تصوير: بشير زمري 400 عائلة تعيش في بيوت قصديرية لا تتعدى مساحتها 12مترمربع انتفض أمس سكان حي الزعاطشة "الشاطو" بالعاصمة وقاموا بإغلاق الطريق وإضرام النيران في العجلات المطاطية احتجاجا على عدم ترحيلهم، وضاق الأمر بالسكان الذين يعيشون في بيوت قصديرية سببت لهم الكثير من الأمراض المزمنة، ناهيك عن الأمطار التي حوّلت مساكنهم إلى برك مائية حرمت قاطنيها من النوم وحتى الدراسة. * قضى شباب حي الزعاطشة بسيدي امحمد أمس الأول ليلة بيضاء، خرجوا فيها للشارع حاملين لافتات وشعارات تندد بالتهميش والحڤرة، ولم تمنعهم الأمطار الغزيرة من مواصلة احتجاجهم صباح أمس، حيث خرج السكان وأغلقوا الطرقات تعبيرا عن نفاذ صبرهم من الوعود المتكررة التي لم تتحقق في الواقع، فالمحتجون أكدوا في تصريح للشروق اليومي أن رئيس بلدية سيدي امحمد أقسم داخل مسجد الحي بترحيلهم قبل نهاية السنة الماضية، أما الوالي المنتدب فقد وعدهم أنهم سيرحلون في جانفي من السنة الجارية، وهذا بعدما قام السكان بالعديد من المظاهرات والاحتجاجات التي أخمدتها وعود المير والوالي المنتدب لدائرة سدي امحمد، وحسب السكان فقد وكلوا لجنة كانت تقصد الوالي المنتدب كل شهر كان يطمئنهم، ويؤكد لهم الإلتزام بوعده بترحيلهم، ولكن ماحصل بداية الشهر الجاري أثار حفيظة وغضب السكان، بعدما أكد لهم الوالي المنتدب أن ترحيلهم سيؤجل لأجل غير مسمى، وأن قسمه لهم لا يلزمه بتحقيق وعوده..، هذه التصريحات كانت بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس فالسكان قاسوا الأمرين في فصل الشتاء الحالي الذي منعهم من النوم ومنع حتى أبناءهم من مزاولة الدراسة جراء شبه الفيضانات التي تجتاح الحي كلما تتساقط الأمطار، وقال السكان أنهم تحملوا هذه المعانات أملا في الرحيل بداية السنة الجارية، وأمام تأزم الأوضاع قرر السكان الدخول في موجة من الاحتجاجات والإعتصامات والذهاب لأبعد الحدود باحثين عن عيشة كريمة تخلصهم من معاناة القصدير. * وطالب المحتجون بتدخل شخصي من الرئيس بوتفليقة بعدما فقدوا الثقة في رئيس البلدية ووالي دائرة سيدي محمد الذين أخلفوا بوعودهم للسكان الذين قرروا غلق طريق الشهداء المؤدي إلى مقر التلفزيون الجزائري ولن يهدأ لهم بال حتى يرحلوا من حيهم القصديري الذي بني في الحقبة الاستعمارية وبالتحديد سنة 1958، وتجدر الإشارة أن الحي يحتوي أزيد من 400 عائلة تسكن جميعها في بيوت قصديرية لا تتعدى مساحتها 12 متر مربع. ومن جهتها قصدت الشروق اليومي مقر الدائرة الإدارية لسيدي امحمد لملاقاة أي مسؤول لكن دون جدوى.