أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما الثلاثاء أنه منذ تسلمه مهامه كرئيس للولايات المتحدة وضع أولوية تتمثل في إصلاح علاقات الولاياتالمتحدة مع العالم الإسلامي، مشددا على المبادئ التي سبق أن أطلقها في خطابه في جامعة القاهرة في جوان 2009. وقال أوباما في خطاب ألقاه بجامعة اندونيسيا في ديبوك بالقرب من جاكرتا امام حشد من 6 الاف شخص غالبتهم من الطلبة "انه عازم على فتح صفحة جديدة مع العالم الاسلامي بعد سنوات من عدم الثقة بسبب حربي أفغانستان والعراق". واضاف: "ان خطابا واحدا لن يزيل إرث سنوات من عدم الثقة"، معربا عن عزمه العمل بشكل دوؤب لوضع ارضية مشتركة بين الطرفين. ونقل راديو "سوا" الامريكي عن اوباما قوله: "خلال الأشهر السبعة العشر الماضية حققنا بعض التقدم، ويبقى هناك الكثير مما يتوجب عمله، مدنيون أبرياء في الولاياتالمتحدة واندونيسيا وفي جميع أنحاء العالم لا يزالون مستهدفين من قبل العنف المتطرف، ولقد كنت واضحا أن أمريكا لم ولن تدخل في حرب مع الإسلام، ويتوجب علينا جميعا من أجل محاربة وهزيمة تنظيم القاعدة وملحقاتها". وشدد أوباما على ما بذلته اندونيسيا من جهود لملاحقة التطرف والعنف، قائلا "لا يمكن لهذه المنظمات أن تدعي أنها تمثل ديانة عظيمة مثل الإسلام، ولكن الذين يريدون البناء يجب ألا يتخلوا عن الأرض التي يريد الإرهابيون تدميرَها، وهذا ليس عملاً تقوم بها الولاياتالمتحدة لوحدها، وهنا في اندونيسيا حققتم تقدما في اقتلاع المتطرفين ومحاربة ما يقومون به من عنف". وتعهد بتعزيز العلاقات مع القادة السياسيين والاقتصاديين ورجال الأعمال في اندونيسيا. وأعلن الرئيس أوباما أن الولاياتالمتحدة واندونيسيا تلتزمان بتعزيز التعاون من خلال الشراكة الشاملة بما في ذلك دعم المؤسسات الديموقراطية، وتحسين الحكم، وتعزيز احترام حقوق الإنسان. وفي ملف سلام الشرق الأوسط، أعلن الرئيس أوباما أن هناك عقبات كبيرة ما زالت قائمة أمام التوصل إلى السلام في الشرق الأوسط، مع تأكيده على عزمه "القيام بكل ما يمكنه" من أجل التوصل إلى "السلام". واضاف : "في الشرق الأوسط، واجهنا منطلقات خاطئة وتقلبات، ولكن كنا مثابرين في بحثنا عن السلام" مضيفا أن "الإسرائيليين والفلسطينيين استأنفوا محادثات مباشرة ولكن لا تزال هناك عقبات كبيرة". وحسب برنامج الزيارة، قام الرئيس الأمريكي صباح أمس الأربعاء بزيارة مسجد الاستقلال في جاكرتا، ورحب المسئولون الدينيون في اندونيسيا، أكبر بلد إسلامي في العالم، بهذه الزيارة. واعرب عن "سعادته" بالعودة الى جاكرتا، المدينة التي امضى فيها اربع سنوات من طفولته. وقال اوباما انه "من المدهش ان يعود الى اندونيسيا بعد كل هذا الوقت" على الرغم من شعوره "بالاستغراب وهو يرى على طول الطريق من المطار "مشهدا مختلفا تماما عما كان عليه قبل اربعة عقود". وختم بالقول مستخدما بعض الكلمات الاندونيسية انه "عازم على العودة الى اندونيسيا مع ابنتيه لكي تتعرفا على هذا الارخبيل الساحر". يذكر ان اوباما عاش في جاكرتا بين عامي 1967 و 1971, اي من سن السادسة الى العاشرة مع والدته الامريكية وزوجها الاندونيسي بعد ان امضى سنوات طفولته الاولى في هاواي.