احتج أمس عناصر الشرطة بغرداية، في أعقاب حادثة تعرض 20 عنصرا منهم لجروح بليغة بينهم 03 في حالة خطيرة، استدعت حالة أحدهم نقله إلى مستشفى الأمن الوطني بالعاصمة، فور وصول المدير العام للأمن الوطني، اللواء عبد الغني هامل، إلى الولاية. وقد تم نقل عناصر الشرطة المصابين إلى المستشفى عقب تعرضهم لحروق بالمولوتوف خلال تدخلهم لفض المواجهات التي شهدتها بلدية بريان بذات الولاية. ورفع الأعوان، الذين أغلقوا الطريق الوطني بمحاذاة مقر الأمن المركزي بعاصمة الولاية، انشغلاتهم التي تصدرها مطلب تسليط أقصى العقوبات على المعتدين على رجال الشرطة، وتحسين ظروف عملهم، مستنكرين في نفس الوقت الاعتداءات الجسدية التي تطالهم إثر تجدد المواجهات بين فرقاء المنطقة. وتجمع أعوان مختلف وحدات الأمن الجمهوري المكلفة بحماية المواطنين والأحياء بغرداية بالزي الرسمي من مختلف الرتب منذ الساعات الأولى من الصباح أمام المقر الولائي للشرطة، مشكلين دروعا بشرية للمطالبة بالقصاص من المعتدين، قبل أن ينظموا مسيرة جابت شوارع المدنية مرددين أناشيد ثورية، على خلفية تنامي الاعتداءات في حقهم، آخرها إصابة حوالي 20 عونا بحروق خطيرة، أمس الأول، ببلدية بريان، بينهم 03 عناصر في حالة خطيرة عقب محاولتهم فض المواجهات التي أفضت إلى سقوط 40 جريحا وحرق سيارتين للشرطة و5 منازل و13 محلا تجاريا ومصنعين أحدهما مصنع البلاستيك "سام"، بالإضافة إلى تخريب جزء من إقامة رسمية تابعة للدولة ومكاتب إدارية. عودة المواجهات جاءت على خلفية توقيف 5 شبان الأسبوع المنصرم، قبل غلق الطريق الوطني رقم 01 من قبل محتجين، رغم محاولة مصالح الأمن التدخل واستخدام القنابل المسيلة للدموع لتفريق مواجهات شباب الجهة التي جاءت عقب وقفة احتجاجية سلمية نظمها سكان المنطقة للمطالبة بإطلاق سراح الموقوفين المتورطين في أحداث متفرقة شهدتها المنطقة مؤخرا. وبهدف التهدئة لجأت مصالح الأمن إلى إطلاق سراح الموقوفين. ورفع رجال الأمن، في تصريحهم ل "الشروق"، مطالب تتعلق بتحسين الظروف المعيشية، وتقليص ساعات العمل، وخفض سن التقاعد، وتعويض عائلات الضحايا وإعادة النظر في نظام التحويلات، وطالب بعض المحتجين بنزول الوزير الأول، عبد المالك سلال، ووزير الداخلية، الطيب بلعيز، للاطلاع على ظروف أداء مهمتهم الأمنية. انشغال أعوان الأمن بالاحتجاج أدى إلى ثغرات في التغطية الأمنية، حيث شهدت بعض أحياء المدينة أعمال شغب وانفلاتا أمنيا، سجل خلاله حرق دراجة نارية بالقرب من محطة النقل العمومي، وتعدٍّ على المارة والسيارات، ما أدى إلى سقوط جرحى، وأدى إلى إثارة الهلع والخوف وسط المواطنين الذين استنكروا بشدة تواصل مسلسل العنف، متوجسين خيفة من الفراغ الأمني واحتمال اتساع رقعة اللاأمن. وتبعا للتطورات وصل في ساعة مبكرة المدير العام للأمن الوطني، اللواء عبد الغني هامل، إلى غرداية، واستمع في لقاء جمعه بممثلي السلك إلى انشغالات المحتجين، وأطلق تطمينات ووعودا بالتكفل بمشاكلهم، بعد أن عاين الوضع الصحي للمصابين وظروف عمل منتسبي سلك الشرطة بالولاية، بينما تولى المفتش العام للشرطة معاينة الوضع في الوقت الذي شكل فيه والي الولاية رفقة السلطات الأمنية خلية أزمة لمتابعة التطورات.
طمأنهم بالتكفل بانشغالاتهم، اللواء هامل يخاطب رجال الأمن: "عليكم بالتحلي بروح المسؤولية لأنكم الدرع الحامية للدولة" فندت المديرية العامة للأمن الوطني تسجيل أي حالة وفاة في صفوفها بولاية غرداية، إثر هجوم تعرض له أعوان الشرطة من طرف شباب بمنطقة بريان داهموا حاجزا أمنيا قبل أن يهجموا على عربة الشرطة كان بداخلها شرطي اعتدوا عليه وانهالوا عليه بالضرب، فيما دعا اللواء هامل إلى التحلي بروح المسؤولية باعتبارهم الدرع الحامية للدولة. وحسب ما جاء في بيان المديرية العامة للأمن الوطني تسلمت "الشروق"، نسخة منه، أنه في إطار تنفيذ برنامج زيارات العمل والتفتيش لكافة مصالح الشرطة، قام أمس اللواء عبد الغاني هامل، المدير العام للأمن الوطني، بزيارة إلى ولاية غرداية، حيث تفقد عدة هياكل ومقرات مهنية واجتماعية بالولاية. وخلال الزيارة يقول البيان ذاته، كان اللواء المدير العام للأمن الوطني قد نظم لقاء مع موظفي الشرطة أين اطلعه البعض منهم على انشغالاتهم، سيما بعد الاعتداءات التي تعرضوا لها خلال 24 ساعة الماضية. بيان المديرية العام للأمن الوطني: لم نسجل أية حالة وفاة هذه الاعتداءات حسب ما جاء في البيان، أسفرت عن إصابة 3 شرطيين ولم تسجل اية حالة وفاة كما ادعته بعض الجهات، وأثناء هذا اللقاء، طمأن اللواء هامل الشرطيين بالتكفل بكافة تساؤلاتهم وانشغالاتهم، مؤكدا بالمناسبة أن الشرطي هو رجل تضحيات تعترضه أخطار أثناء تأدية مهامه النبيلة، وأن المديرية العامة للأمن الوطني ماضية في أداء مهامها النبيلة بكل تفان وإخلاص، في ظل الاحترام والتنفيذ الصارم لقوانين الجمهورية. كما قام اللواء المدير العام للأمن الوطني بزيارة إلى مستشفى الولاية، أين اطلع على الحالة الصحية للشرطيين المصابين بجروح أثناء عملية حفظ النظام يضيف البيان.
وفاة شابين في تجدد للمواجهات ببريان من جهة أخرى، شهدت مدينة بريان أمس، مقتل شاب يبلغ من العمر 19 سنة، تعرض لطعنات خنجر بحي الشوف، بعد عودة المواجهات من جديد بالمدينة ومناطق متفرقة من مدينة غرداية، على غرار حي ثنية المخزن والحاج مسعود. كما توفي شاب آخر إثر طلق ناري من مجهول بحي قارة الطين، ويتعلق الأمر بالمدعو "ب. ع"، البالغ من العمر 17 سنة. ولاحظت "الشروق" انتشار قوات الدرك الوطني مكان عناصر الشرطة في إطار إعادة الأمن والاستقرار إلى المنطقة بعد تجدد المواجهات.