تتعامل السلطات المصرية بجدية بالغة لمنع أي محاولات لوصول حمى التفجيرات للجامعات المصرية كأسلوب لوقف الدراسة بعد انفجار قنبلة أمس بأحد مكاتب جامعة القاهرة في الجيزة واكتشاف 5 قنابل اخري بنفس المؤسسة فيما كانت أجهزة الأمن اكتشفت الأسبوع الماضي 5 قنابل بإحدى المدارس بالطالبية في الجيزة. ونقلت صحيفة (الوطن) المصرية المستقلة اليوم عن مصدر مسؤول بوزارة التعليم العالي أن خبراء المتفجرات وقوات الإطفاء يقومون حاليا بفحص عدد من الجامعات في مختلف محافظات مصر للتأكد من عدم وجود أي قنابل أو مفرقعات تستهدف الطلاب وأعضاء هيئة التدريس في عمليات إرهابية وذلك بعد العثور أمس على 5 قنابل بدائية الصنع داخل كلية الحقوق بجامعة القاهرة خلال مظاهرات طلاب جماعة الإخوان المعارضة للسلطة في مصر. و تسود حالة من التخوف من تصاعد حمى التفجيرات في مصر بالتوازي مع الاضطرابات السياسية في الشارع بعد الكم من المتفجرات والقنابل التي تعلن أجهزة الأمن المصرية يوميا عن اكتشافها في اطار الضربات الاستباقية ضد الخلايا الإرهابية في حواضر الدلتا. وكشف التلفزيون المصري اليوم ان قوات الأمن ضبطت خلية إرهابية في المنصورة عاصمة محافظة الدقهلية "القاهرة الكبرى" وبحوزتها قنابل وعبوات ناسفة في ضربة استباقية هي الثانية من نوعها خلال 24 ساعة بهذه المحافظة ضد خلايا جماعات "انصار بيت المقدس" بعد تفكيك خلية امس بالقنطار الخيرية وبحوزنها 30 برميلا من مادة " تي ان تي " ومواد متفجرة اخرى اضافة الى احزمة ناسفة وسيارات معدة للتفخيخ واسلحة وذخيرة. ويحوز هذا الحدث هتمام الراي العام في مصر حاليا فيما يرى مراقبون انه يكشف حجم التهديدات التي تواجه البلاد من طرف شبكات الارهاب في ظل ورود اخبار تتناقلها الصحف المحلية عن وجود مراكز تدريب لعناصر ارهابية على مقربة من حدود مصر مع دول الجوا ر فضلا عن احتمال تسلل عناصر مسلحة تنتمي لتنظيمات ارهابية اقليمية الى مصر. وصرح مصدر أمنى بمديرية أمن الدقهلية بأن المجموعة التي تم ضبطها اليوم تضم 8 اشخاص ويعتقد انها تنتمي لنفس الخلية التى تم تفكيكها أمس و قج ضبطت معها فيديوهات لكيفية تصنيع المواد المفجرة واعداد القتابل والعبوات الناسفة وكيفية استخدامها كما تم العثور بمخبئي لاعضائها على معمل كامل لتصنيع المواد المتفجرة وأدوات التصنيع وكميات كبيرة من مواد صنع المتفجرات. ووصف مساعد وزير الداخلية المصري المواجهات التي اندلعت امس بين عناصر خلية " انصار بيت المقدس " وقوات الأمن بانها كانت "أشبه بحرب حقيقية" واستمرت مدة ست ساعات كاملة مشيرا إلى أنهم كانوا يحملون كمية متفجرات كافية لتفجير مدينة بالكامل. وحسب مسؤولين امنيين فان هذه الخلية كانت وراء العديد من العمليات الارهابية التي شهدتها محافظاتالقاهرة الكبرى (القاهرةوالجيزة والقيلوبية) على مدى الاشهر الاخيرة منها تفجير مديرية امن محافظة القاهرة في نهاية جانفي الماضي وتنفيذ عمليات اغتيال 6 جنود بحاجز عسكري الاسبوع الماضي بشبرا الخيمة شمال القاهرة واغتيال مدير المكتب الفني لوزير الداخلية نهاية جانفي بحي الهرم في الجيزة. ويرى الخبير الأمني المصري خالد عكاشة ان بصمات خلية الدقهلية يبعث على الاعتقاد وصول تنظيم "داعش" الارهابي "الدولة الاسلامية في العراق والشام " إلى مصر عبر عناصر وأفراد تسللوا من سوريا هربا من الحصار المفروض عليهم هناك ولفت ان الترجيحات الامنية تشير الى دخولهم مصر عن طريق ليبيا فضلا عن دخولهم بصورة طبيعية نظرا لكونهم اشخاصا غير مسجلين لدى الامن. وعبر في تصريحات نقلتها الصحف المحلية اليوم عن وجود تخوفات من تحول هذه الجماعات بتنظيماتها الجديدة من سيناء إلى القاهرة والمدن الكبيرة كالإسكندرية والدقهلية والقليوبية والتعاون مع "أنصار بيت المقدس" ما يؤدي إلى كثافة العمليات الإرهابية. ولفت ان جماعة "انصار بيت المقدس" التي تتخذ من سيناء معقلا لها طلبت مؤخرا من تنظيمات ارهابية إقليمية ان تتعاون معها وتدعمها سريعا بعناصر مدربة لمواجهة التضييق العسكري عليها من جانب الجيش المصري في سيناء ما جعلهم ينقلون ميدان المعركة إلى محافظات الدلتا. ويبحث مجلس الوزراء المصري في اجتماع عقده اليوم تفعيل قراراته التي اعلنها في اجتماعه الطارئ الاسبوع الماضي بشان مكافحة الارهاب واكد وزير الدفاع المصري المشير عبد الفتاح السيسي امس ان القوات المسلحة ماضية في اقتلاع جذور الارهاب من مصر فيما وصف مراقبون الضربة الاستباقية ضد خلية "القناطر الخيرية" الارهابية بانها تطور نوعى على صعيد الحرب ضد الإرهاب في مصر بعد نجاح الجيش المصري وقوات الامن في ضرب اوكار الارهاب في سيناء. وقتل ضابطان من الجيش واصيب ضابط شرطة ومدني امس في المواجهات بين عناصر هذه الخلية الارهابية وقوات الجيش والامن المصرية اكما تم القضاء على 6 من عناصر الجماعة المسلحة والقاء القبض على 8 اخرين فيما ضبطت أجهزة الأمن 30 برميلا من مادة "تى إن تى" شديدة الا نفجار و4 بنادق آلية و4 أحزمة ناسفة. وقال وزير الداخلية المصري اللواء محمد إبراهيم في تصريحات صحفية أن العملية "أنقذت مصر" من مخططات إرهابية أخرى كان مقررا تنفيذها خلال الأيام المقبلة.