كشفت قناة التلفزة الصهيونية الأولى الليلة قبل الماضية النقاب عن أن خطة احتلال غزّة التي قدّمها وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان للمجلس الوزراي المصغّر أثناء الحرب نصّت على الشروع في احتلال المدينة انطلاقاً من حي (الرمال). حسب القناة فإن الخطة التي قدّمها ليبرمان بعد مشاورات مع قادة الفِرق العسكرية الصهيونية الذين كانوا مسؤولين عن قطاع غزّة شدّدت على أن حي (الرمال) يعتبر الخاصرة الضعيفة لمدينة غزّة بسبب ملاصقته للبحر وبسبب قلّة عدد السكان فيه بشكل نسبي، إلى جانب أسباب أخرى لم تشر إليها القناة. وقد أكّد ليبرمان الذي تحدّث للقناة أن نجاح حركة (حماس) التي تمثّل تنظيما صغيرا في الصمود في مواجهة الجيش الصهيوني الذي يعدّ أقوى جيش في المنطقة أمر لا يمكن تصوّره. وحذر ليبرمان من أن بقاء حركة (حماس) في غزّة في أعقاب الحرب سيغري الكثير من الأطراف بالتربّص بإسرائيل، لأن نجاح (حماس) في الصمود سيدلّل لهذه الأطراف على أنه بالإمكان المسّ بالكيان الصهيوني دون أن تترتّب عن ذلك أمور خطيرة. وشدّد ليبرمان على أن الإطاحة بحركة (حماس) سيعزّز علاقات إسرائيل مع محور (الاعتدال) العربي، مشيرا إلى أن الأمر كان يمكن أن ينطوي على فرصة لتغيير الواقع السياسي في القطاع والبيئة الإقليمية بشكل جذري. في سياق متّصل، قال المعلق السياسي يوسي فيرتير إن الحرب على غزّة نسفت القناعات والشعارات التي ظلّ يردّدها رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو. وفي مقال نشره موقع صحيفة (هآرتس) مساء أمس نوّه فيرتير إلى أن نتنياهو بات يعترف بشكل واضح وجلي باستحالة تحقيق نصر على حركة (حماس)، منوّها إلى ما جاء في تصريحات نتنياهو الأخيرة، حيث قال: (لا يمكن لدولة ديموقراطية القضاء على منظمة إرهابية). ويذكر أن نتائج الحرب على غزّة جعلت الكثير من المعلّقين الصهاينة يتندرون على ما جاء في كتاب (مكان تحت الشمس) الذي ألّفه نتنياهو عندما كان ممثّلا لإسرائيل في الأمم المتّحدة مطلع تسعينيات القرن الماضي، والذي ضمّنه مواقفه من مواجهة المقاومة الفلسطينية. وقال حنان كريستال، المعلّق السياسي في قناة التلفزة الصهيونية الأولى، الليلة الماضية إن نتنياهو (لن يعود إلى تلك الترهات التي تعلّق بها كثيرا، وعلى رأسها زعمه بإمكانية القضاء على المقاومة الفلسطينية وضمان تواصل إخضاع الشعب الفلسطيني للاحتلال). من ناحيته، قال البرفسور شاي إلبالز، أستاذ العلوم السياسية في جامعة (تل أبيب)، إن الحرب على غزّة دلّلت على فشل الحركة الصهيونية في تحقيق أهدافها. وفي مقال نشره موقع (وللا) الإخباري أمس أشار إلبالز إلى حقيقة أن الحركة الصهيونية أقامت إسرائيل لتكون (وطنا لليهود يشعرون فيه بالأمان)، منوّها إلى أن الدلائل تشير إلى أن إسرائيل تحديدا أصبحت المكان الذي يقتل فيه أكبر عدد من اليهود في العالم. وشدّد إلبالز على أن اليهود يكتشفون تباعا كذب وعدم واقعية (الأساطير) التي حاولت الصهيونية تكريسها، وهو ما يصيب قطاعات واسعة منهم بالإحباط.