حملت 30 عائلة تقطن في البيوت القصديرية بطريق المستواة ببلدية بلوزداد بالعاصمة، الوالي المنتدب لدائرة حسين داي مسؤولية أيّ مكروه يصيب أفراد عائلاتهم في حال انهيار البيوت القصديرية التي يسكنونها منذ ما يزيد عن عشرين سنة فوق رؤوسهم· وقال ممثّل العائلات السيّد جديدي محمد، والتي تنقّلت أمس للاعتصام أمام مقرّ الدائرة إنهم يعيشون وأبناءهم حالة رعب حقيقية نتيجة الانهيارات والتصدّعات الكبيرة التي تعرفها البيوت الهشّة التي يسكنونها، مشيرا إلى أنهم ينامون ويستيقظون على هاجس الانهيار· ونظّمت العائلات وقفة احتجاجية في مقر دائرة حسين داي تنديدا بما أسموه إهمال السلطات المعنية لوضعيتهم التي باتت لا تحتمل التعجيل، سيّما مع دخول فصل الشتاء، وتنبيها للسلطات المعنية منها الوالي المنتدب الجديد لمقاطعة حسين داي، بالمخاطر الجمّة التي تتهدّدهم وأبناءهم يوميا بعدما يئسوا من الوعود الخالية من التجسيد من طرف الوالي المنتدب السابق، مؤكّدين أنهم في كلّ ليلة ومع سقوط أوّل قطرات المطر يسكن الرّعب أنفسهم فيسلّمون أمرهم للّه في انتظار سقوط المباني على رؤوسهم· وقد تنقّلت أخبار اليوم إلى عين المكان وعاينت عن قرب المعاناة الحقيقية التي تعيشها العائلات من تشقّقات وتصدّعات في جدران وأسقف المنازل، وأيّ منازل؟ مجرّد بيت صغير من الحطب والقصدير، والأكثر من ذلك أنه بالرغم من هشاشة البنيان إلاّ أن الضيق والحاجة دفعت السكان إلى بناء بيوت قصديرية فوق البيوت القصديرية، وهو ما زاد من درجة الخطر، وتعيش العائلات على هاجس الانهيار والموت المحدق بهم· وقال ممثّل العائلات جديدي محمد إن العائلات تسكن المكان منذ ما يزيد عن 20 سنة خلت، وقد قدّمنا شكوانا واحتجاجاتنا للسلطات المعنية، سواء رئيس البلدية أو الوالي المنتدب أو والي العاصمة بطرق قانونية وحضارية، آملين في التفاتة منها لوضعيتنا المزرية، ولم نجن من ذلك إلاّ الوعود الكاذبة والطمأنة بالتعجيل بترحلينا، إلاّ أن العائلات اليوم يئست وسئمت من الوعد الكاذبة وقرّرت أن تسمع صوتها للسلطات العليا بكلّ الطرق المتاحة· والتقينا عجوزا أرملة شهيد يقارب سنّها ال 73 سنة، تسكن بالحي منذ 20 سنة، تقدّمت إلينا بخطى متثاقلة، قائلة إن سنّي الطاعن وزوجي الشهيد لم يشفعا لي عند السلطات المعنية في الحصول على سكن لائق يأويني وأبنائي الأربعة من حرّ الصيف وقرّ الشتاء، وأضافت: أنا أرملة شهيد أعيش في هذه الميزيرية وسط الفئران والجرذان وكلّ أنواع الحشرات الضارّة، وقد طرقت كلّ الأبواب لكن دون جدوى· وراحت العجوز تحكي معاناتها مع السكن خلال عشرين سنة مضت والدموع تملأ جفنيها، واختصرت كلامها: بعد معاناة مريرة مع المستعمر الفرنسي، تعذيب وتشريد وخوف وترميل، ألا أستحقّ بعد ذلك سكنا لائقا في بلدي؟· ومن جهتها، دعتنا ربّة عائلة للدخول إلى بيتها قصد الوقف على المعاناة التي تعيشها وأبناؤها في البيت الوحيد الذي تملكه، قائلة: أسكن مع زوجي وستّة من أبنائي في هذه الغرفة إن صح تسميتها بالغرفة، انظر إلى التشقّقات والتصدّعات، لسنا أحياء، نحن نعيش على هاجس الموت في كلّ لحظة· وأضافت المتحدّثة: حالتنا لا تحتمل التأجيل، قد نموت في أيّ لحظة، لماذا لا تتحرّك السلطات؟ هل تنتظر انهيار الأسقف على رؤوسنا؟ عندما يقع الفأس على الرّأس لا ينفع يومها بكاء ولا عويل· أمّا محمد جديدي ممثّل العائلات فهو يعيش وأربعة من أبنائه في غرفة ضيّقة لا تسع حتى فردا واحدا، مشيرا إلى أنه يضطرّ إلى إرسال اثنين منهم للنّوم عند الجيران حتى يتسنّى له فسح مكان للباقي· ونظرا للمعاناة التي يعيشها السكان ناشدوا كلاّ من الوالي المنتدب الجديد، وكذا والي ولاية الجزائر النّظر بكلّ جدّية إلى المخاطر التي تحدق بهم والتعجيل بترحيلهم قبل أن يخطفهم الموت، خاتمين كلامهم: أنقذونا قبل أن تفقدونا·