يتحول شواطئ بلدية مرسى بن مهيدي الواقع على بعد 125 كلم عن مدينة تلمسان عاصمة الولاية و المتاخم للشريط الحدودي مع المغرب عند حلول موسم الاصطياف إلى وجهة سياحية مفضلة للعديد من الزائرين الذين يقبلون عليه من داخل وخارج الوطن للاستمتاع بجمال موقعه وبطبيعته الساحرة. وفي العادة ما أن يحل شهر جويلية حتى تبدأ تتوافد العائلات الجزائرية القاطنة بمختلف الولايات أو من الجالية الوطنية المقيمة بالخارج على مرسى بن مهيدي للاصطياف بمختلف شواطئه الذهبية ومنها على الخصوص موسكاردا 1 و موسكاردا 2 حيث يصبح من المستحيل في هذه الفترة من الموسم العثور على غرفة بالفنادق وبيوت للاستئجار أو خيمة بمراكز التخييم المنتشرة بالموقع ما لم يكن هناك حجز مسبق حسب العديد من المصطافين. وتشير تقديرات مديرية الحماية المدينة التي تسهر على تأمين و حراسة الشواطئ أن معدل إقبال المصطافين على شواطئ مرسى بن مهيدي يتراوح بين 5 و6 ملايين سنويا. ويزداد الطلب في عز الموسم على أماكن الإقامة سواء كانت غرفا أو خيم كما ذكر أحد ملاك المخيمات الصيفية الذي لاحظ أن مدينة مرسى بن مهيدي تتحول في أوج الموسم الصيفي إلى فندق كبير إلى درجة أن سكان المدينة لا يتوانون أمام هذا الإقبال الكبير لتأجير بيوتهم وشققهم للمصطافين مقابل مبالغ هامة. ورغم هذه العروض التي حاولت تنظيمها مديرية السياحة وجعلها تتماشى مع القوانين الجديدة، إلا أن أسعار الاصطياف تبقى مرتفعة وفي غير متناول ذوي الدخل المتوسط كما يرى العديد من المواطنين الراغبين في قضاء عطلهم بهذا الشاطئ الجميل و المجاور لشاطئ سعيدية المغربي. ولتحسين إقامة المصطافين والسهر على راحتهم قامت بلدية مرسى بن مهيدي بفتح معرض اقتصادي وتجاري طيلة الموسم الصيفي لتقريب المواد الغذائية منهم وفتح فضاءات لعرض الصناعة المحلية التي تتميز بها المنطقة خصوصا المنتجات الطينية لمنطقة بيدر . وكذا تدعيم شبكة المياه الصالحة للشرب بعد إنجاز نقب بمنطقة بوكانون وربط كل المدينة بشبكة الغاز الطبيعي الشيء الذي جعل المصطافين والسكان يستغنون عن قارورات الغاز التي كانت في السنين الماضية تعتبر إشكالا حقيقيا. وقد رافقت هذه الجهود المحلية مخططات إنمائية هامة بحيث أنه بعد أن اختيار شاطئ بن مهيدي في سنة 2008 شاطئا نموذجيا ضمن الشواطئ الأربعة عشرة المنتشرة عبر الساحل الوطني تجسيدا للمخطط التوجيهي للتنمية السياحية لأفاق 2025، استفاد الشاطئ من الخدمات الراقية في إطار تجسيد السياحة الامتيازية حسب مديرية السياحة. وحسب مفتش المديرية فإن عددا من المستخدمين ممن أسندت لهم مهام تأطير وتسيير موسم الاصطياف بهذا الشاطئ استفادوا من بعض الدورات التكوينية المتخصصة لتأهيلهم و تحضيرهم في مجال الموارد البشرية في التسيير والإدارة الفندقية وكذا الإرشاد السياحي. كما برمجت المديرية عدة مشاريع تخص تدعيم الحظيرة الفندقية منها قرية الامتياز السياحي ل موسكاردة والتي تتسع لأكثر من 800 سرير موزعة على فندق فخم ذي خمسة نجوم وإقامات سياحية من الطراز الراقي وفيلات كما أوضح ذات المسؤول. وأضاف أن هذا المشروع السياحي الهام سيتضمن عدة مرافق للتسلية والترفيه وأماكن الراحة ومراكز لإسترجاع اللياقة ومطاعم راقية وكذا استغلال مواقع طبيعية ساحرة. ومن جهة أخرى استفاد شاطئ بورساي كما يسمى عند العامة من مرفأ جديد يتسع لاستقبال 194 سفينة منها 65 وحدة صغيرة أو مركب للصيد البحري وسردينيتين و 3 جبيات من الحجم الكبير فضل عن 124 مركبا خاصا بالتسلية والترفيه الشيء الذي سيسمح لهذه المنشأة الجديدة التي تم إنجازُها بموقع يتميز بمنظره الساحر وبثروة سمكية هائلة ومتنوعة بتنشيط الحركة الاقتصادية وتطوير الأداء السياحي بالناحية.