أصبح سائقو سيارات الأجرة يعانون من انتشار ظاهرة الناقلين غير الشرعيين أو من يسمون (الكلوندستان) الذين فرضوا سيطرتهم على نشاط نقل الأشخاص دون التقيّد بالإجراءات القانونية المتعارف عليها. من خلال جولة قادتنا إلى مختلف محطات نقل المسافرين بالعاصمة، عبّر أغلب سائقي سيارات الأجرة الذين تحدثنا إليهم عن استيائهم الشديد حيال المنافسة غير الشرعية التي يلقونها من أصحاب سيارات الكلوندستان، ما جعل أصحاب سيارات الأجرة في غاية الاستياء من فرض (الكلوندستان) لخدماتهم وكأنهم نظاميون، وراح هؤلاء إلى مستوى تحديد التسعيرات التي تناسبهم، علما أنّها تفوق بكثير التسعيرات التي تنتجها عدادات سيارات الأجرة. يحدث هذا في وقت يعاني الناقلون الشرعيون مما يترتب عن رسوم الضرائب والاشتراكات وغيرها من الضوابط، ما اضطرهم للجوء إلى نظام (الكورسة) حسبما صرّح به محدثونا ، في حين نرى (الكلوندستان) يعملون على استنزاف جيوب المواطنين الذين تدفعهم الحاجة لاقتناء وسيلة باتت تعتبر منفذهم الوحيد خصوصا في الفترات الليلية. من جهة أخرى أعرب المواطنون عن تذمرهم واستيائهم الكبيرين من هذه التجاوزات التي يرتكبها سائقو (الكلوندستان)، مطالبين بتدخل دوائر الرقابة والمسؤولين على قطاع النقل لوضع حد للفوضى التي نشهدها. ولم يقف بهم الحد إلى امتهان حرفة غير شرعية بل أصبحنا نشاهد منهم حتى مضايقات وتحرشات، حيث عبّرت نساء كثيرات عن استيائهن من التصرفات التي يطلقها أصحاب سيارات الكلوندستان الذين ساءت نية بعضهم، بحيث أصبحوا يتحرشون بالنسوة في الشارع بطريقة مخجلة تستفز المارة، فعلى الرغم من استعمال الحرفة من طرف البعض من أجل الاسترزاق فإن آخرين استعملوها لأجل التعدي على حرمات الغير بما فيهم النسوة ونشر أفعالهم المخزية. اقتربنا من بعض النسوة من أجل رصد آرائهن في تلك الظاهرة فقلن الكثير عنها والتي أزعجتهن على مستوى الطرقات خلال تنقلاتهن وهن بصدد القيام بمشاغلهن، حيث تقول إحدى الفتيات إنها كثيرا ما تضطرّ للركوب مع هؤلاء الكلوندستان فترى منهم الكثير، فمنهم من يحاول مضايقتها أو التحرش بها سواء بالكلام المعسول أو بالإيماءات المخجلة التي يقومون بها، سيدة أخرى تقول لنا إنه كثيرا ما يعرضون عليها إيصالها مجانا مقابل قضاء وقت برفقتهم وترى بأنها ظاهرة لا يجب السكوت عنها لأنها استفحلت في المجتمع الجزائري وقضت على حرماته. في ظل التوسع الكبير الذي عرفته هذه الظاهرة أصبح أصحاب سيارات الأجرة أكبر المتضررين بما أنهم يزاولون عملهم بطريقة سليمة، غير أن المواطن البسيط هو من تفرض عليه التسعيرة باهظة الثمن في غياب المواصلات. بدون أن ننسى النساء اللواتي يعانين الويلات جراء هذه التحرشات المتكررة من جهتهم.