مع دخول الشهر الثاني من فصل الاصطياف بولاية بجاية ما تزال معاناة السياح والمصطافين مع حركة المرور والاختناق مستمرة، وتزداد حدة من يوم إلى آخر مع ارتفاع حركة المرور وبروز ظاهرة اختناق مختلف الطرقات الولائية والوطنية بعدد كبير من المركبات من الوزنين الخفيف والثقيل، الشيء الذي أثر سلبا على حركة السياح والمصطافين الذين يقصدون يوميا شواطئ هذه الولاية من أجل قضاء أوقات راحتهم فيها، غير أنهم يحرمون من التجوال بمدنها ومناطقها بسبب عجز حظيرة الطرقات المذكورة عن استيعاب الكم الهائل من المركبات والشاحنات التي تجوب الولاية. وعلى سبيل المثال فإن الحافلة التي تنقل المسافرين من محطة خراطة في اتجاه عاصمة الولاية بجاية تستغرق أزيد من أربع ساعات للوصول إلى محطة التوقف ببجاية، كما يجد المسافرون الذين يستعملون سياراتهم الخاصة نفس الصعوبات للوصول إلى شواطئ سوق الإثنين، ملبو، أوقاس وتيشي، يأتي هذا في الوقت الذي ازداد إقبال المصطافين على الولاية بسبب الارتفاع في درجة الحرارة، ما خلف اختناقا مروريا كبيرا للمسافرين الذين يستعملون نفق خراطة الممتد على مسافة سبعة كيلومترات، حيث تصطف منذ الصبيحة داخل هذا النفق العشرات من المركبات التي لا تخرج منه إلا بعد تدخل عناصر الدرك الوطني القادمة من بلدية تاسكريوت. وجاء في تقرير مصالح مديرية الأشغال العمومية ببجاية أن الاختناق الذي تعرفه يوميا عاصمة الولاية يعود بالأساس إلى تواجد ميناء بجاية الذي يعتبر المصدر الأساسي لحركة النقل العمومي من الوزن الخفيف والثقيل، إذ يحتل الميناء المرتبة الثانية وطنيا من حيث النشاط ومعالجة السلع والبضائع، إضافة إلى الميزة والمكانة التي يحتلها مطار عبان رمضان الدولي. ونفس المشكل يطرح بالنسبة للطرق الوطنية، فعلى سبيل المثال فإن الطريق الوطني رقم 09 الرابط بين بجايةوسطيف والذي يشق بين عدة بلديات بدءا من تيشي، أوقاس، سوق الإثنين، درقينة وخراطة وتفوق طاقة استيعابه أزيد من 30 ألف مركبة يوميا منها 30 بالمائة من النوع الثقيل كونه يحتضن 03 مناطق صناعية، يعيش نفس الحالة بصفة شبه يومية، وتقوم مركبات الوزن الثقيل بنقل البضائع نحو الولاياتالشرقية للوطن على غرار سطيف، جيجل، قسنطينة وباتنة وغيرها من المناطق مما يفسر الاختناق اليومي لحركة المرور. نفس المشكل يعرفه الطريق الوطني رقم 26 الرابط ما بين بجاية والبويرة إلى الولايات الوسطى ويعبر كلا من أوزلاقن أقبو سيدي عيش و تازمالت، ورغم الإشكال الذي طرحه مستعملوه مرارا وتكرارا على الجهات المختصة، إلا أن مهمة توسيعه تبقى شبه مستحيلة وذلك بالنظر لما سبق ذكره من العراقيل واعتراضات السكان لإقامة مثل هذه المشاريع الهامة.