عيسى يؤكّد ضرورة تعميق الإصلاح في قطاعه قال وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى أمس الأحد إن المساجد في الجزائر أصبحت (محصّنة) ضد أفكار الإرهاب والتطرّف، مشيرا إلى أنه سيتمّ خلال هذا الموسم مراجعة منهاج التكوين الخاص بإطارات القطاع وعلى رأسهم الأئمة من خلال إعادة النّظر في المضمون قصد (الخروج من مرحلة ولّت كان الهدف الرئيسي خلالها تحصين المساجد ومنع التيارات المتطرّفة من الاستيلاء عليها)، معترفا بأن المساجد باتت أكثر فأكثر تحت مجهر الوصاية التي (تفتشها) بهدف تحصينها ضد أيّ انحرافات محتملة. قال عيسى خلال افتتاحه للسنة التكوينية بالمعاهد الوطنية التابعة للقطاع إن مساجد الوطن (أصبحت اليوم محصّنة) بفضل آليات التفتيش التي اعتمدتها الوزارة، مضيفا أن الأفكار المتطرّفة (ليست أصيلة في المجتمع الجزائري، بل هي أفكار صنعتها المخابر). كما أوضح الوزير أن اهتمام قطاعه سينصبّ هذه السنة على تعميق إصلاح المنظومة التكوينية لإطاراتها من خلال تدعيم التكوين المقدّم في المعاهد بتكوين موازي آخر يتمّ على مستوى (المساجد التطبيقية) التي (سيشرف عليها أحسن الأئمة)، والتي ستكون بمعدل مسجد لكلّ دائرة، وشدّد في هذا السياق على أن الإدارة (لن تتساهل في المكان المخصّص لتكوين إطاراتها ولا في طريقة تعيين المشرفين على العملية) بالنّظر إلى أهمّيتها وتأثيرها على المجتمع ككل، وقال في هذا الخصوص (ما يزال هناك إلى حد اليوم شباب يلتحقون بالجماعات الإرهابية وما يزال هناك شباب آخرون يتعاطون المخدّرات ويقومون بسلوكات مشينة حالما يخرجون من المساجد، وهو ما يستدعي السهر على الرفع من مستوى إمام المسجد حتى يقوم بدوره التوعوي والتوجيهي). من جانب آخر، أكّد محمد عيسى ضرورة تعميق الإصلاح في قطاع الشؤون الدينية والأوقاف، وقال إن هذا التعميق يأتي تكملة لإصلاحات 2008 التي باشرها الوزير السابق، منوّها في هذا الإطار بأهمّية تكوين الإطارات الدينية في القطاع. وأشرف وزير الشؤون الدينية على انطلاق السنة التكوينية لإطارات القطاع للسنة الدراسية 1435 - 1436 هجرية الموافقة ل 2014 - 2015م بدار الإمام بالمحمّدية شرق العاصمة، والخاصّة بتكوين أئمة المساجد على مستوى التراب الوطني، وكان الدرس الفاتح للموسم التكويني تحت شعار (الشعور بالوطن). وقال عيسى إنه سيتمّ تعميم إصلاح منظومة التكوين بالوزارة من خلال مراجعة المناهج، داعيا الأمين العام إلى ضرورة أن يستدعي أفراده من أجل تخفيف الحجم الساعي للإمام، مضيفا: (منهاج التكوين الجديد لابد أن يخرجنا من مرحلة ولّت). وأوضح محمد عيسى أن هدف البرنامج الجديد الخاص بتعميق الإصلاح في القطاع هدفه تحصين المساجد من الأفكار المتطرّفة والتشدّد والإرهاب، مشيرا إلى أن الوزارة وضعت أجهزة للتفتيش تجعل الإمام يتصدّى لكلّ الطوائف والأفكار السلبية التي قد تعترض مساره المهني. كما دعا وزير الشؤون الدينية إلى استمرارية جهود مديرية التكوين بالوزارة من خلال تربّص أئمة المساجد أثناء التكوين، مشيرا إلى أنه تمّ إنشاء مساجد تطبيقية يشرف عليها أحسن الأئمة بكلّ دائرة عبر كامل التراب الوطني. وشدّد عيسى على أن الإدارة ستكون صارمة في أيّ خطأ مرتكب من قِبل المشرف أو المتربّص، قائلا: (الإدارة لن تتساهل مع المشرف أو المتربّص). في سياق مغاير، شدّد المتحدّث على ضرورة تغيير أسامي المعاهد والمدارس القرآنية، قائلا: (نريد أن تكون لمعاهدنا أسماء أئمة استشهدوا من أجل الجزائر، كفانا من معهد سعيدة، تلاغمة، قسنطينة وغيرها، وكذا لابد من تسمية المدرّجات التي يتمّ التمدرس بها لغرس في نفسية المتمدرس حبّ المشايخ). وحثّ وزير الشؤون الدينية والأوقاف على ضرورة إدماج تدريس التاريخ في المدارس القرآنية من أجل المساهمة في غرس حبّ الوطن لدى المتمدرسين، معتبرا أن هذا لا يقتصر على المدارس التربوية العمومية فحسب، كما دعا بالمناسبة إلى بعث مشروع التعليم القرآني وإخراجه إلى طاولة النقاش -على حد تعبيره- من أجل استفادة الطلبة من زخم علمي يمكّنهم من الدخول إلى المعاهد، (وكي يكون للطلبة نفس مستوى طلبة المدارس العمومية ووزارة التربية الوطنية)، داعيا في هذا الإطار إلى ضرورة إدخال تعليم اللّغات الأجنبية في المعاهد القرآنية من أجل تمكّن الأئمة من الإمامة في الخارج. من جهة أخرى، تحفّظ الوزير عن الردّ والتعقيب على قرار وزيرة التربية نورية بن غبريط المتعلّق بمنع معلّمات التعليم القرآني من التدريس في الأقسام التحضيرية بالمدارس، واكتفى بالقول إن وزارة التربية لها صلاحيات التوظيف، لافتا إلى أن اعتماد معلّمي القرآن في بعض المدارس مثل محو الأمِّيّة والمدارس يرجع إلى ديوان محو الأمِّيّة المسؤول عن العقود، وأشار إلى وجود تعليمة من الوزير الأوّل عبد المالك سلاّل تتضمّن تدعيم المدارس القرآنية بالأدوات البيداغوجية مثل المدارس التربوية في إطار تطوير مناهج التدريس.