يبدو أن محنة جمهور التلفزيون سنة 2006 ستعاد هذه السنة، والشبكات الفضائية الأوروبية والفرنسية على وجه الخصوص التي تتساهل إلى حد ما مع القراصنة ستشدد من احتياطاتها حتى لا يتمكن أي شخص من متابعة البث التلفزيوني للمباريات خارج الأطر التجارية المتعامل بها، وبالمقابل فإن شبكة ''الجزيرة الرياضية'' ستعمل على استعادة الملايير التي أنفقتها ولما لا ربح أموال أخرى من جيوب المشاهدين العرب الذين استفردت بهم الشبكة القطرية بعد أن دفعت منافستها السابقة (إي أر تي) إلى الإفلاس وشراء تركتها جملة· والمشاهد الجزائري والشمال إفريقي عموما الذي يتابع القنوات الفرنسية مقرصنة عبر القمر الأوروبي، ويتابع بعضها مجانا عبر القمر الصناعي ''أتلنتيك بيرد'' الذي يكاد يلتصق بالقمر المصري ''نايل سات'' سيفقد ''الاتصال'' بشكل مفاجئ بتلك القنوات التي يبث بعضها مباريات المونديال عندما تشدد الأمر في التشفير من جهة، ووقف البث عبر ''الأتلنتيك'' من جهة أخرى ولن يبق أمام المتفرج في هذه الحالة إلا العودة إلى أجهزة البث التماثلي والبحث عن القمر الفرنسي ''فرانس تلكوم'' إن لم يصدر القرار بوقف البث عبر هذا النظام أثناء المونديال· وإن كان المشاهد يمتلك فعلا بطاقة الجزيرة الرياضية ويتابع القنوات من زائد واحد إلى زائد ثمانية، فلن ينفعه ذلك يوم المونديال لأن كل المنافسة الدولية ستبث حصريا عبر قناة زائد تسعة وزائد عشرة، وإذا أراد صاحب البطاقة أن يضيف القناتين فعليه بدفع مبلغ مليون سنتيم جزائري، وهو ما اعتبره بعض المشاهدين ابتزازا، ويعتبره المسؤولون عن شبكة الجزيرة مجرد مبلغ بسيط لمتابعة المنافسة الدولية من مختلف الجوانب، وبين هذا الرأي وذاك، فإن الشبكة القطرية يبدو أنها لن تتسامح وتستمر في هذه السياسة من أجل استعادة بعضا مما تم تدفعه من ملايير الدولارات لشراء شبكة إي أر تي وتحويل كل الحقوق التي تمتلكها إلى الجزيرة الرياضية· ووسط معمعة الحسابات المعقدة من مختلف مالكي البث الفضائي، يغيب القراصنة الذين ينشطون بين ''المونديالين'' وتتعقد حساباتهم ولن يستعيدوا زمام المبادرة إلا بعد نهاية المنافسة الدولية، ومع اتساع البث الرقمي تتقلص المتابعة سنة بعد أخرى وقد تكون متابعة مباريات المونديال لاحقا حكرا على فئة محدودة من الأثرياء·