هامل يزور غرداية ل إطفاء غضب رجال الشرطة أقدم المئات من عناصر الشرطة على تطويق مقرّ مديرية الأمن بمدينة غرداية للمطالبة بالحماية وتعزيز الصلاحيات في مواجهة أعمال العنف التي تجدّدت في منطقة بريان مساء أوّل أمس، في سابقة تعدّ الأولى من نوعها في الجزائر، في حين نفت مصادر (أخبار اليوم) الإشاعات التي زعمت مقتل رجلي أمن في المنطقة عقب الاشتباكات، ويتعلّق الأمر -حسب مصادرنا- بإصابات بليغة لبعض عناصر مكافحة الشغب لا يتجاوز عددهم -حسب مصدر رسمي- ثلاثة يرقدون حاليا في مستشفى الولاية الجنوبية. ذكرت مصادر متطابقة أن مقرّ مديرية أمن محافظة غرداية شهد وقفة احتجاجية لمئات من عناصر مكافحة الشغب التابعين لسلك الشرطة، في سابقة تعدّ الأولى في الجزائر التي ينظّم فيها عناصر أمن احتجاجا. وطالب المحتجّون خلال وقفتهم ب (توفير الحماية لعناصر الأمن) في مواجهة أعمال العنف بعد إصابة العشرات منهم في تلك المواجهات التي دامت عدّة أشهر، وأيضا للمطالبة بإعطائهم صلاحيات التعامل بحزم مع المتظاهرين. من جهة أخرى، راجت أنباء غير رسمية أمس عن مقتل شرطيين إثر تجدّد المواجهات في غرداية وهو ما دفع عناصر الشرطة إلى الانتفاضة، هذه الأنباء نفتها مصادر (أخبار اليوم) جملة وتفصيلا، مؤكّدة أن الأمر يتعلّق بإصابات بليغة لعدد من عناصر مكافحة الشغب يرقدون الآن في مستشفى الولاية الجنوبية. هامل يزور غرداية طالب المحتجّون بحضور وزير الداخلية الطيّب بلعيز لإبلاغه بظروف العمل الصعبة والضغوط التي يعانون منها خلال عملهم في الولاية، فيما أكّدت المديرية العامّة للأمن الوطني في بيان لها، تلقّت (أخبار اليوم) نسخة منه، أن المدير العام للجهاز اللّواء عبد الغاني هامل قام أمس الاثنين في إطار تنفيذ برنامج زيارات العمل والتفتيش لكافّة مصالح الشرطة بزيارة إلى ولاية غرداية، حيث تفقّد عدّة هياكل ومقرّات مهنية واجتماعية بالولاية. وخلال الزيارة كان للسيّد اللّواء المدير العام للأمن الوطني لقاء مع موظّفي الشرطة، أين أطلعه البعض منهم على انشغالاتهم، لا سيّما بعد الاعتداءات التي تعرّضوا لها خلال الساعات الماضية. وأوضح البيان أن هذه الاعتداءات أسفرت عن إصابة 03 شرطيين ولم تسجّل أيّ حالة وفاة كما ادّعته بعض الجهات. وأثناء هذا اللّقاء طمأن المدير العام للأمن الوطني الشرطيين بالتكفّل بكافّة تساؤلاتهم، مؤكّدا بالمناسبة أن الشرطي هو رجل تضحيات تعترضه أخطار أثناء تأدية مهامه النبيلة، وأن المديرية العامّة للأمن الوطني ماضية في آداء مهامها النبيلة بكلّ تفاني وإخلاص في ظلّ الاحترام والتنفيذ الصارم لقوانين الجمهورية. كما قام السيّد اللّواء المدير العام للأمن الوطني بزيارة إلى مستشفى الولاية، أين اطّلع على الحالة الصحّية للشرطيين المصابين بجروح أثناء عملية حفظ النّظام. وذكر البيان أن موظّفي الشرطة بالولاية استحسنوا هذه الزيارة، منوّهين بالعناية الكبيرة التي يوليها اللّواء هامل للتكفّل والردّ على انشغالاتهم المهنية والاجتماعية. العنف يتجدّد.. تجدّدت مساء أوّل أمس أعمال العنف في منطقة بريان شمال ولاية غرداية، عقب وقفة احتجاجية للمطالبة بالإفراج عن موقوفين في أعمال عنف سابقة، وأدّت الأحداث إلى جرح 8 أفراد شرطة تدخّلوا لوقف هذه المواجهات، حسب ما أوردته مصادر طبّية محلّية. ولم تصمد حالة الهدوء النّسبي التي عاشتها غرداية منذ الدخول الاجتماعي تقريبا أمام محاولات إغراق الولاية في مستنقع العنف، حيث عاشت بلديتا العطف وبريان على وقع مواجهات ساخنة وسط مخاوف من اتّساع دائرة الاضطراب واضطرّ عدد من التجّار إلى غلق محلاّتهم خوفا من تعرّضها للحرق والتخريب. مخاوف من اتّساع دائرة العنف أعرب حقوقيون وأعيان غرداية وأعضاء من خلية التنسيق والمتابعة عن تخوّفهم من الوقوع مجدّدا في دوّامة العنف الأعمى ودعوا إلى فتح حوار (عاجل) قصد تسوية الأزمة التي تشهدها ولاية غرداية بشكل نهائي في ظلّ تبادل الاتّهامات بين أطراف الأزمة الثلاثة وهم الإدارة ممثّلة في السلطات الولائية ومصالح الأمن من جهة، العرب من جهة ثانية والميزابيون من جهة ثالثة، خاصّة وأن هذا الوضع يتزامن مع مخطط تحريض جهنّمي يشتغل عليه أشخاص مجهولون يعملون على نقل الفوضى وزرعها في بلديات أخرى، على غرار العطف وبريان وغيرها من خلال صفحات التواصل الاجتماعي على موقع (الفايس بوك)، وهي الخطوات التي تتعقّبها المصالح الأمنية من خلال تحقيقات متخصّصة. ويشهد إقليم مدينة غرداية الواقع على بعد 600 كلم جنوب العاصمة الجزائرية أعمال عنف متقطّعة بدأت في شهر ديسمبر 2013 وأسفرت عن مقتل 10 أشخاص وأعمال تخريب واسعة. ولم تتمكّن السلطات من تهدئة الأوضاع في هذه المنطقة الجنوبية رغم العديد من المبادرات التي أطلقتها السلطات للصلح بين أبناء غرداية.