لا تزال أزمة العطش تحتل أولى انشغالات سكان بلديات ولاية بجاية التي استفادت من مشاريع ضخمة واقعيا، لكن المشكل المطروح لم يتم حله لأسباب عدة منها عدم تمكن المصالح المعنية من التكفل بانشغالات المواطنين، من خلال عمليات توزيع كميات من مياه الشروب بطريقة عادلة على مختلف السكان،و كذا توفير الأمن و حراسة محطات وخزانات المياه، خاصة وانه بسبب التقصير في هذا الجانب تعرضت الأسبوع المنصرم الأسلاك الكهربائية المستعملة في المحطة الرئيسية الكائنة بمنطقة العنصر " أزقزا " للسرقة من طرف مجهولين، وعليه ومنذ وقوع هذه الحادثة دخلت أزمة العطش بيوت أزيد من 35 ألف نسمة من سكان دائرة خراطة الذين جفت حنفياتهم وأصبحوا يتنقلون لمسافات طويلة من اجل جلب هذه المادة الحيوية من أماكن بعيدة باستعمالهم لوسائلهم الخاصة، في حين يعرف المنبع العمومي بتبابورت مناوشات و صدامات منذ الصبيحة بين المواطنين الذين يتسابقون للتزود بماء هذا المنبع العمومي، حيث تصطف العشرات من الشاحنات و الجرارات وهي مرفوقة بمختلف الصهاريج تنتظر موعدا لنقل حمولتها في اتجاه سكان المناطق الحضرية، في حين لا يمكن الحديث عن معاناة سكان الأرياف، و يشتكي هؤلاء المواطنين في كل مرة، غير أن انشغالاتهم لم تلق الأذان الصاغية من طرف السلطات المحلية وقد سبق ل"أخبار اليوم" وأن حملت انشغالات سكان العديد من قرى دائرة خراطة إلى مسئول الجزائرية للمياه بالمقاطعة المذكورة، الذي كشف لنا أن تعرض أسلاك الشبكة الكهربائية بمنطقة تاسكريوت، هي مشكلة خارجة عن نطاق مؤسسته، مشيرا إلى أنه يجب على مصالح أخرى لها صلة بموضوع الماء أن تتدخل لحل إشكال سرقة عتاد مؤسسته المذكورة التي تتعرض في كل مرة لعملية السطو والسرقة ويذهب الآلاف من الزبائن ضحية هذه العملية وقد جندت مصالح الجزائرية للمياه في هذا الإطار، العشرات من الحراس و المكلفين بعملية توزيع ماء الشروب للقيام بمهامهم ليلا و نهارا . أما بالجهة الغربية لعاصمة الولاية بجاية فقد توقفت فرحة سكان 25 بلدية الذين وصلتهم كميات كبيرة من مياه سد تيشي حاف، و ذلك بسبب نوعية ماء هذا السد، حيث يؤكد الكثير من المواطنين أن الماء القادم من هذا الأخير ذوقه يقترب من المرارة و رائحته ليست جيدة هي أقرب إلى رائحة المياه الملوثة، و تنبعث في أحياء أخرى المتواجد بإقليم عاصمة الولاية روائح كريهة ليس باستطاعة أي شخص تناولها، و يقولون أنهم يفضلون الماء السابق الوارد من المنبع الأزرق ببرج ميرة، كما علمنا أن سكان البلديات المذكورة لا زالوا يرفضون استهلاك مياه سد تيشي حاف، مفضلين الاستعانة بالمياه المعدنية في انتظار الفرج. و كشف مواطنون من قرية دار الجبل تابعة لبلدية بجاية، أنهم فرحوا كثيرا و هم يسجلون بإعجاب وصول كميات هائلة من سد تيشي حاف إلى حنفياتهم وكانوا يعتقدون أن معاناتهم قد انتهت، لكن خيبة أملهم ولت بعد ظهور مشكلة جديدة وكبيرة تكمن في ذوق و رائحة هذه المياه، التي أصبحت مصدر تخوفهم، و عليه فان نفس الخوف سكن قلوب باقي أحياء و قرى بلدية بجاية والمناطق الأخرى على غرار القصر سيدي عيش أقبو و اغيل أعزوق، حيث اشتكى سكان هذه المنطقة إلى رئيس بلديتهم و دعوه إلى التأكد من مخاوفهم ، و مباشرة اتصل هذا الأخير لدى مديرية الجزائرية للمياه التي كشفت من جهتها شروعها في إجراء تحاليل مخبرية يومية على الماء الجديد تحسبا لأي طارئ وأضاف مسئول بهذه المديرية بأن المواطنين اعتادوا لسنوات طويلة على ذوق معين من الماء الباطني و ليس من السهل التأقلم مع ماء السطح، مؤكدا أن الفرق بين المياه الباطنية والسطحية كبير جدا سواء من حيث الذوق أو الرائحة .