دقت الاتحادية الوطنية لسائقي سيارات الأجرة ناقوس الخطر إزاء استفحال ظاهرة سيارات النقل غير الشرعية أو'' الكلوندستان'' التي انتشرت بسرعة هائلة، وأصبحت تشكل خطرا يهدد لقمة عيش سائقي سيارات الأجرة، حيث دعا رئيس الاتحادية، السيد أيت إبراهيم حسين، السلطات المعنية بالتدخل السريع لإزالة هذه التجاوزات قبل أن تزيد الفوضى وتصبح محطات السيارات حلبة صراع بين الطرفين، ولم يخف محدثنا أن هيئته رفعت الانشغال إلى وزارة النقل من خلال عدة مراسلات، لكن الوضعية لم تسوَّ بعد، وبقيت الظاهرة مثلما وقفت عليه ''المساء'' بعدة نقاط من العاصمة ماثلة في انتظار توفير خدمات نقل لائقة. عبّر العديد من سائقي سيارات الأجرة، الذين اِلتقيناهم، عن مخاوفهم تجاه الانتشار الكبير الذي تعرفه ظاهرة سيارات ''الكلوندستان'' التي طالت مختلف الأمكنة والمواقف والمحطات كالحراش، بن عكنون، حسين داي، باش جراح، بوروبة، عين النعجة، الكاليتوس... وغيرها، مما يجعلنا نتساءل عن المتسبب الأول في انتشار هذه الظاهرة ومن هو الأكثر تضرراً من ذلك؟. وفي ظل هذه الوضعية، لاحظنا أن سيارات ''الكلاندستان'' أوجدت لنفسها خطوطاً ومسارات ومنها مثلاً الحراش- باش جراح وباش جراح-بوروبة، في وقت تكاد تغيب بهذين الخطين سيارات الأجرة، مما يجبر المواطنين على استعمال ''البديل'' خصوصا في الفترة الصباحية التي يتنقل خلالها العمال في طريقهم إلى محطة القطار والحافلات الرئيسية. ومن خلال الزيارة التي قادتنا إلى مختلف النقاط بالعاصمة، لاحظنا العديد من المواطنين يستقلون سيارات'' الكلوندستان''، مبررين ذلك بغياب سيارات الأجرة التي يرفض أصحابها نقل الزبائن نحو الوجهات المطلوبة، وهو الأمر الذي أكدته السيدة ''مريم'' التي اِلتقيناها وهي تتهيأ لركون سيارة ''الكلوندستان'' بباش جراح، ونفس الشيء بالنسبة لحي عين النعجة والكاليتوس التي انتشرت بها أيضا الظاهرة بصورة تلفت الانتباه بسبب نقص سيارات الأجرة حتى لا نقول غيابها تماما، وقال أحد المواطنين أن هذه الأخيرة استغلالية انتهازية وتفرض مبالغ خيالية لمشوار لا يتعدى بضعة كيلومترات. وبالرغم من أن سيارات ''الكلوندستان'' نعمة في نظر بعض المواطنين، إلا أنها نقمة لدى البعض الآخر خصوصا وأنها ساهمت في إحداث فوضى عارمة بركن السيارات على حواف الطرقات إلى جانب المحطات الثانوية والرئيسية، وأصبح كل شخص يملك سيارة يشتغل ''كلوندستان'' ويتحصل على المال بدون رخصة شرعية. وأشارت ''ليليا'' التي وجدناها تنتظر سيارة الأجرة بالحراش قائلة: ''لا يمكنني الركوب مع الغرباء بالرغم من غياب سيارات الأجرة، لأنني لا أثق بصراحة في سائقي سيارات الكلوندستان، لأن كل شخص لديه وسيلة نقل يستعملها لإيصال الزبائن بأسعار تثير الشكوك''، أما ''محمد''، فيخشى ركوب سيارة ''الكلوندستان'' بعد الحادث الذي تعرض له، وقال لنا أنه استعمل هذه السيارة غير القانونية متوجها إلى عمله، فإذا بالسائق يغير الوجهة المطلوبة ''ساحة أول ماي'' ليجد نفسه في مكان معزول عن الناس مهددا بالسلاح الأبيض، وأُخِذت منه كل أمواله، إضافة إلى هاتفه النقال. وكان لسائقي سيارات ''الكلوندستان'' الذين اقتربنا منهم ما يقولون عن هذه الظاهرة، حيث اعتبر ''يوسف'' هذا العمل مصدر قوت له لعائلته، واضطر لهذا العمل بعدما فشل في البحث عن عمل لائق وعانى كثيرا من البطالة، كما أكد ''عبد القادر'' أنه هو الآخر وضع ملفا للحصول على رخصة سياقة لسيارة الأجرة، لكن ملفه قوبل بالرفض، مما دفعه للعمل بدون رخصة. سائقو سيارات الأجرة قلقون أجمع سائقو سيارات الأجرة الذين اِلتقتهم ''المساء'' في مختلف المحطات منها تافورة باتجاه الخروبة، عميروش ساحة أول ماي،.... عن عدم رضاهم عن الانتشار الكبير للسيارات غير الشرعية وأنها صارت تهدد لقمة عيشهم، وطالبوا السلطات المعنية بسرعة التدخل قبل أن تعم الفوضى في محطات ''الطاكسي''، حيث اعتبر أحد السائقين أن هذه الظاهرة تمس بمهنتهم خصوصا وأنهم يدفعون الضرائب، في حين يعمل ''الكلوندستان'' بدون رخصة وبطريقة غير قانونية ولا يخضع للضريبة وينقل الزبائن بأسعار رخيصة تجلب المواطنين. وأوضح آخر أن سيارات ''الكلوندستان'' صارت موجودة علنا مقارنة بوقت مضى، حيث أصبح سائقوها لا يخشون الشرطة ويعملون بدون خوف من سحب وثائقهم وتعريضهم لعقوبات وغرامات مالية، وهو الأمر الذي يثير مخاوف سيارات الأجرة. رئيس نقابة سيارات الأجرة يصف الوضع ب ''الخطير'' من جهته، أكد رئيس الاتحادية الوطنية لسائقي سيارات الأجرة السيد أيت إبراهيم حسين ل ''المساء''، أن ظاهرة ''الكلوندستان'' التي تنتشر بسرعة هائلة أصبحت تشكل خطرا يهدد لقمة عيش سائقي سيارات الأجرة، داعيا في نفس الوقت السلطات المعنية بسرعة التدخل قبل أن تزيد الفوضى وتصبح محطات السيارات حلبة صراع بين الطرفين، وقال محدثنا أن هيئته رفعت المشكل إلى وزارة النقل في عدة مراسلات لمعالجة هذه الظاهرة التي اكتسحت شوارع العاصمة بما فيها الحراش، بن عكنون، حي لاغلاسيار، باش جراح... لكن الوضعية لم تسوَّ بعد. وقال السيد آيت إبراهيم أنهم يلحون كل الإلحاح على الجهات المعنية للنظر إلى الظاهرة بمنظور جدي، مؤكدا في نفس الوقت أن المتضرر الحقيقي هم أصحاب سيارات الأجرة الذين سيفقدون لقمة عيشهم في ظل استمرار انتشار الظاهرة، وعن المشاكل التي يعاني منها سائقو سيارات الأجرة، تحدث رئيس النقابة قائلا: ''سائقو سيارات الأجرة يشتكون من مشكل رخصة الاستغلال المقدمة من طرف مديريات المجاهدين والتي شملت كل ولايات الوطن، كما أن مالكيها بالغوا في قيمة إيجارها'' مضيفا: ''وزارة النقل تمنح دفاتر المقاعد للسائقين الجدد، مما يشكل ضغطا على سائقي سيارات الأجرة بسبب افتقاد رخص الاستغلال التي لا يمكن العمل بدونها''.