ما زال الغموض يكتنف ظروف اغتيال محمد النمنم، 27 عامًا، أحد قادة تنظيم "جيش الإسلام"، الذي يعتبر إحدى الجماعات التي تنتمي إلى السلفية الجهادية، التي ينتسب إليها تنظيم القاعدة الأربعاء الماضي بالقرب من مقر قيادة الشرطة الفلسطينية غرب مدينة غزة. فعلى الرغم من إعلان إسرائيل مسؤوليتها عن تصفية النمنم، فإنّه لم يكن هناك أي مؤشر على أنها استخدمت الوسائل التي درجت على استخدامها في تنفيذ عمليات التصفية خلال العقد الأخير ضد نشطاء المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها الطائرات من دون طيار. وقبيل تنفيذ عملية التصفية لم يلحظ في سماء المدينة أي تحرك للطيران الإسرائيلي، وتحديدًا الطائرات من دون طيار، التي يستدل على وجودها بالتشويش الذي يطرأ على استقبال بثّ القنوات الفضائية. وتعاظمت حالة الغموض في أعقاب ما كشف عنه موقع "تيك ديبكا" الإسرائيلي الذي يعنى بالشؤون الاستخبارية في إسرائيل، الذي أكّد أن سفينة حربية أمريكية متمركزة في عرض البحر الأبيض المتوسط هي التي أطلقت صاروخًا على السيارة التي كان يستقلها النمنم، مما أدّى إلى مقتله وإصابة شخص آخر كان موجودًا في سيارة وجرح ثلاثة من المارة. وأشار الموقع إلى أن استهداف النمنم جاء في أعقاب توفر معلومات تؤكّد أنه كان يخطط لتنفيذ عمليات تستهدف القوات متعددة الجنسيات في سيناء، مضيفًا أن المعلومات الاستخبارية قالت إن النمنم كان يخطط لتنفيذ عمليات ضد القوات متعددة الجنسيات التي تتمركز تحديدًا في منطقة الجورة، 37 كيلومترًا جنوب مدينة العريش المصرية، وأن عملية الاغتيال أحبطت تلك العملية. ووفقًا للموقع فإن النمنم كان ينوي تنفيذ العملية بالتعاون مع نشطاء في تنظيم القاعدة يتخذون من جبال سيناء وخليج نعمة في شرم الشيخ مأوى لهم. وأوضح الموقع أنّ إحباط العملية جاء نتيجة تعاون استخباري إسرائيلي أمريكي مصري، مشيرًا إلى أن جهاز المخابرات العامة الإسرائيلي (الشاباك) تعقب تحركات النمنم وأعطى الأمريكيين المعلومات التي ساعدتهم في تصفيته. وأوضح أن حركة حماس تشك في أن السيارات التي سمحت إسرائيل بإدخالها إلى قطاع غزة مزودة بأنظمة تتبع إلكتروني، يعتقد على نطاق واسع، أن النمنم كان يستقل إحداها عند تنفيذ عملية التصفية. يذكر أن النمنم كان مرافقًا لممتاز دغمش زعيم تنظيم "جيش الإسلام"، الذي خاض مواجهات عسكرية مع حركة حماس وحكومتها. إلى ذلك، ذكرت صحيفة "هآرتس" في عددها الصادر أمس أن الجيش الإسرائيلي يجري تدريبات عسكرية استعدادًا لحرب جديدة على قطاع غزة، مشيرة إلى أن الجيش يعمل على تهيئة جنوده للتعامل مع الظروف المختلفة التي قد تواجههم خلال الحرب المقبلة، ووصفت بأنها ستكون دموية من قبل عدد من القادة الإسرائيليين. يذكر أن رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الجنرال عاموس يدلين قال الأسبوع الماضي: إنّ الحرب المقبلة لا بد أن تكون حربًا متعددة الجبهات، مشيرًا إلى أنها ستسفر عن عدد كبير من القتلى والجرحى.