من المعروف أنّ الكثير من اللصوص يستغلون الازدحام في الطرقات الشوارع لكي يعتدوا على السائقين، خاصة منهم الذين يتركون نوافذ سياراتهم مفتوحة ولا يحتاطون إلى مثل تلك المحاولات، التي تمس أمنهم وسلامتهم، لكن لصوصا آخرين لا ينتظرون الازدحام بل يخلقونه. قد يكون ذلك باختلاق شجار أو عطب بالسيارة، او أيّ سبب يجهل حركة المرور تتوقف، وبالتالي يسهل للصوص القيام بعملياتهم الشريرة تلك، والظاهر أنّ هذه التصرفات صارت عادية، او مألوفة لدى هؤلاء اللصوص ويمارسونها بشكل مستمر، حتى صار بعض المواطنين، ما إن يحدث ازدحام حتى يقفل نوافذه، لأنه يمكن أن يكون وراء ذلك خطة محكمة الهدف منها السطو والاعتداء. هذا ما حدث لأحمد في حي بلكور، والذي لم ينتبه إلى أنّ الشجار الذي أحدثه بعض الشبان كان مختلقا، والهدف منه جعل السيارات تتوقف، ولكن أحمد لم ينتبه وكان يتحدث في هاتفه النقال عندما اختطفه منه شاب في العشرين، وفر هاربا، أما احمد فلم يرد اللحاق به، لأنه سيضطر حينها إلى ترك سيارته في الشارع، وستكون حينها معرضة إلى السرقة هي الأخرى، أما المواطنون الذين كانوا قد شاهدوا الموقف، فقد عاتبوا احمد على انه اخرج هاتفه النقال في وسط الازدحام، وقالوا له أنّ هذه الطريقة في السرقة والنهب صارت عادية، ولا بد أن يحتاط لها جميع من يمر من الشارع، يقول احمد:"لقد استغربت عندما قال لي البعض أن اللصوص يفعلون ذلك بشكل دائم، أي أنّ إحداث الازدحام في الطريق، صارت وسيلة ينتهجونها للسرقة، بعدما كانوا يستغلون تلك المواقف التي تحدث بشكل تلقائي، وهو أمر عجيب ومثير للحيرة، وصرنا لانعدام الأمن مجبرين أن نحتاط في كل لحظة ووقت، وألاّ نأمن لشيء، وحتى الأمور العادية صرنا نخشى أن تكون مصطنعة". لكن لا تتوقف تلك الاعتداءات المفتعلة على سرقة الهواتف النقالة او الأموال او غيرها مما يسهل أخذه، بل قد يفعل هؤلاء اللصوص أكثر من ذلك، وهو سرقة تلك السيارات، ولا يكون هذا إلا بافتعال سيناريو محكم يسهل عملية النصب، ويشارك فيه بطبيعة الحال عدة أشخاص حتى لا يشك الضحية في الأمر، وهو ما يحدث عادة بعد المباريات الكروية التي تجمع عددا كبيرا من الجماهير في الملاعب، فيحدث بطبيعة الحال ازدحامٌ في الطرقات، وهو ما يمنح بعض المتطفلين الفرصة لكي يعتدوا على هؤلاء السائقين، وهو ما حدث لسفيان الذي كان مارا بسيارته من ملعب العشرين أوت وتصادف ذلك مع نهاية المباراة التي كانت تجمع بين شباب بلوزداد ومولودية العاصمة، وكان الازدحام خانقاً قبل أن يصل إلى واد كنيس، حيث قال له أحد المواطنين الراجلين إن البعض فتح خلفية السيارة، وهي سيارة نفعية، فخرج ليتفقد الوضع، وكان بانتظاره مجموعة من الشبان الذين حاولوا خلق شجار معه، ولم يتفطن إلا في المستشفى، حيث ضربه احدُهم على رأسه، ولكن محاولتهم لسرقة السيارة باءت بالفشل، ذلك أن بعض المواطنين تدخلوا لإنقاذ الموقف وأوقفوا هؤلاء الشبان، خاصة وان حيلهم صارت معروفة.