دعت زعيمة حزب الشعب الدنمركي الذي تعتمد عليه الحكومة في الحصول على التأييد بالبرلمان لوقف بث قناتي الجزيرة والعربية التلفزيونيتين بالدنمارك. واتهمت بيا كيارسجارد زعيمة ثالث اكبر الاحزاب في البرلمان الدنماركي القناتين ب"بث الكراهية بين تجمعات المهاجرين ضد المجتمع الغربي". وقالت حكومة يمين الوسط الائتلافية إنها لا تؤيد موقف بيا بخصوص القناتين. وستكون الهجرة التي تمثل موضوعا مثيرا للجدل في عدد من دول أوروبا الغربية موضوعا محوريا في الدعاية الانتخابية للانتخابات المقررة بحلول منتصف نوفمبر 2011. واقرت حكومة الاقلية قوانين مشددة بخصوص الهجرة مقابل الحصول على دعم حزب الشعب الدنماركي منذ عام 2001. وقالت كيارسجارد في مقابلة صحفية إنها "ستنظر في ابلاغ سلطات تنظيم البث الدنماركية عن القناتين بهدف وقف بثهما". وأضافت في المقابلة مع صحيفة برلنجسكي تايدندي "هدفي ببساطة هو تعزيز الاندماج هنا والذي سار باتجاه خاطئ تماما في بعض المناطق السكنية وهذا إلى حد كبير بسبب حصول السكان على أخبارهم من هاتين المحطتين التلفزيونتين فحسب." وأضافت "تغطياتهما التلفزيونية مفعمة بالكراهية...هما تسهمان في غرس الكراهية ضد المجتمع الغربي؟". وتبث الجزيرة ارسالها من الدوحة في حين تبث قناة العربية من دبي وكلتاهما تتمتعان بشعبية كبيرة بمنطقة الشرق الاوسط ولهما جمهور خارج المنطقة وتبثان برامج إخبارية تتناول أساسا الأحداث الجارية. وقال ناصر الصرامي مدير الإعلام في قناة العربية المملوكة لسعوديين إن تلك الاتهامات عارية تماما عن الصحة وإنه مسرور لأن بقية الأحزاب في الدنمارك لا تشارك هذا الحزب وجهة نظره. وأضاف إن العربية تواجه عادة اتهامات في العالم العربي بأنها موالية للغرب مشيرا إلى أن توجيه النقد للقناة من الجانبين يجعل المسؤولين بها يشعرون بأنهم يؤدون عملهم على النحو الصحيح. ولم يتسن على الفور الحصول على تعليق من الجزيرة. وفاز حزب الشعب اليميني بقرابة 14 في المئة من الأصوات في الانتخابات العامة التي جرت عام 2007 وتشير استطلاعات رأي حديثة إلى استمرار حصوله على نفس التأييد. وقال حزبا الأحرار والمحافظون اللذان تشير استطلاعات الرأي إلى احتمال أن تطيح بهما المعارضة بقيادة الحزب الاشتراكي الديمقراطي لو جرت الانتخابات الآن إنهما لا يؤيدان أراء كيارسجارد بخصوص القناتين التلفزيونيتين. وطرح رئيس وزراء الدنمرك لارس لوكي راسموسن في 27 اكتوبر خطة لتعزيز الاندماج في بعض المناطق السكنية. ومن بين بنود الخطة التي تشمل 32 اقتراحا تخفيض نسبة المهاجرين في مناطق محددة. وقال حزب الشعب إنه يدعم الخطة لكن كيارسجارد دعت كذلك إلى ما أسمته "النضال ضد الإسلام" الذي تعتبره "تهديدا للديمقراطية". وتحظى الاحزاب المناهضة للمهاجرين بشعبية في بلدان اخرى بأوروبا مثل النرويج المجاورة وكذلك في إيطاليا وفرنسا وبلجيكا كما حققت تقدما في هولندا والنمسا والسويد التي فاز فيها الحزب الديمقراطي السويدي بمقاعد بالبرلمان للمرة الاولى.