من الواضح أن الجزائريين باتوا في أمس الحاجة أكثر من أيّ وقت إلى البحث عن بدائل قوية لصادرات النفط، فإضافة إلى تراجع المداخيل العامّة لأسباب مختلفة فإن استمرار (التراجع المخيف) في سعر البترول الجزائري يضع بلادنا أمام تحدّيات خطيرة قد لا ينفع معها استغلال ثروة الغاز الصخري.. تراجع المعدل الشهري لأسعار خام الصحاري الجزائري خلال أوت المنصرم بأكثر من خمس دولارات ليبلغ 86ر100 دولار للبرميل، حسب ما كشفته منظّمة الدول المصدّرة للنفط (أوبك) في تقريرها الشهري الصادر أمس الأربعاء. وأوضحت بيانات المنظّمة أن معدل أسعار خام الصحاري انتقل من 74ر106 دولار للبرميل في جويلية إلى 86ر100 دولار للبرميل بانخفاض قدره 88ر5 دولار. وجاء هذا الانخفاض توازيا مع الهبوط العام لأسعار النفط في الشهر الماضي، حيث تراجع إجمالا سعر سلّة (أوبك) ب 86ر4 دولار ليبلغ 75ر100 دولار للبرميل، ومع ذلك يتوقّع تقرير المنظمة أن يبلغ المعدل السنوي لأسعار الخام الجزائري 50ر108 دولار للبرميل في 2014 بارتفاع طفيف مقارنة بالعام الماضي الذي سجّل معدل 35ر108 دولار للبرميل. وأكّد التقرير أيضا استقرار إنتاج الجزائر من النفط، حيث حافظ على مستواه عند 2ر1 مليون برميل يوميا استنادا إلى بيانات رسمية جزائرية. وبلغ معدل الإنتاج الجزائري من النفط في أوت 202ر1 مليون برميل يوميا مقابل 203ر1 مليون في جويلية بعد التراجع الطفيف المسجّل في نهاية الثلاثي الثاني للعام الجاري، حيث لم يتجاوز الإنتاج الجزائري في جوان 190ر1 مليون برميل. وتعتبر الجزائر ثالث مموّن للولايات المتّحدة بالنفط الخام بعد كلّ من كندا وروسيا، حيث ارتفعت صادراتها إلى هذا البلد ب 8 بالمائة في أوت مقارنة بالشهر الذي سبقه. واستنادا إلى مصادر ثانوية (غير حكومية) فإن إجمالي إنتاج منظّمة (أوبك) ارتفع إلى 35ر30 مليون برميل يوميا في أوت بفضل تحسّن مستويات الإنتاج في ليبيا وأنغولا ونيجيريا بالرغم من تراجعه في العراق والسعودية. وخفّضت المنظّمة من جهة أخرى توقّعاتها بخصوص نمو الطلب العالمي، حيث تنتظر المنظّمة نموا يقارب 50ر1 مليون برميل يوميا ليبلغ الطلب حوالي 2ر91 مليون برميل يوميا.