كانت كميات الأمطار التي تساقطت خلال اليومين الماضيين بمختلف البلديات الشرقية لولاية بجاية على غرار خراطة، تاسكريوت، درقينة وسوق الإثنين كافية لتدخل سكان هذه المناطق في حالة هلع وخوف جراء الكميات الكبيرة من مياه الأمطار التي تتسرب من سد اغيل أمدة بخراطة في اتجاه وادي أقريون الذي يعبر البلديات المذكورة، وقد سبق لنفس السكان وأن أعربوا عن استيائهم من الوضع الذي آلت إليه أراضيهم الفلاحية بسبب الطوفان الذي ينجم في كل مرة عن وادي أقريون كل سنة خاصة في الشتاء مع تساقط الأمطار• هذا الأخير يتلف سنويا عشرات الهكتارات من الأراضي الفلاحية ما نجم عنه استفحال وارتفاع نسبة البطالة لدى الفلاحين الذين تراجعوا عن العمل بأراضيهم، وأرجع رؤساء العديد من البلديات المشاكل التي تنجم عن وادي أقريون وإيجاد حل لمقاومة التلف الذي يتسبب به كل سنة هي من صلاحية مديرية الري، وفي هذا الصدد سبق لرئيس بلدية سوق الإثنين وأن حمل مسؤولية تلف العديد من الأراضي الفلاحية الواقعة بمحاذاة وادي أقريون بالبلدية لمديرية الري بالولاية التي لم تتدخل لوضع حل نهائي لتوسع الوادي على حساب الأراضي الفلاحية، حيث ضاعت أزيد من خمسة هكتارات كانت تابعة لفلاحي المنطقة• وأضاف نفس المتحدث أن مديرية الري بالولاية كانت قد كلفت مكتب دراسات فرنسي لوضع دراسة لتهيئة الوادي قصد حماية سكان المنطقة من الفيضان لا سيما السكنات المحاذية له، إلا أن الدراسات قامت بها مكاتب جزائرية والأشغال لم تجسد بعد على أرض الواقع على الرغم من استمرار الوضع الذي ينذر بكارثة حقيقية، وكما هو معلوم فإن مشروع حماية السكان القاطنين بحواف وادي أقريون كانت قد تحدثت عنه مديرية الري بالولاية إلا إن الإنجاز لم يظهر بشأنه أي جديد إضافة إلى وجود نهب وإهمال كبير في استغلال حصى ورمال الوادي الذي أدى بدوره إلى ظهور أودية صغيرة قضت على مساحات زراعية معتبرة دون أن يتلقى الفلاحون أي تعويض مادي من قبل المديرية الوصية• وفي نفس السياق اشتكى أمس مجموعة من ممثلي الحركة الجمعوية ببلدية أكفادو لدى مصالح الولاية وعرضت هذه الأخيرة المشاكل والنقائص التي تعاني منها البلدية بقراها الكثيرة، منها خمس قرى مهددة بالعزلة التامة إن لم تتدخل السلطات المعنية من الولاية ومديرياتها التنفيذية مثل الأشغال العمومية والري للحيلولة دون تفاقم الظواهر الطبيعية التي أصبحت تؤرق المواطنين، منها انزلاقات الأرضية المسجلة بالطرقات الولائية المؤدية إلى القرى المهددة مثل تغراست و مزوارة والطريق الرئيسي المؤدي إلى قرية أورير، وطالب ممثلو السكان السلطات الولائية بأخذ هذه المشاكل بعين الاعتبار واقتراح الحلول المناسبة من خلال برمجة مشاريع تنموية كفيلة برفع الغبن عن سكان هذه القلعة التي عانت كل الويلات خلال الثورة التحريرية• وببلديتي تاسكريوت ودرقينة لا تزال الأتربة تتساقط على مستوى الطريق الوطني رقم 09 الذي أصبح يعرقل حركة المرور جراء كثافة الأوحال التي تتسرب من أعلى الجبل، وعليه فرغم أن المشكل المعاش منذ السنة الماضية والذي تسبب في غلق الطريق الوطني المذكور لمدة قرابة عشرين يوما، إلا أن المشاكل المطروحة بهذا الطريق لا زالت إلى غاية اليوم كون أن مصالح الأشغال العمومية تقوم بإزالة الأتربة التي تجتاح الطريق، فيما لا يزال خطر تسرب مياه الأمطار إلى داخل نفق خراطة الذي يوجد في حالة يرثى لها بسبب أرضيته الزلجة وغياب الإنارة بداخله وهو الشيء الذي يتسبب في وقوع عدة حوادث مرور مميتة وآخرها وقعت منذ يومين بين شاحنة من الوزن الثقيل وسيارة نفعية سببت خسائر مادية وبشرية•