أجمعت نخب سياسية وإعلامية صهيونية على أن إعلان وقف إطلاق النار يمثل انتصاراً مدوياً للمقاومة الفلسطينية، وهزيمة للكيان الصهيوني. وقال النائب داني دانون، رئيس اللجنة التنفيذية لحزب (الليكود) الحاكم إن (إسرائيل) فشلت عملياً في تحقيق أي من أهدافها في الحرب، داعياً رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو إلى استخلاص العبر المطلوبة. وأضاف دانون في حديث للإذاعة العبرية أن القيادة الصهيونية لم تفِ بتعهداتها بردع حركة "حماس" ونزع سلاحها، مُشيراً إلى أنه بدلاً من أن الحرب كان يتوجب أن تقضي على الحركة، فإنها أمدتها بالشرعية وجعلت دول العالم والقوى الإقليمية تتواصل معها وتعترف بمكانتها. من ناحيته قال وزير الإسكان المتطرف أوري أرئيل إنه يصعب عليه العثور على إنجاز واحد يبرر (التضحيات الجسام) التي قدمتها الجبهة الداخلية الصهيونية. وفي مقابلة مع إذاعة الجيش الصهيوني صباح أمس، شدد أرئيل على ضرورة إجراء تحقيق شامل في مسار الحرب وتقصي الحقائق في كل ما يتعلق بالأداء العسكري والسياسي. وفي ذات السياق شنّ المعلق السياسي الصهيوني البارز بن كاسبيت هجوماً كاسحاً على القيادة الصهيونية متسائلاً: (كيف وصلنا إلى هذا الواقع، كيف تمكن تنظيم صغير من الصمود لأكثر من 50 يوما في وجه القوة الإقليمية الأبرز في الشرق الأوسط). وخلال فقرة قدمها في برنامج (صباح الخير إسرائيل)، الذي بثته إذاعة الجيش الصهيوني صباح الأربعاء، واصل كاسبيت انتقاداته اللاذعة: (أين دور سلاح جونا الأعظم وذي القدرات الهائلة، ولماذا لم توفر استخباراتنا ذات الشهرة المعلومات الكفيلة بتوجيه ضربات تخضع حماس). وأضاف: (لقد انتهت الحرب، وأزمة الثقة بين الدولة وقطاعات واسعة من مواطنيها عميقة، والأوضاع الاقتصادية تذوي، والسياحة تنهار). من ناحية ثانية رفض قادة المستوطنين في جنوب الكيان الصهيوني السماح بعودة مستوطنيهم إلى بيوتهم التي فرّوا منها، حتى بعد وقف إطلاق النار. وفي بيان صدر عنهم، أوضح قادة المستوطنات أنهم لن يسمحوا بعودة مستوطنيهم إلا بعد أن يتأكدوا من صمود وقف إطلاق النار، مشيرين إلى أنهم غير مستعدين لمزيد من خيبات الأمل. واعتبر قادة المستوطنين أن حكومة نتنياهو خضعت تماماً ل (إرهاب حماس وفضلت الخيارات السهلة ولم تتمكن من القضاء على الحركة)، مُشيرين إلى أنهم متأكدون أن (حماس) ستعاود إطلاق النار وقتما أرادت ذلك. وسخر المؤرخ العسكري الصهيوني البارز أوري بار يوسيف من مزاعم بعض مقربي نتنياهو بتحقيق انتصار، قائلاً: "إن كان هذا انتصارا فكيف تكون الهزيمة؟". وفي مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرنوت"، قال بار يوسيف: (الحرب على غزة مثلت نقطة فارقة ستجبر إسرائيل بعدها على هجر خيار القوة في مواجهة الفلسطينيين).