الإرهاب يدقّ أبواب الفراعنة قتل عقيد في الشرطة وأصيب آخرون بعد ظهر أمس الاثنين في انفجار عبوتين ناسفتين قرب قصر الاتحادية الرئاسي في ضاحية مصر الجديدة بشمال شرق القاهرة، حسب ما أفادت به الشرطة. قالت وزارة الداخلية في بيان إن الشرطة (اشتبهت) في عبوتين ناسفتين بالقرب من قصر الرئاسة، وعند قيامها بالتعامل معهما لتفكيكهما (انفجرت إحداهما)، ما أدّى إلى مقتل العقيد أمين عشماوى خبير المفرقعات بالإدارة العامة للحماية المدنية بالقاهرة). وأضافت الوزارة أن التفجير أسفر كذلك عن إصابة (عدد من رجال الشرطة وتمّ نقلهم إلى المستشفى)، مؤكّدة أنه تمّ تفكيك العبوة الثانية وإبطال مفعولها. وبعد قرابة ساعة من صدور هذا البيان وانفجرت عبوة ثانية اثناء محاولة رجال الشرطة تفكيكها ما ادى الى اصابة عدة رجال شرطة، حسب صحفي لوكالة (فرانس برس) في موقع التفجير، كما أصيب أحد أفراد هيئة الإسعاف وبترت يده نتيجة الانفجار، وفق المصدر نفسه. وتأتي هذه التفجيرات قرب القصر الرئاسي بعد أقلّ من شهر من تولّي الرئيس عبد الفتّاح السيسي منصبه رسميا في الثامن من جوان الجاري. كما يأتي في الذكرى الأولى للتظاهرات التي اندلعت في مصر في 30 جوان 2013 وشارك فيها الملايين للمطالبة برحيل الرئيس الإسلامي محمد مرسي الذي عزله الجيش بعد ذلك في الثالث من جويلية ثمّ شنّ حملة قمع ضد أنصار جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي اليها اوقعت 1400 قتيل على الأقل، كما تمّ توقيف أكثر من 15 ألفا آخرين. وكانت مجموعة (أجناد مصر) الجهادية نشرت على حسابها على (تويتر) يوم الجمعة الماضي تحذيرا إلى (المارّة بالأماكن الملغمة بعبوات ناسفة عند القصر الرئاسي بالاتحادية) بعد إلغاء عملية تفجير بسبب وجود مدنيين. وقالت المجموعة في بيان بثته على تويتر انه في 16 جوان الجاري تمكّنت (سرية من جنودنا من تفخيخ مكان اجتماع قيادات للأجهزة الإجرامية من المسؤولين عن تأمين القصر بزرع عبوة ناسفة موجّهة نحوهم وتمّ زرع عدّة بمحيط القصر لاستهداف القوات المتوافدة إثر التفجير الأوّل)، إلاّ أنه تمّ إلغاء العملية بسبب (تواجد عدّة أفراد بزيّ مدني قرب مكان العبوة الرئيسية). تصاعد أعمال العنف في 48 ساعة الأخيرة. وقتل أربعة من رجال الشرطة في شمال سيناء مساء السبت في هجوم شنّه مسلّحون مجهولون قالت الشرطة إنهم من العناصر (التكفيرية). وجاء هذا الهجوم بعد ساعات من مقتل مدنيين صباح اليوم نفسه في انفجار عبوتين ناسفتين استهدفتا مركز اتّصالات تابع للشركة العامّة للاتّصالات السلكية واللاّ سلكية في ضاحية 6 أكتوبر بغرب القاهرة. وكانت الهجمات التي تستهدف بشكل أساسي حتى الآن الشرطة والجيش توقّفت تقريبا منذ شهر وأعلنت مجموعات جهادية مسؤوليتها عنها، إلاّ أن السلطات تتّهم جماعة الإخوان المسلمين، التي بات كلّ قيادييها تقريبا في السجن، بأنها على صلة بالتنظيمات الجهادية. وأعلنت الحكومة المصرية جماعة الإخوان المسلمين (تنظيما إرهابيا) في ديسمبر الماضي وصدرت أحكام بإعدام المئات من أنصارها، معظمهم تمّت محاكمتهم غيابيا في محاكمات جماعية وسريعة. وتكرّرت الاعتداءات على قوات الشرطة والجيش منذ الانقلاب على الرئيس محمد مرسي في جويلية الماضي، ما أدّى إلى سقوط أكثر من 500 قتيل في صفوفها.