة التي يتعامل بها هؤلاء التجار. بعرض سلعهم على الأرصفة وقارعة الطريق، حيث أصبحت تزعج السكان وتشوه الوجه العام للمدينة، وقد تحولت الأرصفة إلى شبه سوق يومي تباع فيه مختلف السلع دون مراعاة لشروط وسلامة وحفظ صحة المستهلك من خلال بيع الخضر والفواكه تحت أشعة الشمس الحارقة، بالإضافة إلى تجارة الألبسة والأحذية والطاولات التي تزاحم أصحاب المحلات، حيث أصبح المواطن يقتني هذه السلع من وسط الطريق. أما الأمر الأكثر خطورة فهو عرض اللحوم بنوعيها البيضاء والحمراء، وحتى الأسماك على طاولات لا تحتوي على أدنى شروط السلامة، دون غطاء يحميها من الحشرات التي تحوم حولها طوال ساعات النهار مثل الناموس والذباب، وما زاد الطين بله، هو ترك التجار لمحلاتهم وعرض سلعهم على الطاولات في أرصفة الطريق. فالمار من الطرق المحاذية للسوق الأسبوعي يشعر بحالة غثيان نتيجة للروائح الكريهة التي تنبعث من المكان ومن بقايا اللحوم التي يتركها الباعة الفوضويين، وخاصة في الفترة المسائية ما أضحى يشكل خطرا على السكان والتجار الذين يقضون معظم أوقاتهم في مثل هذه الأماكن الخطيرة، إضافة إلى السكان الذين يقطنون بالقرب من السوق الأسبوعي، وفي هذه الحال يكون المواطن الضحية الأول للتسممات وأمراض الحساسية الجلدية والأمراض الصدرية والتنفسية. المتجول في هذا الشارع يتبين له أنه يمكن إرجاع الوجه الجميل للشارع في ظرف لا يتعدى الساعة من عمل التنظيف، حيث أصبحت مختلف الحيوانات تقتات من هذه المزابل العمومية، من كلاب ضالة، مواشي وحتى أبقار، في ظل القمامة التي أضحت الديكور اليومي لسكان هذه المنطقة، التي ينامون ويستيقظون عليها يوميا. كل هذه الفوضى جاءت جراء الغياب التام والكلي للرقابة فالجميع يمارس التجارة وهدفه الوحيد الكسب السريع لبعض الدراهم والقروش لسد رمقهم، دون مراعاة أدنى شروط السلامة وحماية المستهلك، هذا ما يوحي بسوء التسيير، والفوضى وانعدام النظافة. ومن هذا المنبر يطالب سكان بومرداس من السلطات المحلية العمل على إرجاع الوجه الجميل لجوهرة المدن الساحلية، خاصة مع توافد الأجانب بمناسبة المهرجان الثقافي الإفريقي، الذي تحتضن مدينة بومرداس جوهرة المدن الساحلية بعض فعالياته، لولاية كانت مضرب المثل في نظافتها وجمالها في وقت مضى.