بدأت أعمال العنف في العراق بعد أيام معدودة من الإطاحة بنظام صدام حسين، في 9 أفريل 2003، حيث تصاعدت هذه الأعمال بمضي الوقت، وظهرت جماعات مسلحة تتبنى عمليات، وبذلك عمت الفوضى وتصاعدت أعمال العنف من جرائم وقتل طائفي في أرجاء البلاد كلها، باتت تهدد بإندلاع حرب أهلية. ولا يعرف عدد الجماعات المسلحة في العراق على وجه الدقة، فكثير منها إما أن تكون أسماء وهمية أو أنها عرفت حينا من الزمن، ثم اختفت. أما الجماعات التي بقيت مستمرة في نشاطها، وتتبنى عمليات مسلحة بين الفترة والأخرى، واستطاعت أن تطور جسما وخطابا سياسيين، فهي محدودة العدد. وتشير تقديرات وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" إلى أن هناك 23 ميليشيا خطيرة في العراق. ويقول الخبراء العسكريون الأمريكيون إن أخطر هذه الميليشيات هو جيش المهدي التابع لرجل الدين الشيعي الشاب مقتدى الصدر. أدى سقوط نظام صدام حسين عام 2003 إلى انقسام العراق بين سنة وشيعة وأكراد. ومع تضارب المصالح بين هذه الأطراف على السلطة والنفوذ، ظهرت جماعات مسلحة ومليشيات داخل المشهد العراقي تمارس القتل والاغتيالات. وكان وصول الشيعة إلى السلطة بعد وقوع البلاد في قبضة الاحتلال الأمريكي قد حرر بعض المليشيات الشيعية وأطلق يدها لتقوم بعمليات طائفية وإجرامية ضد بعض الأطراف السنية المحسوبة على النظام العراقي السابق المتهم بتهميش الشيعة الذين يشكلون نحو 60 بالمائة من سكان العراق. وظهرت فرق تسمى ب"فرق الموت" تقوم بتصفية بعض العراقيين بتنسيق مع قوات الأمن العراقية التي تلقت تدريبا بأمريكا.. وكانت آخر أكبر العمليات التي نفذتها المليشيات الشيعية هو قيامها يوم الجمعة بإحراق ستة مصلين سنة وهم أحياء بالإضافة لعدد من المساجد والمنازل السنية في حي الحرية بشمال غرب بغداد، كما قامت يوم 14 - 11 - 2006 بخطف حوالي 150 موظف حكومي في دائرتي "البعثات الثقافية" و"الإعمار والمشاريع" التابعتين لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، حيث كان المسلحون يرتدون زي مغاوير الشرطة.. ويعود ولاء تلك الفرق إلى أهم المرجعيات الشيعية في العراق وهي جيش المهدي التابع لمقتدى الصدر وفيلق بدر التابع لعبد العزيز الحكيم. وكلها تتهم بالولاء لإيران.. وتعتبر فرق الموت أن السنة أعداء يجب محاربتهم وتصفيتهم من الساحة العراقية وفق مشروع "تشييع العراق". وفي هذا الإطار تحدثت التقارير الإخبارية منذ أيام عن ظهور شخص يسمى "أبو درع" ويعرف ب"زرقاوي الشيعة" لديه آلاف الأتباع تم تجنيدهم من أجل محاربة "أعدائه السنة". و"أبو درع" هذا كان أحد قادة جيش المهدي ولكنه انفصل عنه في وقت سابق من هذا العام ليشكل الفصيل الخاص به.. ولكن بعد ظهور بوادر الحرب الأهلية وازدياد تورط الأمريكيين في المستنقع العراقي تزايدت المطالب بتفكيك المليشيات الشيعية التي تمارس القتل والاغتيالات ضد السنة، ومؤخرا فقط وجه السفير الأمريكي في بغداد تحذيرا شديد اللهجة بهذا الخصوص إلى حكومة نوري المالكي. ويجب التذكير في هذا الصدد أن بعض السياسيين الشيعة يرفضون تفكيك المليشيات خوفا من فقدان النفوذ داخل الساحة العراقية. كما يجب التذكير كذلك أن بعض المرجعيات الشيعية والأحزاب تعارض ما تقوم به المليشيات وتطالب بتفكيكها لحقن الدم العراقي.. إعداد القسم الدولي الجماعات الشيعية المسلحة - جيش المهدي: هو تنظيم مسلح، أسسه السيد مقتدى الصدر في أواخر عام 2003. وكان يهدف إلى حماية المراجع والمراقد المقدسة، إلا أنه دخل في مواجهة مع القوات الأمريكيةالمحتلة بعد أن قتلت متظاهرين من أنصار الصدر محتجين على إغلاق صحيفة الحوزة الناطقة. والجيش هو مكون من متطوعين لا مجندين، وهو ميلشيا تنظيمية، ولكنه يتحول إلى عسكري عندما يأمرهم مقتدى بذلك. والإسم مستوحى من الجيش الذي سيتشكل بعد ظهور الإمام المهدي الإمام الثاني عشر كما يعتقد الشيعة. تحول جيش المهدي إلى ميليشيا مسلحة تتحرك للقيام بأعمال مسلحة بعد أن تم شراؤه من قبل إيران في صفقه وقعت في إيران عند زيارة مقتدى الصدر لها إبان تفجير مرقد الإمامين في سامراء.. وتورط جيش المهدي بمقتل كثير من العراقيين وخاصة من سنة العراق في جنوب العراق وفي بغداد من اجل إخلاء الساحة وتركها للوجود الشيعي.. وفي الثالث من أبريل 2004 أقام جيش المهدي استعراضا في مدينة الصدر، لكن القوات الأمريكية هاجمت المنطقة في اليوم التالي فوقعت اشتباكات أصيب خلالها "أبو سجاد" بيده في حين أصيب ابنه بظهره حسب إفادته. - فيلق بدر: هو الجناح العسكري للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، تشكل نهاية عام 1980 من المسفرين الإيرانيين من العراق ومن الأسرى العراقيين في إيران، إذ كان الخيار بينهم إما الموت أو الدخول في فيلق بدر. وكانت مهمة بدر هي حفر الخنادق الأمامية للجيش الإيراني في الحرب مع العراق، ثم أصبح جزءا من القوات الإيرانية وبقيادة ضباط من حرس الثورة الإيرانية. وانضم العديد من العراقيين لمنظمة بدر منهم السنة ومسيحيين تخلصا من التعذيب الذي كان يواجههم في أقفاص الأسر في إيران. وأصبح عددهم (35) ألفا. وبعد الاحتلال الأمريكي للعراق دخلت قوات بدر مع الاحتلال. وبالنظر لقيام بول بريمر، الحاكم الأمريكي السابق بحل المليشيات الخاصة بموجب قراره المرقم 96 أعلن فيلق بدر بأنه اصبح منظمة سياسية واتخذ مقرا له في باب المعظم قرب وزارة الدفاع. ويتولى رئاسة هذا الفيلق في الوقت الحاضر هادي العامري الذي عاد إلى العراق من منفاه في إيران عام 2003. ومن الناحية العملية، حصل فيلق بدر على أسلحة كبيرة من إيران. وأقام معسكرات تدريب في إيران. واستغل الحالة المعاشية للمواطنين وعمل على فتح التطوع وإرسال المتطوعين إلى إيران للتدرب قرب الحدود العراقية. وجوه تغذي الطائفية.. عبد العزيز الحكيم يعتبر السيد عبد العزيز الحكيم، رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية من أكثر السياسيين الشيعة رغبة في تقسيم العراق من خلال مطالبته بتطبيق النظام الفدرالي. كما يتهم بأنه المسؤول الأعلى لكثير من الأعمال التي تطال عددا كبيرا من أبناء الطائفة السنية في العراق من خلال المليشيات التابعة له، في حين ينكر هو ذلك ويعتبره دفاعا ضد ما يسميه "الإرهاب والتكفير"، ويتصدر الحكيم قائمة السياسيين الرافضين لتفكيك المليشيات الشيعية المتهمة بإرتكاب أعمال العنف الطائفي. وكان قد أدلى بتصريحات زادت من مظاهر الاحتقان والتشنج في أوساط العراقيين، حيث قال "أن هناك استهدافا طائفيا سُنيا للشيعة وأن الشيعة يقتلون على الهوية، لأنهم شيعة وأنهم يجبرون على تغيير مذهبهم، ولا بد من القضاء على الإرهابيين التكفيريين والبعثيين..". وقد برز اسم هذا الرجل الذي يرتدي بشكل دائم تقريبا زي رجل دين بني اللون وعمامة سوداء عند مشاركته في عضوية مجلس الحكم صيف عام 2003، لكن دوره السياسي تعاظم بعد توليه زعامة المجلس الأعلى للثورة الإسلامية إثر مقتل أخيه محمد باقر الحكيم بانفجار في النجف في أوت من العام ذاته. ويرتبط الحكيم بعلاقات وثيقة مع إيران بعد أن قضى سنوات طويلة هناك إثر هروبه من العراق. ومن مواقف عبد العزيز الحكيم هو تسميته للمقاومة ضد الاحتلال بالإرهاب. إعداد: القسم الدولي شهد العراق تصعيدا جديدا غير مسبوق في أعمال العنف الطائفية، حيث تعرضت مناطق ومساجد سنية لهجمات طائفية انتقاما للمجازر التي شهدتها مدينة الصدر الشيعية في بغداد الخميس وأوقعت أكثر من مائتي قتيل حسب آخر الإحصائيات. وقالت مصادر أمنية أن مسلحين خطفوا 35 شابا من منطقة جميلة ذات الأغلبية السنية، ثم قاموا بإعدامهم باستخدام الرشاشات في أحد أبشع حوادث الإعدام الجماعي في بغداد. وأضافت انه تم العثور على جثث متفحمة في حي الحرية السني، بينها 6 جثث أحرق أصحابها أحياء، وأحرقت منازل ومساجد للسنة مما تسبب بسقوط 42 شخصا بين قتيل وجريح. يأتي هذا الهجوم في خضم تصعيد طائفي أعقب تشييع أهالي مدينة الصدر القتلى البالغ عددهم 202. في هذا الإطار كتب "كيم سنغوبتا" في صحيفة "ذي إندبندنت" يقول إن الحرب الطائفية في العراق وصلت حدا من الوحشية غير مسبوق عندما قام عدد من المسلحين بسحب رجال سنة من المسجد الذي كانوا يصلون فيه وأحرقوهم أحياء رغم توسلهم. وأضاف أن هذه الحادثة وقعت تحت مرآى ومسمع عدد من الجنود العراقيين في مركز لهم في المنطقة، مشيرا إلى أن أفراد ذلك المركز لم يحركوا ساكنا. ومؤكدا في الوقت ذاته أن هذا ليس من ادعاءات الجماعات السنية وإنما هو حسب تصريح نقيب الشرطة العراقي جميل حسين. وذكر أنه من المعتقد أن من قاموا بهذه الأعمال ينتمون إلى جيش المهدي الذي يتزعمه رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر والذي وعد بالثأر للذين قتلوا في العمليات التي وقعت في المدينة. ونقل الكاتب عن النقيب حسين قوله إن تلك المليشيات التي هاجمت المساجد ظلت تحرق المباني إلى أن تدخلت القوات الأميركية وأوقفتها. من جهة أخرى قالت صحيفة "تايمز" عن قائد في جيش المهدي، قالت إنه يعرف ب"أبو مها" قوله إن رجاله اعتقلوا عددا من رجال السنة وحققوا معهم قبل أن يصفوهم جسديا. وقالت مصادر عراقية بأن أكثر من 17 قذيفة هاون إيرانية الصنع سقطت على المنازل والأحياء السنة. وأشار إلى أن أكثر من 20 مدنيا سنيا سقطوا بين شهيد وجريح، وان ميليشيا جيش المهدي قامت ظهر أول أمس بقصف منطقة باب سليمان في قضاء أبي الخصيب تزامنا مع صلاة الجمعة. وذكر شهود عيان أن المهاجمين كانوا يرتدون الملابس السوداء التي يرتديها جيش المهدي، وكانت تصاحبهم قوات حكومية، إذ قاموا بإطلاق قذائف الهاون من منطقة قريبة من المسجد ومن ثم لاذوا بالفرار، وقد أدت هذه القذائف التي سقطت على البيوت المحيطة بالمسجد إلى قتل وجرح العشرات من أبناء المنطقة، ويعد قضاء أبي الخصيب من المناطق ذات الأغلبية السنية في محافظة البصرة. وفي رد القوى المناهضة للوجود الأمريكي، اتهم الشيخ جواد الخالصي، أمين عام المؤتمر التأسيسي العراقي الذي يضم عددا من القوى المناهضة للاحتلال وأبرزها هيئة علماء المسلمين الحكومة العراقية بالتعاون مع الميليشيات التي تقوم بقتل أهل السنة، وأضاف لولا تعاون الحكومة مع هذه المليليشيات لما تمكنت من التجول بحرية في أوقات منع التجول والقيام بجرائمها. وقد حمل الشيخ الخالصي قوات الاحتلال مسؤولية أحداث مدينة الصدر واتهمها بأنها وراء هذه التفجيرات لإشعال الفتنة الطائفية بين أبناء الشعب العراقي، كما وأكد أن هذه الميليشيات تنفذ أجندة خارجية بالإشارة إلى إيران وهي بالتالي تخدم قوات الاحتلال الأمريكية. يمكن تصنيف الجماعات السنية المسلحة في العراق إلى أربعة أصناف تتكون من 16 فصيلا على أقل تقدير أهمها: - تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين: ينتمي هذا التنظيم إلى الفكر السلفي الجهادي، ويوصف بأنه متطرف ومتشدد وتكفيري، بدأ عمله في العراق منذ سقوط نظام صدام حسين تحت اسم "جماعة التوحيد والجهاد"، بزعامة الأردني أبو مصعب الزرقاوي. وفي 17 أكتوبر 2004 أعلن الزرقاوي مبايعته لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، وغير اسم جماعته إلى تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين. - مجلس شورى المجاهدين في العراق: وقد تشكل في منتصف جانفي 2006 بهدف "جمع كلمة المجاهدين ورص صفوفهم". ويضم سبعة تنظيمات مسلحة متشددة، أبرزها تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين، وجيش الطائفة المنصورة، وسرايا الجهاد الإسلامي، وكتائب الأهوال، وسرايا أنصار التوحيد، وسرايا الغرباء، وجيش أهل السنة والجماعة الذي التحق بالمجلس بعد أسبوعين من تشكيله. ويظهر أن تنظيم قاعدة الجهاد هو الفصيل المهيمن على المجلس، وبالتالي يمكن القول أن (المجلس) ما هو إلا واجهة لتنظيم القاعدة في العراق، وأن التنظيم هدف من تشكيل المجلس إلى "عرقنة" صورته في أذهان العراقيين. - جيش أنصار السنة: وهي جماعة سلفية "متشددة" تشكلت في سبتمبر 2003، وتضم بين صفوفها أعضاء سابقين من جماعة أنصار الإسلام الكردية، ومقاتلين عراقيين وعرب من السلفيين "المتشددين"، وهي جماعة منظمة، وتتبع في عملها أسلوب تنظيم القاعدة، هدفها لا يقتصر على "طرد الاحتلال الأجنبي"، بل أيضاً على "إقامة دين الله وفرض شريعة الإسلام لتحكم هذه الأرض الإسلامية"، كما ورد في البيان الأول الصادر عنها في 20 سبتمبر 2003. - كتائب أبو حفص المصري: وهي جماعة تربط نفسها بتنظيم القاعدة، على اعتبار أن أبو حفص المصري كان - قبل مقتله - أحد المقربين من أسامة بن لادن في أفغانستان. غير أن الكثير من المراقبين، يرون أن هذه المجموعة قد تكون وهمية، وذلك لسرعة تبنيها لعمليات، يتضح لاحقا عدم صحة مسؤوليتها عنها. ويرجح أن تكون الجماعة مكونة من بعض المتعاطفين مع القاعدة، الذين يسارعون إلى تبني الهجمات بمجرد وقوعها، حيث أن بياناتها غالبا ما تتضمن معلومات لا تزيد عن تلك التي تذاع في وسائل الإعلام. - الجيش الإسلامي في العراق: وهو جماعة سنية ذات مرجعية سلفية، تشكلت عقب سقوط بغداد، وتتألف من أفراد وضباط سابقين في الجيش العراقي ومختصين بالتصنيع العسكري، ومن رجال دين سلفيين وأبناء عشائر، وتعد هذه الجماعة من أكبر التنظيمات المسلحة العاملة في العراق. - كتائب ثورة العشرين (حركة المقاومة الإسلامية): وهي جماعة سُنية ذات مرجعية إسلامية معتدلة أو وسطية، ويعتقد أنها قريبة إلى هيئة علماء المسلمين، التي يرأسها الشيخ حارث الضاري، صدر بيانها الأول في 10 جويلية 2003. وهي الجماعة الوحيدة التي أعلنت ميثاقا لها ضمَّنته تعريفا بها وبنشأتها وبمرجعيتها وبنيتها التنظيمية ومواقفها السياسية. أهداف هذه الجماعة محلية وطنية، فهي - بحسب ميثاقها - "حركة جهادية وطنية تسعى إلى تحرير أرض العراق من الاحتلال العسكري والسياسي الأجنبي، ليتمكن أبناء الشعب العراقي من حكم أنفسهم بأنفسهم". - الجبهة الإسلامية للمقاومة العراقية "جامع": تشكلت من فصائل سنية عديدة، وأعلنت عن نفسها في بيان صدر يوم 28 ماي 2004، وتذيَّل بياناتها باسم المكتب السياسي، وذراعها العسكرية هي كتائب صلاح الدين الأيوبي. أوضحت في البيان الأول الصادر عنها، أن أهدافها تتحقق ب"طرد المحتل". - الجماعة السلفية المجاهدة: وهي إحدى المجموعات التي تنتمي إلى التيار السلفي الجهادي في العراق، ويعتقد بعض المتابعين للملف العراقي، أن هذه الجماعة لها تاريخها المرتبط بتطور الحركة السلفية في البلاد، بشكل منفصل عن الفكر السلفي الذي يعتنقه تنظيم القاعدة، لذلك كان التقارب التنظيمي بينهما محدودا. تجهر الجماعة بالرفض للوجود الأجنبي على أرض العراق، ولممارسات النظام العراقي السابق، وترفض العملية السياسية في ظل وجود القوات الحليفة في العراق، وتطالب بتطبيق أحكام الشريعة وتتعدى الأهداف السياسية للجماعة الواقع العراقي إلى طروحات على مستوى العالم الإسلامي ككل. - جيش محمد: وهو جماعة مؤلفة من عناصر بعثية وأعضاء سابقين في الجيش العراقي وضباط الاستخبارات العسكرية والحرس الخاص للرئيس العراقي السابق، وأبناء العشائر وبعض المقاتلين العرب الذين بقوا في العراق, ويعتقد أن هذه الجماعة تشكلت في محافظة الأنبار في صيف 2003، إلا أنها أخذت تنحسر تدريجيا. ويرجح محللون أنها تفككت وتوزع أعضاؤها على الجماعات المسلحة الأخرى. عرف الزعيم الجديد ل"القاعدة" في العراق عن نفسه باسم أبو حمزة المهاجر في بيان نشر على موقع إسلامي في شبكة الإنترنت، وأكد فيه انه خلف أبو مصعب الزرقاوي الذي قتل خلال غارة جوية أمريكية. وتشير المعلومات المتوافرة حول المهاجر، إلى أنه قام، بالاشتراك مع الزرقاوي، بقيادة معسكر "الفاروق" لتدريب عناصر "القاعدة" خلال العام 2001 أو 2002، ويعتقد أنه قدم إلى بغداد عام 2003، قبل أن يؤسس الزرقاوي الخلية الأولى لتنظيم "القاعدة" في العراق. وقال جنرال أمريكي أن المصري كان في أفغانستان مطلع العام 2000 وتدرب هناك مع الزرقاوي في أحد المعسكرات. وانه وصل إلى العراق في العام 2002 وأسس أولى وحدات "القاعدة" في منطقة بغداد مطلع العام 2003، مشيرا إلى انه كان الذراع اليمنى للزرقاوي في قيادة العمليات. وكانت عدة مواقع إلكترونية قد ذكرت أن "مجلس شورى المجاهدين في العراق" المرتبط بتنظيم "القاعدة" اختار "الشيخ أبو حمزة المهاجر" ليكون خليفة الزرقاوي، وبدوره، أصدر المهاجر، وهو شخصية يكتنفها كثير من الغموض، بيانا على الشبكة الإلكترونية، توّعد فيه بالانتقام لقتل الزرقاوي، كما هدد بشن مزيد من الهجمات في العراق. ومن أهداف هذا التنظيم ليس فقط "طرد الاحتلال الأجنبي" من العراق، بل إنه يعتبر أن المعركة (في العراق) امتداد للحرب الجهادية العالمية ضد "أمريكا الصليبية" والأنظمة العربية الحليفة لها "المرتدة". فهذا التنظيم يتفرد عن باقي الجماعات المسلحة العراقية في أن إستراتيجيته عالمية، وليست محلية عراقية. يرفض التنظيم العملية السياسية مطلقا، ويعتبر أن كل من يتعامل مع الاحتلال "خائن ومرتد"، ويحق بذلك استهدافه، ولهذا يعتبر كل من يشارك في الحكومة، وقوات الجيش والشرطة والمخابرات، والمقاولين المدنيين أهدافا مشروعة. كما أن التنظيم أعلن في سبتمبر 2005 الحرب على الشيعة بدعوى أنهم "متعاونون مع الاحتلال"، ودعا الزرقاوي غير مرة سُنة العراق إلى مقاتلة الشيعة، الذين يصفهم ب "الروافض"، ونبذ أي مصالحة معهم. في الشهور الأخيرة، بَعض المجموعات المسلحة اختارت أهدافها لأمد أبعد، حيث قالت أنها شكلت تجمعا سمته لواء عمر للتركيز على قتل أعضاء الجيوش الشعبية الشيعية مثل لواء بدر. الأحتلال يغذي الطائفية خيمت الحرب الطائفية من جديد على الساحة العراقية بعد التفجيرات الدامية التي استهدفت مدينة الصدر الخميس الماضي وخلفت اكثر من 200 قتيل وحوالي 250 جريح. وقد زادت مظاهر الاحتقان بين أبرز الطوائف العراقية، السنة والشيعة من خلال الهجمات والاغتيالات المتبادلة، بالإضافة إلى ارتفاع وتيرة التراشق الإعلامي والسياسي، مما يهدد بالقضاء على العملية السياسية في هذا البلد المحتل.. وبعد أن ظل السؤال يدور بين العراقيين حول: من يقتل من؟، فقد اتضحت الصورة الآن وتبين أن بعض المليشيات الشيعية هي التي تقوم بتصفية الطائفة السنية من منطلق قناعات دينية وسياسية، كما أن بعض المجموعات المسلحة السنية هي التي تقوم بقتل الشيعة وضرب أهدافهم من منطلق قناعات وحسابات لديها. وقد وجد الصراع الطائفي في العراق تغذية من الاحتلال الذي كان يراهن في البداية على الانقسام الطائفي للسيطرة على هذا البلد، ولذلك قام بدعم بعض الأطراف السياسية على حساب الأخرى ومارس سياسة إقصائية أدت إلى توليد مشاعر حقد وضغينة بين أبناء الوطن الواحد. وقد اتهمت بعض الجهات العراقية صراحة الاحتلال بتسهيل بعض العمليات الانتقامية والطائفية.. ورغم تحذيرات الخبراء والعارفين بشؤون العراق ومن بينهم الدبلوماسي الجزائري، الأخضر الإبراهيمي بمخاطر السياسة الاقصائية، إلا أن بول بريمر ورفاقه في إدارة جورج بوش لم يكترثوا لتلك التحذيرات إلا بعد أن انفجرت أولى بوار الحرب الطائفية بعد تفجير مرقد الإمامين علي الهادي والحسن العسكري بمدينة سامراء في فبراير الماضي.. وبعد ما فشلت الحكومة العراقية في السيطرة على الوضع الأمني في العراق، ظهرت الحاجة الأمريكية إلى ضرورة لجم المليشيات الشيعية التي تمارس القتل والاغتيال، وخاصة بعد أن تفجرت الأوضاع من جديد رغم مقتل زعيم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، أبو مصعب الزرقاوي منذ شهور.. ونتيجة لذلك تتبع الولاياتالمتحدة حاليا استراتيجية تقضي بالضغط على حكومة نوري المالكي من أجل تفكيك المليشيات الشيعية مع الاستعانة بدول الجوار "السنية" للضغط على الطائفة السنية داخل العراق واقناعها بالبقاء داخل العملية السياسية. أي دور تلعبه دول الجوار؟! منذ احتلال العراق من طرف الأمريكيين وحلفائهم وقفت دول الجوار العراقي على الحياد. وتتمثل دول الجوار في سوريا والسعودية والكويت وإيران وتركيا والأردن. ولكن بعد ما امتدت تداعيات ما يحدث داخل العراق إلى المنطقة كلها وأصبح الاحتلال بحاجة إلى مخرج ارتفعت الأصوات المحذرة والمطالبة بضرورة إيجاد حل للمعضلة العراقية. وبضغط من الولاياتالمتحدة التي تربطها علاقات استراتيجية مع دول الجوار تحركت هذه الأخيرة محذرة من خطر ما يحدث داخل العراق. وفي هذا الإطار عقدت اجتماعات بين دول الجوار تم الاتفاق خلالها على دعم الحكومة العراقية ونبذ العنف الطائفي المتولد في هذا البلد. والواقع أن بعض الدول مثل سوريا وإيران كانت متخوفة من الهيمنة الأمريكية على المنطقة، في حين كانت السعودية والأردن والكويت تتوجس من الهيمنة الإيرانية.. بينما كانت تركيا تخشى من صعود الأكراد واستقلالهم، مما سيشجع أكرادها ويمنحهم فرصة لمعاودة النضال من أجل الانفصال. ولكن للتذكير فقد أبدت كل دول الجوار معارضتها لتقسيم العراق بين السنة والشيعة والأكراد، معتبرين أن "انقسام العراق إلى ثلاثة أجزاء هو بداية حرب أهلية جديدة..". ويبدو أن حاجة البيت الأبيض إلى إعادة ترتيب أوراقه بعد خسارة الحزب الجمهوري أمام نظيره الديمقراطي في انتخابات الكونغرس الأخيرة، قد غير المعطيات والحسابات عند دول الجوار العراقي. وفي هذا الصدد جاء قرار عودة العلاقات الدبلوماسية بين العراق وسوريا بعد حوالي ثلاثين سنة من القطيعة. مع العلم أن إدارة جورج بوش باتت تطالب بإشراك سوريا وإيران في حل المعضلة العراقية، وهو تطور جديد. وفي هذا الإطار أيضا جاءت زيارة نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني السبت المنصرم إلى المملكة العربية السعودية، حيث بحث مع العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز الوضع في العراق. وقالت مصادر أن الضيف الأمريكي طلب من محدثه ممارسة المزيد من النفوذ السعودى لدى سنة العراق لإحتواء العنف الطائفي الذي تجدد مؤخرا.. ليلى / ل