يبدو أن شبح (الغلق) بات يتربّص بالقنوات الخاصّة الجزائرية من كلّ الاتجاهات، فبعد أن وجد بعضها نفسه على حافّة الإفلاس بسبب عدم وفائها بالتزاماتها المالية ها هي مقصلة (اليد الخارجية) تلاحقها نظير ضلوعها في بثّ محتويات مقرصنة تنوّعت بين أفلام ومسلسلات عربية، فضلا عن مقتطفات إخبارية وحتى مباريات في كرة القدم. تمكّن (تحالف ضد القرصنة) الذي يضمّ عددا من أبرز مؤسسات البثّ التلفزيوني ومشغّلي الأقمار الاصطناعية ومزوّدي الخدمات ذات الصِلَة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مؤخّرا من إيقاف بثّ 15 قناة جديدة مسؤولة عن بثّ محتوى مقرصَن، لتضاف هذه الأخيرة إلى القنوات الأُخرى التي سبق وأن نجح التحالف في إيقافها عن البثّ للأسباب نفسها. وتصل الإجراءات التي تتعرّض لها القنوات الضالعة في بثّ محتوى مقرصَن إلى الإغلاق وتعليق البثّ وإلغاء العقود مع المعلنين بغية إيقاف التعاون كلّيا مع تلك القنوات. وتعرف القنوات الجزائرية الخاصّة سيطرة المحتويات المقرصنة على شبكاتها البرامجية، حيث تنوّعت بين أفلام ومسلسلات عربية وغربية ومقتطفات إخبارية وفنّية وشملت مؤخّرا حتى نقل مباريات كروية دون امتلاك حقوق بثّها ولا حتى بثّ مقتطفات حيّة وجوانب منها. وتتوقّع مصادر مختصّة توقّف عدد كبير من القنوات الخاصّة عن البثّ أواخر السنة الجارية بسبب مصاعب مالية تعاني منها، نظير عدم حصولها على الإعلانات بشكل كاف، وهو ما يجعل كلفة تسيير هذه القنوات (ثقيلة جدا)، خصوصا في ظلّ (تباطؤ) السلطة في تطبيق ما جاء به قانون السمعي البصري الجديد. وكان (تحالف ضد القرصنة) أشار خلال اجتماعه الأخير إلى أن ثمّة نحو 61 قناة تقوم ببثّ محتوى مقرصَن في المنطقة، وأن 48 قناة منها تبثّ أفلاما عربية وغربية مقرصَنة. بدورها، أوضحت إدارة الملكية الفكرية في شبكة (إي آر تي) أن عملية قرصنة المحتوى التلفزيوني تتسبّب في أضرار فادحة على صعيد القطاع الإعلامي في المنطقة العربية، وأضافت: (نحن بدورنا نعي تماما أن هناك مجموعة من المُنتَهِكين الذين يقومون بقرصنة المحتوى بشقّيه العربي والغربي، لذا فإنه كلّما سارع تحالف ضد القرصنة إلى التصدّي لتلك الانتهاكات في المنطقة كانت النتائج أفضل وأسرع وأكثر نجاعة). وشدّد الأعضاء خلال الاجتماع الأخير للتحالف على أهمّية الإسراع في عملية اكتشاف وتحديد المحتوى المُقرصَن أوّلا ومن ثَمّ تعميم هذا المحتوى على جميع أعضاء التحالف لأخذ العلم به، ليتمّ لاحقا اتّخاذ كلّ الإجراءات المناسبة في حقّ القنوات المتورّطة في بث مثل هذا المحتوى المقرصَن. وتأسس تحالف ضد القرصنة في شهر مارس الماضي، ويتلخّص دوره في تحديد ومراقبة ومتابعة عمليات قرصنة المحتوى التلفزيوني في المنقطة وتعميم تلك الانتهاكات الحاصلة على أعضاء التحالف، ليُصار إلى اتّخاذ كلّ الإجراءات القانونية في حقّ الجهات التي تقوم ببث المحتوى المقرصن. وتمكن (تحالف ضد القرصنة) من تحقيق إنجازات نوعية جديدة في محاربة قرصنة المحتوى الإعلامي والتلفزيوني على صعيديْن متوازييْن، إذ تجلّى في خطوةٍ تُظهر النمو المطّرد والسريع للتحالف الذي أعلن بعد اجتماعه الثاني في القاهرة عن انضمام عدد من المنظّمات والمؤسسات الإعلامية والهيئات الرسمية إلى صفوفه، منها غرفة التجارة المصرية ومجموعة (إي آر تي) والمنظّمة الدولية للإعلان وروتانا واتحاد المصارعة الحرّة الترفيهية العالمية (WWE). يذكر أن (تحالف ضد القرصنة) يضمّ عددا من المؤسسات منها مجموعة (إم بي سي) و(إي آر تي) و(أرابسات) والغرفة المصرية للسينما وجمعية الأفلام الأمريكية و(روتانا) والمنظّمة الدولية للإعلان واتحاد المصارعة الحرّة الترفيهية العالمية (WWE).