تلقّى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة برقية من رئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي عبّر له فيها عن امتنانه لاستقباله مؤخّرا للتباحث حول السبل الكفيلة بتجنيب المنطقة الأخطار المحدقة بها، مشيدا في نفس الوقت بموقفه الرافض لأيّ تدخّل أجنبي في الشؤون الداخلية لليبيا. جاء في البرقية: (أتقدّم إلى فخامتكم نيابة عن جميع أبناء حركة النهضة وأصالة عن نفسي بكلّ معاني الشكر والامتنان على توجيه الدعوة لي والاجتماع بي والوفد المرافق للتشاور حول أوضاع المنطقة وتجنيبها الأخطار ودعم أسس التعاون والترابط الاستراتيجي بينها)، وأردف مؤكّدا أنه (كان لهذه الزيارة أبلغ الأثر في نفوسنا وليس هذا بمستغرب من فخامتكم الحريص على تمتين العلاقات الأخوية التي تجمع بين القطرين الشقيقين). وتابع السيّد الغنوشي في برقيته: (إن تفضّلكم باستقبالنا والتباحث معنا في مستقبل المنطقة والأمّة مسألة مهمّة جدّا في هذا التوقيت الذي تتعرّض فيه المنطقة لتحدّيات خطيرة، خاصّة تلك المتعلّقة بالتدخّلات الأجنبية وما لها من انعكاسات على أمنها واستقرارها)، وأشاد في هذا الصدد بموقف رئيس الجمهورية (الرافض لأيّ تدخّل خارجي لحلّ الأزمة السياسية والأمنية التي تمرّ بها الشقيقة ليبيا وتأكيد الحوار سبيلا وحيدا لحلّ المشكلات). وفي سياق ذي صلة، تبنّى مجلس وزراء الخارجية العرب مقاربة دول الجوار للتعامل مع الأزمة الليبية من خلال التأكيد على أهمّية تشجيع جميع الليبيين على إطلاق حوار وطني شامل لإيجاد تسوية سياسية توفيقية تحفظ أمن واستقرار ووحدة وسيادة ليبيا، وهي الأولية التي جاءت بمبادرة من الجزائر على هامش الاجتماع الوزاري لحركة عدم الانحياز في ماي 2014. وقال مصدر دبلوماسي بالجامعة لعربية إن (المجلس الوزاري اعتمد في ختام أشغاله أمس الاقتراح الجزائري المتعلّق بتطوير النّظام الأساسي لموظّفي الأمانة العامّة للجامعة العربية، بالإضافة إلى المساهمة في جهود الإصلاح المؤسسي لمنظومة العمل العربي المشترك بشكل عميق وشامل). وأعرب المجلس عن ارتياحه (البالغ) لتحرير الدبلوماسيين الجزائريين المختطفين في شمال مالي وقدّم التعازي للحكومة الجزائرية إثر وفاة القنصل الجزائري بوعلام سايس خلال فترة اختطافه واغتيال الدبلوماسي الطاهر تواتي من طرف خاطفيه. كما وجّه المجلس الشكر للجزائر على وفائها باِلتزاماتها في إطار صندوق دعم الصومال، وقد تمّت إعادة انتخاب الجزائر لعضوية مجلس إدارة الصندوق العربي للمعونة الفنّية للدول الإفريقية. وكان وزير الشؤون الخارجية السيّد رمطان لعمامرة قد أجرى بالقاهرة لقاءات مكثّفة على هامش الدورة 142 للمجلس الوزاري مع نظرائه العرب، حيث اِلتقى كلاّ من النائب الأوّل لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح ووزير الخارجية المصري سامح شكري ووزير خارجية المملكة العربية السعودية الأمير سعود الفيصل ووزير الخارجية والتعاون الموريتاني أحمد ولد تكدى والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي. وساهم السيّد لعمامرة في مجمل القرارات التي اعتمدها المجلس، خاصّة تلك المتعلّقة بالقضية الفلسطينية والوضع في ليبيا وإصلاح وتطوير الجامعة العربية، بالإضافة إلى القرار المتعلّق بصيانة الأمن القومي العربي ومكافحة الإرهاب. وكان هذا القرار الأخير أهمّ قرار اتّخذه وزراء الخارجية العرب، حيث يؤكّد على ضرورة اتّخاذ التدابير اللاّزمة للتصدّي لجميع التنظيمات الإرهابية المتطرّفة بما فيها تنظيم (داعش) ومكافحة امتداده وأنشطتة المتطرّفة فى المنطقة. وحسب نصّ القرار المتعلّق بصيانة الأمن القومي العربي الذي أصدرته الجامعة العربية أمس فإنه على الدول الأعضاء اتّخاذ ما يلزم من تدابير عاجلة على المستوى الوطني ومن خلال العمل العربي الجماعي على جميع المستويات السياسية والأمنية والدفاعية والقضائية والإعلامية، وكذلك العمل على تجفيف منابع الإرهاب الفكرية ومصادر تمويله ومعالجة الأسباب والظروف التي أدّت إلى تفشّي هذه الظاهرة الإرهابية المتطرّفة.