فضحت وزارة الخزانة الأمريكية علاقات (مشبوهة) لكبار المسؤولين القطريين بأشخاص اعتادوا جمع الأموال لتنظيم القاعدة وتنظيم (داعش) الإرهابيين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث نشرت أدلّة تقول إنها تثبت الصلة بين مموّلين قطريين وعمليات اختطاف وذبح رهائن أجانب في بلدان عربية من قِبل جماعات إرهابية، هذه الاتّهامات من شأنها إضافة طرف آخر إلى معادلة (المؤامرة) في قضية اختطاف وذبح الرعية الفرنسي (هيرفي غوردال) على يد تنظيم (جند الخلافة) الإرهابي المزعوم في الجزائر ألا وهو (الإمارة النفطية) المعروفة بتحرّكاتها (المريبة) في المنطقة. نشرت صحيفة (التلغراف) البريطانية أمس ما قالت إنها أدلّة تثبت الصلة بين مموّلين قطريين مرتبطين بتنظيم القاعدة في سوريا وعملية القبض على الرهينة البريطاني (جون كانتلي) الذي ذبحه تنظيم (داعش) الإرهابي الأسبوع الماضي. وقالت الصحيفة إن وثائق نشرت مؤخّرا من قِبل وزارة الخزانة الأمريكية تثبت أن قطريين يموّلون جبهة النصرة، الفرع الرسمي لتنظيم القاعدة في سوريا. وذكرت الصحيفة أنه وفقا لشهادة جهادي سابق أثناء محاكمته في بلجيكا ومصادر أخرى فإن جبهة النصرة اختطفت البريطاني (كانتلي) والأمريكي (جيمس فولي) من خارج أحد مقاهي الأنترنت في بلدة سورية قرب الحدود التركية في نوفمبر 2012، قبل أن يتمّ تسليمهما لاحقا لإرهابيي (داعش). وذبح التنظيم (فولي) في شهر أوت المنصرم، فيما استخدم (داعش) الصحفي البريطاني (كانتلي) في سلسلة من أشرطة الفيديو الدعائية لإيصال رسائل محدّدة، ليأتي عليه الدور لاحقا. وقبل ستّة أشهر من القبض على (كانتلي) تمّ القبض على جامع تبرّعات لأهداف إرهابية يدعى (عمر القطري) في مطار بيروت بينما كان يحاول ركوب إحدى الطائرات المتّجهة إلى قطر، وعثر على مبالغ مالية بحوزته. ووفقا للولايات المتّحدة فإن (القطري) لديه تاريخ طويل في جمع الأموال لتنظيم القاعدة و(داعش)، كما يرتبط بصلات وثيقة مع كبار المسؤولين القطريين، ممّا يثير المخاوف بشأن دور الدولة الخليجية الصغيرة في تمويل الإرهابيين في المنطقة. تاريخ طويل! تضيف الصحيفة البريطانية واسعة الانتشار أنه عندما اعتقل عمر القطري في لبنان عام 2012 كان معه شيخ ورجل أعمال قطري مقيم في بيروت بدعوى إجراء عملية جراحية، وقيل إنه أعطى القطري مبلغ 20 ألف دولار نقدا، لكن أفرج عنه في وقت لاحق دون توجيه أيّ تهمة خوفا من خلاف دبلوماسي بين قطرولبنان. وقد بدأ الساسة والأكاديميون في بريطانيا التساؤل عن سبب فشل قطر في تضييق الخناق على الإرهابيين، في حين اتّهم وزير ألماني قطر علنا بتمويل تنظيم (داعش) ومختلف ملحقاته. وقال ديفيد واينبرغ، الخبير بمركز الأبحاث وإعداد التقارير، لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات: (قطر لديها تاريخ طويل من غضّ الطرف عن مؤيّدي تنظيم القاعدة، ومدى جمع التبرّعات فيها لدعم الإرهاب أمر يبعث على الدهشة). وليست هذه المرّة الأولى التي تتّهم فيها الإمارة النفطية بدعم الإرهاب، حيث دعت زعيمة اليمين المتطرّف الفرنسي مارين لوبان مؤخّرا إلى مقاطعة قطر، متّهمة إيّاها بتمويل الجماعات الإسلامية الإرهابية المسلّحة في جميع أنحاء العالم. واعتبرت لوبان أن على فرنسا أن تختار الحلفاء في محاربة الإرهاب، وأن تعتمد على دول أخرى مثل الإمارات العربية المتّحدة ومصر والجزائر. كما يتّفق العديد من المختصّين في الشأن الأمني على أن قطر تدعّم العمليات الإرهابية وتنفق على التنظيمات الإرهابية ك (داعش) وجبهة النصرة وتنظيم القاعدة لتحقيق المخطّط الأمريكي القطري الخاص بمحاولة إشعال المنطقة لتقسيمها وتشكيل ما يسمّى ب (الشرق الاوسط الجديد). هذا، ويرى محلّلون سياسيون أن التنسيق الجزائري المكثّف مع دول الجوار كمصر وتونس مؤخّرا يسعى لمحاصرة الدور القطري (المشبوه) في المنطقة العربية، ويأتي نتيجة طبيعية لوقوع شمال إفريقيا ودول المغرب العربي في نفس الحزام المعرّض لعمليات الإرهاب وفقا لمخطّطات القاعدة وتنظيم (داعش) الإرهابيين. قطر في قفص الاتّهام يتّهم عدد من الأحزاب السياسية وبعض فعاليات المجتمع المدني في الجزائر دولة قطر بالتورّط في المستنقع الإرهابي الذي تعيشه منطقة الساحل، حيث استند هؤلاء الفاعلون على غرار زعيمة حزب العمال لويزة حنّون ورئيسة الهلال الأحمر الجزائري سعيدة بن حبيلس إلى وثائق استخباراتية أثبتت تمويل الدوحة للجماعات الإرهابية في شمال مالي عن طريق تقديم المساعدات المالية والغذائية عبر منظّمة الهلال الأحمر القطري. للإشارة، فإن الرعية الفرنسي (هيرفي غوردال) الذي أعدم قبل أسبوعين من قِبل جماعة إرهابية قد اختطف يوم الأحد 21 سبتمبر المنصرم على يد جماعة إرهابية مسلحة تسمّى (جند الخلافة) زعمت أنها تنتمي إلى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام المعروفة اختصارا (داعش)، وقالت في فيديو إنها (اختطفت الرعية الفرنسي لإجبار الرئيس الفرنسي على سحب قواته من العراق المشاركة في حرب للقضاء على تنظيم (داعش).