بقلم: دحمور منصور بن الونشريس الحسني تعيد لنا الأيام التي نعيشها ذكريات التاريخ التي نستعيدها من بطون الكتب وحروف الحكايات التي صارت في زمننا هذا شبه أساطير صنعها أجدادنا وسميناها تاريخا ودرّسنا إياها آباؤنا وندرّسها نحن أبناءنا متناسين أن الواقع أخطر وأغرب مما كتبه التاريخ، وأن التاريخ أخفى الكثير من الغرائب التي حدثت والتي لم يسمع بها إلا صانعوها من صنّاع التاريخ سواء كان تاريخا مشرّفا أو تاريخا نخجل به. تعيد لنا أيامنا هذه والأيام القادمة تلك الحادثة المدوية التي كانت سببا في فقدان بلاد الأندلس، ألا وهو اجتماع أمراء الأندلس وملوكها من أجل اتخاذ قرار ضد الزحف الفتشالي على البلاد الأندلسية، ولكن على الأقل اجتمع هؤلاء وتحادثوا وأرادوا حلاّ للأزمة، ولكن الواقع اليوم يرينا تلك النزعة الهروبية بين الإخوة بدافع الخوف من المستقبل وعدم تحمل أي صراع أو مشاكل قد يحملها على الرغم من أن الحتمية التاريخية للأحداث تسوقنا رغما عنا إلى صراع حادّ بين العرب قبل أن يتحول بيننا وبين الغرب. على الأقل كان في زمن ملوك الطوائف رجال دين وعلماء حقيقيون رأوا أن القتال والجهاد والوحدة بين الطوائف الأندلسية هو الحل الوحيد، على الرغم من رفض رجال السياسة حينها أن لا يكون للسلاح كلام في ذلك المجلس، بحجة أنهم لا يستطيعون ردّ الموت القادم من الشمال، وعلى الأقل كان من بين هؤلاء الرجال رجل يسمى المتوكل على الله بن الأفطس الذي نادى بقراره وعزمه على مراسلة دولة المرابطين بشمال إفريقيا استنجادا بها في ردّ الفشتاليين، ونفس الأمر، كان يوسف بن تاشفين غير مترددّ في مدّ يد العون لإخوانه في الدين على الرغم مما جرى بعد ذلك من كسر بعض ملوك الطوائف الذين كان لزاما أن يحدث لهم ذلك. ولكننا اليوم بكل جرأة نقول إننا غير قادرين تماما على أن نشارك في معركة كمعركة الزلاقة التي دحر فيها المسلمون أبناء الصليب الغزاة، وحاشى أن نفخر بذلك، ولكن الواقع الحتمي اليوم يسوقنا إلى تلك الفترة ولكننا لن نجد يوسفا آخر يعيننا على الدفاع عن أنفسنا، بل سنجد أنفسنا نعين الغرب على قتل إخواننا وجيراننا، لأن المؤامرة الغربية الدائرة اليوم هي أن الغرب يعطي لأخيك قنابل موقوتة بقصد قتلك ثم يحتم عليك أن تعينه في استردادها بحجة أن يبطل مفعولها وبالتالي فغريزة الدفاع عن النفس تحتم عليك الخيانة والعمالة من أجل حياة لا تضمنها لنفسك حتى. إن العالم العربي اليوم لاسيما مع ما ركبه وأثقل ظهره من أخبار الإرهاب الدولي الذي يدّعي الإسلام والمغررّ بهم من المسلمين المموَّه عليهم من طرف علماء كيمياء العقل الذين جعلوا العقل المسلم مخبرا لا يحتاج فيه إلى فئران تجارب زيادة على ضعف البنية الداخلية والأمنية في الدول العربية وإحاطة المتأمرين بهم بل وبكل دولة على حدا سيقحم العرب في التدخل في الشؤون الداخلية لدول جيرانه ولو بشكل خفي من أجل الحفاظ على الأمن الداخلي من أخطار العرب المقبلين عليه في رداء الإرهاب والجريمة المنظمة التي قد تجره إلى تدخل خارجي غربي بدعوى الحفاظ على الأمن العالمي. هكذا بدأت قصة ملوك الطوائف وهذا هو نفس الدرب والطريق الذي تسير عليه الدول العربية اليوم تتبعه في سياستها غير المجدية والتي ستدمر العالم العربي وسيأتي اليوم الذي تجد فيها نفسها تحت وصاية الدول الغربية، والحقيقة أن الأمر إذا هكذا إلى خمس سنوات أخرى فلن يكون هناك حلّ لأننا سنكون تحت رحمة الأوضاع المتدهورة التي ستكسر ظهورنا ولن نقوم بعدها إلا أن يشاء الل