بعد أكثر من ست محاولات تلقيح صناعي فاشلة؛ رزقت المطربة الكندية سيلين ديون بتوأم مؤخرا في مستشفى سان ماري بولاية فلوريدا، لتحقق بذلك حلم "الأسرة الكبيرة"، ولتضيف أخوين إلى ابنها رينيه تشارلز الذي يبلغ التاسعة من عمره، والذي تم إنجابه هو الآخر عبر التلقيح الصناعي. حلم الأمومة تلقفته ديون من انتمائها لعائلة كبيرة مؤلفة من 14 ولدا، فضلا عن أنها تعشق الأطفال، ولم يتعارض حلمها أبدا مع نجاحاتها في الغناء؛ إذ إنها فازت بخمس جوائز جرامي، وباعت أكثر من 200 مليون ألبوم في أنحاء العالم. صاحبة الأغنية الشهيرة في فيلم "تيتانيك" "قلبي سيمضي قدما My Heart Will Go On" ولدت في 30 مارس عام 1968 في بلدة "تشارل ماجن" الفرنسية، بالقرب من "كويبيك" في كندا، لتكون الابنة الصغرى في العائلة الكبيرة. وكان الغناء والموسيقى جزءا محوريا في حياة أسرتها؛ حيث امتلك والداها ملهى صغيرا، كانت كل أفراد العائلة تشترك بالغناء فيه أيام عطلات نهاية الأسبوع. وبدأت المغنية الكندية بالمشاركة في العروض العائلية منذ أن كانت في الخامسة من عمرها، وتميزت بطبقة صوت تقع في مجال السوبرانو القوية. وعند بلوغها الثانية عشرة، قامت بمساعدة أمها وأحد أشقائها بتأليف وتلحين أول أغنية لها، والتي غيرت بها مجرى حياتها للأبد. موهبة صغيرة وقد استرعى تسجيل الأغنية انتباه المنتج الفني رينيه أنجيليل الذي انبهر بصوتها، وعقد العزم على أن ينشر موهبة سيلين عالميا، حتى إنه قام برهن منزله لإنتاج الألبوم الذي ظهرت فيه لأول مرة عام 1981. وقد بدأت موهبة النجمة الصغيرة تلفت أنظار العالم منذ العام التالي. فقد فازت بالميدالية الذهبية بمهرجان (ياماها للأغنيات العالمية) في طوكيو عام 1982. وبحلول عام 1983 كانت سيلين هي أول فنانة كندية تحصل على (الأسطوانة الذهبية) في فرنسا. وبعد ترسيخ نجوميتها في موطنها؛ انطلقت سيلين إلى آفاق أرحب عندما غنت على الهواء مباشرة في بث حي شاهده الملايين حول العالم في حفل استلامها لجائزة مسابقة الأغنية الأوروبية في دبلن عام 1988. غزو أمريكا أول ألبوماتها الناجحة صدر في سبتمبر عام 1990، وحملة عنوان كان (Unison) باللغة الإنجليزية. وقد حقق نجاحا باهرا، مع اقتحامها سوقَ الكاسيت الأمريكي بالأغنية المنفردة (أين ينبض قلبي الآن Where Does My Heart Beat Now). وبدأ صوتها يشتهر على المستوى العالمي، بعد أدائها أغنية فيلم (الجميلة والوحش Beauty and The Beast) عام 1991، والتي احتلت المرتبة الأولى، وحصدت جوائز كلا من (أكاديمي) و(جرامي). انتشار أوروبي بعد أن لبت دعوة الأمير تشارلز والأميرة الراحلة ديانا بالغناء في المركز الوطني للفنون بمدينة "أوتاوا" التي كانت آخر محطة في الزيارة الرسمية التي قام بها الزوجان للولايات المتحدة في عام 1991، توالت نجاحاتها في الطرف الآخر من المحيط الأطلسي. فقد احتلت أغنية (فكر مرتين Think Twice) ضمن ألبوم "لون حبي The Colour Of My Love" عام 1994 المركز الأول في بريطانيا لمدة خمسة أسابيع على التوالي، وحققت مبيعات لم تشهدها بريطانيا منذ ظهور فريق "بيتلز" عام 1965. وحققت ديون ما اعتقد البعض أنه حلم بعيد المنال بعد أن قدمت الموسيقى الفرنسية لشريحة عريضة من الجمهور البريطاني، من خلال ألبوم "D'eux". وجاءت أغنية فيلم تيتانيك "قلبي سيمضي قدما"، عام 1997 لتدعم النجاح الهائل لديون، وحققت مبيعات تجاوزت 27 مليون نسخة حول العالم. وبعد عدد من الألبومات الناجحة؛ أصدرت ديون في عام 2000 ألبوم (المشوار عقد من الأمنيات All The Way...A Decade Of Song)، والذي جمعت فيه أشهر أغنياتها بمختلف اللغات في خلال عشر سنوات، كما نشرت قصة حياتها في كتاب بالتعاون مع جورج هيبرت جيرمين. الحياة الخاصة في 17 ديسمبر عام 1994؛ تزوجت النجمة بمكتشفها رينيه أنجليل الذي يكبرها ب26 عاما في كنيسة نوتردام باسيلسا في مونتريال. وبعد احتلالها القمة بسلسلة من النجاحات والشهرة، أعلنت ديون عشية عيد الميلاد سنة 1999، أنها تنوي الإقلال من نشاطها الفني ومنح المزيد من الوقت للحياة العائلية؛ حيث أرادت قضاء مزيد من الوقت مع زوجها بعد إصابته بمرض السرطان. وجاء مولد الابن "رينيه تشارلز" في 25 جانفي سنة 2001، لتكتمل به سعادة الزوجين. وقد وصلت ديون إلى ذروة النجاح من جديد بعد فترة ابتعادها بألبومها (A New Day Has Come) عام 2002، الذي حقق المركز الأول في 17 دولة منها أستراليا وفنلندا والنرويج. وكان ألبوم "مع حبي My Love" في أكتوبر عام 2008 هو التجميع الأخير لأنجح أغنياتها منذ عام 2000. أنشطة خيرية تم تعيينها رسميا في 15 أكتوبر الماضي كسفيرة للنوايا الحسنة لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، وتعهدت بأن تبذل جهودها لمحاربة الجوع والفقر حول العالم. واستخدمت موهبتها لدعم المنظمة الكندية لمرض (التليف الكيسي Cystic Fibrosis)، وهو المرض الذي توفيت بسببه ابنة أختها. وقد غنت أغنية "Fly" إهداء لذكراها. وتعاونت مع مصورة الأطفال الشهيرة "آن جيديس" لإنتاج مجموعة من الصور والأغاني التي تكرم الأمومة والطفولة تحت اسم "Miracle".