تعالت في مصر الأصوات المطالبة بإقالة وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم في أعقاب التفجيرات التي وقعت أمس الاثنين، في محيط قصر الاتحادية الرئاسي وكشفت عن تراخٍ وفشل أمني كبير. وكانت سلسة تفجيرات قد أسفرت عن مصرع ضابطين وإصابة 13 آخرين على بعد أمتار من مقر رئاسة الجمهورية، بالرغم من إعلان جماعة (أجناد مصر) أنها زرعت العبوات الناسفة قبلها بنحو أسبوعين وتراجعت عن تفجيرها خشية إصابة مدنيين، وطالبت الداخلية قبل الحادث بأربعة أيام بتفكيكها بعدما حددت أماكنها بدقة. وبالرغم من كل هذه المعلومات، إلا أن الداخلية تعاملت مع الأمر بلا مبالاة، بل أعلنت يوم السبت الماضي أن قصر الاتحادية مؤمن تماما دون أن تقوم بواجبها في تمشيط تلك المنطقة الحساسة التي تضم أهم مؤسسة في البلاد. ويقول خبراء أمنيون إن مشاهد فيديو أظهرت تعامل خبراء المفرقعات بصورة (مثيرة للشفقة) مع القنابل أثناء محاولة إبطال مفعولها، بشكل خلا من أبسط قواعد المهنية والسلامة، حيث تجمع الضباط حول القنابل وسمح للمارة والسيارات بالتواجد في المكان أثناء تفكيك العبوات الناسفة. وسببت التفجيرات حرجا بالغا للنظام الحاكم الذي بدا عاجزا عن التعامل مع تهديد بسيط، وفشل في تأمين مقر إقامة عبد الفتاح السيسي قائد الانقلاب الذي قدم نفسه في صورة الرجل القوي الذي سيعيد الأمن للبلاد، فإذا به يتعرض للهجوم في عقر داره. مطالب بالعزل والمحاكمة ومنذ الانقلاب على الرئيس مرسي في جويلية الماضي شهدت مصر في ظل تولي (إبراهيم) وزارة الداخلية نحو 20 تفجيرا، من بينها تفجير مبنى مديريتي أمن القاهرة والدقهلية، واغتيال المئات من رجال الشرطة. بل إن وزير الداخلية الحالي نفسه نجا من محاول اغتيال قتل فيها عدد من حراسه. وعقب كل حادث يكتفي الوزير بالتأكيد على تعقب الإرهابيين ويشارك في تشييع القتلى من رجال الشرطة، حتى إن ألقابا أطلقها عليه نشطاء من بينها "وزير الجنازات" و"متعهد دفن الضباط". وأصبح النشطاء يتندرون عليه بالقول إنه لا يجد وقت للعمل على إعادة الأمن للشارع بسبب انشغاله المستمر في تشييع جثامين رجال الشرطة. ووجه القيادي الإخواني المنشق ثروت الخرباوي - عبر صفحته على "فيسبوك" رسالة للسيسي قائلا: "لماذا تبقي على وزير الداخلية رغم فشله؟ اعلم أن دماء المصريين التي سالت من رجال الشرطة ستتحمل نصيبا منها أمام الله فأصدر قرارك بتغيير هذا الوزير الفاشل الذي نقل مقره الدائم إلى مسجد الشرطة حيث أصبح متخصصا في تشييع الجنائز". وحمل مجدي حمدان - القيادى السابق بجبهة الإنقاذ - وزير الداخلية مسؤولية مقتل رجال الشرطة، قائلا: "عندما تقوم جماعة إرهابية بنشر بيان تعلن فيها أنها سوف تقوم بتفجير منطقة معينة بل وتحدد أماكن المتفجرات، ثم ينام المسؤول (ويكبر دماغه)، وفي النهاية يقوم رجاله بتفكيك قنبلة بدون أي واق فيقتلون، فيجب وقتها عزل وزير الداخلية من منصبه ومحاكمته". وشنت حركة 6 إبريل هجوما على وزارة الداخلية، وقالت في بيان لها: "الداخلية فاشلة، تفرغوا لملاحقة وقمع المعارضين وفشلوا كالعادة في مهمتهم الأصلية، في حفظ الأمن، رحم الله ضحايا فشلهم".