تظل قرية "عين عسيلة" ببلدية أولاد عيسى واحدة من بين قرى ولاية بومرداس التي خنقتها العزلة وقلة الموارد، فقاطنوها اليوم يصارعون ظروف الحياة القاسية التي تداخلت وتفاعلت لتنسج واقعا مأساويا بسبب غياب أدنى مقومات الحياة الكريمة، على غرار التأخر الكبير في الربط بشبكة الغاز والصرف الصحي إضافة إلى تهيئة الطريق المؤدي للقرية وتزويدها بالإنارة العمومية. ل. حمزة ويشتكي سكان قرية "عين عسيلة" من عدم مراعاة السلطات الوصية مختلف انشغالاتهم المتعلقة بالحياة اليومية، ومن ذلك انعدام مختلف المرافق الضرورية كالغاز والماء وتدهور وضعيات الطرقات، الوضع الذي جعلهم يعيشون ظروفا صعبة للغاية بقرية "عين عسيلة" الكائنة بالجهة الشرقية التابعة لبلدية أولاد عيسى. واستنادا إلى تصريحات قاطني القرية فقد ظلت هاته الأخيرة لسنوات طويلة بعيدة عن مختلف السلطات الوصية، فانعدام فرص العمل جعل من البطالة شبحا يلازم أبناءها بسبب العدد القليل لمناصب الشبكة الاجتماعية وتشغيل الشباب، الأمر الذي جعل شبان المنطقة يصرفون النظر عن آمالهم في الحصول على فرصة عمل، حالة الفقر والحاجة هذه دفعت هؤلاء الشباب إلى الاعتماد على أنفسهم في خدمة الأرض، حيث ظلت مصدر رزق سكان الجهة لسنوات طويلة، من خلال إنجاز وتهيئة العديد من المستثمرات الفلاحية، غير أن مشكل نقص المياه الجوفية وانعدام الكهرباء الريفية وشبكات الصرف الصحي حالت دون تحقيق الأهداف المنشودة، ومن ذلك عدم استفادة العديد من الفلاحين من مصادر التمويل، خصوصا تلك المتعلقة بالدعم الفلاحي، على غرار باقي فلاحي الولاية. من جهه أخرى، أضاف السكان أنه و رغم استفادة عدد من أحياء بلدية اولاد عيسى من شبكة غاز المدينة، إلا أن القرية ما تزال تعتمد على غاز البوتان الذي تجلبه من أماكن بعيدة، والذي أثقل كاهل الأسر، خاصة في فصل الشتاء، حيث يزداد الطلب عليه، من أجل استعماله في التدفئة، وقد عبر السكان عن استيائهم الشديد من تأخر تجسيد المشروع الذي -حسبهم- أصبح أكثر من ضروري، خصوصا وأن المنطقة تتميز بالبرودة الشديدة في موسم الشتاء، وغاز البوتان يشهد ندرة في بعض الأيام البادرة. ومن أهم النقائص التي أثرت على يوميات السكان، تعطّل مصابيح الإنارة العمومية بالطريق المؤدي للقرية، والتي - حسب السكان- لم يتم تجديدها منذ مدة، مشيرا إلى أن السلطات المحلية لم تقم بإصلاح الأعطاب المتواجدة بها، الأمر الذي جعل المواطنون يتنقلون في الظلام الدامس الذي يخيم على المسلك المهترئ، ما جعلهم يتخوفون من اعتراض طريقهم المنحرفين وحتى الحيوانات الضالة، وأضاف السكان أن فئة التلاميذ وطلبة الجامعات هم الأكثر تضررا من الوضعية، حيث يخرجون في ساعات مبكرة وسط الظلام مما يضطر بالأولياء لمرافقتهم في الصباح الباكر. وضعية الطريق المتدهورة هي الأخرى زادت من متاعب السكان، حيث تغزوها الحفر والمطبات وتتحول بمجرد تهاطل الأمطار إلى برك للمياه المتجمعة والتي يصعب على المارة اجتيازها.