بلغ أوّل أمس المنتخب الألماني نهائي كأس العالم 2014 المقامة على الأراضي البرازيلية بفوزه على اصحاب الدار المنتخب البرازيلي بنتيجة لا تقبل اي جدل (7-1)، في مباراة دخلت تاريخ نهائيات كأس العالم بطريقة لم يفهم حتى الألمان سرّ تفوّقهم الكاسح على منتخب اسمه البرازيل. سجّل أهداف منتخب ألمانيا كلّ من توماس مولر في الدقيقة ال 11، ميروسلاف كلوزه (23)، توني كروس (24، 26)، سامي خضيرة (29) وأندري شورليه (69، 67)، فيما سجّل هدف الشرف لمنتخب البرازيل أوسكار في الدقيقة ال 90. ستّ دقائق من الكوابيس تقضي على 64 عاما من الأحلام مضت ساعة ونصف على نهاية المباراة التاريخية في بيلو هوريزونتي وما زال المئات من المشجّعين الألمان يحتفلون في المدرّجات، حيث اتّجه إلى كلّ زاوية من الملعب مجموعة من اللاّعبين الألمان الذين خرجوا من غرفة خلع الملابس للاحتفال مع الجماهير. صحيح أنها كانت مباراة نصف النّهائي، لكن الضغوط الخارجية على البرازيل كانت أقلّ من السابق لأنها كانت محرومة من خدمات قائدها تياغو سيلفا الموقوف ونجمها نيمار المصاب، ولم تكن الجماهير البرازيلية ستلزم منتخبها بالفوز على منتخب ألمانيا القوي عكس ما كان عليه الحال في مباراتي تشيليوكولومبيا. إذن فالعوامل الخارجية كانت مناسبة جدّا، المشكلة الحقيقية كانت في الضغوط الداخلية. يمكن للمرء أن يختار طرقا مختلفة لوصف إقصاء المنتخب البرازيلي: الهزيمة الأكثر قسوة في تاريخ (السيليساو)، أعرض نتيجة في تاريخ مباريات الدور نصف النّهائي من كأس العالم، نهاية حلم التتويج باللّقب العالمي السادس.. كلّها وغيرها عبارات صالحة لوصف ما حدث، وكلّ هذا حدث تقريبا بين الساعة 8:23 و8:29 زوالا بالتوقيت العالمي في يوم 8 جويلية 2014، إنها الدقائق المرشّحة بقوة لتكون الأكثر مأساوية في تاريخ المنتخب البرازيلي. صحيح أنه بين الهدف الثاني الذي سجّله ميروسلاف كلوزه والخامس الذي حمل توقيع سامي خضيرة قدّمت ألمانيا كرة قدم جميلة وأبانت عن مهارات كبيرة تجعلها مرشّحة للفوز بكأس العالم، لكن كلّ هذا حدث بمساعدة الضغوط الداخلية القاتلة التي وصلت حدّ اليأس. نيمار الغائب الحاضر دخل المنتخب البرازيلي المباراة دون صانع ألعابه نيمار دا سيلفا بعد إصابته في مباراة كولومبيا السابقة إثر التدخّل العنيف من زونيغا. نيمار كان متواجدا في اللّقاء لكن ليس بشخصه وإنما كان حاضرا على وجوه المشجّعين الحاضرين في ملعب (مينيراو) من خلال الأقنعة التي ارتداها الجماهير. دافيد لويز أيضا حمل (تي شيرت) لاعب برشلونة الشابّ في مراسم غناء النشيد الوطني البرازيلي، و ظهر أيضا في الصورة التذكارية ل (السيليساو) التي تلتقط قبل اللّقاء. حماس منقطع النّظير مشهد من مشاهد اللّقاء حين عُزِفَ النشيد الوطني البرازيلي، الكلّ يُغنّي بحماس منقطع النّظير لِمَ لا ومنتخب بلادهم على بعد خطوة من نهائي البطولة الأكبر في العالم وعلى ملاعبهم. الغناء بحماس لم يقتصر فقط على المشجّعين واللاّعبين، بل أيضا طال الأطفال الصغار الواقفين أمام لاعبي المنتخبين وكان أيضا بحماس شديد للغاية لأن الكلّ كان منتظرا اللّحظة التاريخية، لكن أتت الرياح الألمانية بما لا تشتهيه السفن البرازيلية. صدمة وقناعة وغضب من حماس شديد وتمنّي للنّفس أن يرى المنتخب في النّهائي على أرضه إلى رؤية (السيليساو) يُهان على أرضه، هكذا كان حال الجماهير البرازيلية. كان مخرج اللّقاء يأتي إلينا بلقطات من الجماهير فنجد الذي صُدِمَ ونجد الذي ذرف الدموع ولم يتمالك نفسه، لكن بعد تلقّي الصدمة اقتنعت الجماهير الموجوده بأن منتخبها ليس على ما يرام في هذه المباراة والبطولة أيضا لا الأسماء كما كانت من قبل، لتتأثّر الجماهير باللّعب الألماني الجميل ليطلقون (أوليه.. أوليه) مع كلّ تمريرة ألمانية. البكاء انفجر الجميع بالبكاء، جميع من في الملعب انهمرت الدموع من أعينهم بعد صفّارة الحكَم المكسيكي، الكلّ تأكّد من وقوع الكارثة وهي الخسارة بسبعة أهداف كاملة في نصف نهائي مونديال سيبقى في التاريخ. موجة غضب تجتاح البرازيل بعد السبعة فور تسجيل المنتخب الألماني هدفه الخامس خرج الآلاف من الملعب، فيما راح العديد من الجماهير في أكثر من مدينة برازيلية يقومون بأعمال شغب، ما اضطرّ رجال الأمن إلى التدخّل. آخر الأخبار القادمة من البرازيل تفيد بسقوط جرحى وقتلى، الأمر الذي ينذر بعودة الشغب إلى المدن البرازيلية، ويرى البرازيليون في خسارة منتخبهم أمام ألمانيا بسعة أهداف إهانة. أفضل لاعب في المباراة.. منتخب ألمانيا كاملا علّم منتخب (الماكينات) فريق (السامبا) درسا لا ينسى في عالم المستديرة، لاعبو الهجوم والوسط وأيضا الدفاع تفنّنوا في إذلال لاعبي البرازيل وخلق المساحات وتسجيل الأهداف، ولن ننسى الحارس العملاق نوير الحارس الأوّل في المونديال. أسوأ لاعب في المباراة.. منتخب البرازيل كاملا منتخب كارثة بكلّ معنى الكلمة، دفاع منهار ويحتوي على الكثير من الثغرات ووسط مفقود لم يتمكّن من إيصال الكرات إلى الهجوم ولم يقم بأدواره الدفاعية وهجوم غائب مع فريد تحت صفّارات الاستهجان وحارس ضعيف تقبّل أهداف سهلة، وفي النّهاية البرازيل فضيحة مونديال 2014 على أرضها وبين جماهيرها. كلوزه يكسر رقم الظاهرة رونالدو ويدخل تاريخ المونديال سجّل ميروسلاف كلوزه مهاجم ألمانيا هدفا بعد 23 دقيقة في قبل نهائي كأس العالم لكرة القدم ضد البرازيل ليصبح هدّاف البطولة عبر العصور برصيد 16 هدفا. وأحرز كلوزه البالغ من العمر 36 عاما، هدفه الأوّل في كأس العالم ضد السعودية عام 2002. وشارك المهاجم المخضرم في كأس العالم أربع مرّات وسجّل الآن 71 هدفا في 136 مباراة دولية. الصحافة العالمية تجمع: ألمانيا أهانت البرازيل اتّفقت ردود أفعال الصحافة الرياضية في جميع أنحاء الكرة الأرضية على أن ما حدث أوّل أمس في مباراة البرازيلوألمانيا في نصف نهائي مونديال البرازيل 2014 هو كارثة وفضيحة للكرة البرازيلية وسيبقى يوما أسود في تاريخ منتخب (السيليساو). وخسر منتخب (السامبا) البرازيلي على أرضه وبين جماهيره من منتخب (الماكينات) الألمانية بسبعة أهداف مقابل هدف واحد، أحرز الألمان خمسة أهداف كاملة في الشوط الأوّل من المباراة لينهوا إكلينيكيا اللّقاء لصالحهم. وجاء عنوان صحيفة (لا غازيتا ديلو سبورت) واسعة الانتشار في إيطاليا عن مباراة البرازيلوألمانيا (ذلّ للسيليساو من الألمان)، وأفردت في تقريرها عن المباراة بأن المنتخب الألماني قد تسيّد اللّقاء طولا وعرضا وتمكّن لاعبوه من الفوز بالمباراة بكلّ سهولة على حساب صاحب الأرض والجمهور. فيما عنونت صحيفة (أوليه) الأرجنتينية قائلة: (سبعة لن تنساها البرازيلية)، في إشارة منها على السبعة أهداف التي هزّت شباك (السيليساو) في مباراة أمس من لاعبي المدرّب يواخيم لوف. وأخيرا مع صحيفة (ليكيب) الفرنسية الشهيرة، والتي اكتفت بكلمة واحدة للتعليق على المباراة: (كارثة)، مؤكّدة أن نتيجة المباراة تعبّر عن كارثة لن تُنسى للبرازيليين. من جانبها، وصفت الصحف البرازيلية الصادرة أمس الخسارة بالمأساة، وكانت أبرز عنوان الصحف البرازيلية قاسية بعد نهاية الشوط الأوّل، وعنونت صحيفة (غلوبو سبورت): (كابوس في مينيراو). ومن جانبها، عنونت صحيفة (لانس): (إنه إذلال!)، أمّا صحيفة (فولها دي ساو باولو) فوصفت هزيمة البرازيل أمام رجال يواكيم لوف ب (المجزرة). قالوا بعد المباراة البرازيلي دفيد لويز: أنا مصدوم (من الصعب جدّا شرح ذلك لأن كلّ شيء حدث في ستّ دقائق، وبعد ذلك حاولنا القتال حتى النّهاية مع العلم أن المهمّة كانت شبه مستحيلة، وقلت لنفسي إذا كان ما يحدث كابوسا فأريده أن ينتهي الآن). وعلّق دافيد لويز وعيناه مغرورقتين بالدموع: (دائما ما يكون طعم الهزيمة مرّ، ولكن بهذه الطريقة يكون أكثر مرارة). البرازيلي ويليان: ألمانيا عذّبتنا (من الصعب شرح ما حدث، لا أحد كان يتوقّع ما حدث في تلك الدقائق التي تلقّينا فيها أربعة أهداف، نجحوا في فعل كلّ شيء وفشلنا في كلّ ما حاولنا فعله)، مضيفا: (ما زلنا نحاول فهم ما حدث، لكنّي أعتقد أن في كرة القدم غالبا ما تحدث أشياء يصعب تفسيرها) ولم يشر إلى كيف حدث ذلك لأن الحزن كان قد تحوّل إلى ما يشبه العذاب. البرازيل خوليو سيزار: لا أحد يعرف ما حدث لنا (الحلم لم ينته بعد أو بالأحرى ذلك الكابوس الذي عشناه فوق الميدان وعاشه جميع البرازيليين لم يستغرق سوى بضع دقائق، لكنه كان كافيا للقضاء على حلم آخر التتويج باللّقب في الديار بعد 64 عاما، وحتى الآن لا أحد يعرف أن يشرح كيف أو لماذا حدث ما حدث). الألماني مولر: لا أصدّق أننا هزمنا البرازيل بسبعة أهداف (ما حدث لم يكن متوقّعا، لا أصدّق ما حدث، إنها ليلة لا تصدّق، قد تفوز على البرازيل بهدفين أو ثلاثة لكن أن نفوز عليهم بسبعة أهداف وفي الدور نصف النّهائي من المونديال فهذا أمر لا يصدّق ولا أحد قد يصدّقه، لكن هذه هي كرة القدم). توني كروس: لم أكن أصدّق ما يحدث (هذه أفضل مباراة لعبت فيها مع منتخب ألمانيا، لقد بدأنا المباراة وشعرنا بتوتّر لاعبي البرازيل، بعد تقدّمنا مبكّرا وإحراز هدف تلو الآخر لم أكن أصدّق ما يحدث، مَن كان يتوقّع أن تنتهي المباراة بالفوز بنتيجة 7-1؟). كما تحدّث لاعب وسط بايرن ميونيخ عن المنافس المحتمل له في المباراة النّهائية، سواء كان منتخب الأرجنتين أو هولندا وقال: (أعتقد أننا قدّمنا أمام البرازيل أداء مذهلا يجعلنا نحلم بأن نكون أبطالا للعالم، لكن لا يوجد تتويج في قبل النّهائي، سنصبّ كلّ تركيزنا حاليا على المباراة النّهائية).