أول برلمان للجمهورية الثانية بعد الثورة شارك التونسيون أمس الأحد في الانتخابات التشريعية هي الأولى منذ الإطاحة في 14 يناير 2011 بنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، وقد رافقت هذه الانتخابات حالة طوارئ بسبب حالة التخوف من تهديد الإرهاب، بحيث جند 80 آلف من قوات الأمن والحرس الوطني والجيش تحسبا لأي انفلات امني. ويسود تونس وضع أفضل من جيرانها الذين أطاحوا أيضاً بحكامهم الذين استمروا في السلطة فترة طويلة خلال انتفاضات الربيع العربي وتجنبت إلى حد كبير الاستقطاب والفوضى اللذين شهدتهما تلك الدول المجاورة على الرغم من مواجهتها توترات مماثلة بشأن الإسلاميين في مواجهة حكم أكثر علمانية. وفي أكتوبر 2011، شكل انتخاب المجلس التأسيسي الذي فاز فيه إسلاميو حركة النهضة أول اقتراع حر في تاريخ البلاد. لكن انتخابات الامس حاسمة لأنها ستمنح تونس مؤسسات مستقرة بعد نحو أربعة أعوام من ثورة يناير 2011 التي شكلت شرارة انطلاق ما سمي الربيع العربي . ويمنح الدستور الجديد الذي أقر في يناير سلطات واسعة للبرلمان والحكومة مقابل صلاحيات محدودة لرئيس الدولة. وستجري الانتخابات الرئاسية في 23 نوفمبر. ويشير المحللون إلى حزبين هما الأوفر حظاً: النهضة التي تولت الحكم من بداية 2012 حتى بداية 2014، ومعارضوها الرئيسيون في حزب نداء تونس الذي يضم على السواء معارضين سابقين للرئيس المخلوع زين العابدين بن علي ومسؤولين سابقين في نظامه. وكون النظام الانتخابي المعتمد يسهل وصول الأحزاب الصغيرة، أكدت القوى السياسية الكبرى أن أي حزب لن يتمكن من الحكم بمفرده. وقال محسن مرزوق القيادي في نداء تونس : أعتقد أن البرلمان سيكون مجزأ ، متوقعاً أن يتقاسم الإسلاميون وحزبه نحو 150 مقعداً. وأكدت النهضة التي اضطرت إلى الانسحاب من الحكم في بداية 2014 بعدما طبعت العام 2013 أزمة سياسية واغتيال اثنين من معارضي الإسلاميين وهجمات لجهاديين، أنها تريد تأليف حكومة توافق مبدية استعدادها ل تحالف الضرورة مع نداء تونس . وأعلنت هيئة الانتخابات التونسية أنها لن تستطيع على الأرجح إعلان النتائج ليل الأحد الاثنين، علماً أن أمامها حتى 30 أكتوبر لإعلان تشكيلة البرلمان الجديد. المرزوقي والثقة في النصر بعلامة النصر، رد الرئيس التونسي المنصف المرزوقي على عشرات من الناخبين التونسيين الذين رددوا شعار _ارحلس لدى وصوله صباح امس الأحد إلى مركز الاقتراع بمنتجع القنطاوي السياحي بسوسة (شرق) في تمام السابعة و40 دقيقة بتوقيت تونس ، لللادلاء بصوته في الانتخابات التشريعية. وعقب الإدلاء بصوته، رفض المرزوقي امتطاء سيارته مترجلا إلى منزله القريب من مركز الاقتراع بالمنطقة رافعا شارة النصر مجددا. الغنوشي: الحرية للجميع بعيدا عن الإقصاء وآن أوان التقدم قال راشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة، أبرز المرشحين في الانتخابات التشريعية التونسية، إنه آن الأوان لتحقيق التنمية والثروة بعد ان تحققت ارادة التونسيين في برلمان تونسي وازاحة الاستبداد عقب ثورة 2011. جاء ذلك عقب إدلائه بصوته بمركز الاقتراع في حي بن عروس، جنوبي العاصمة، بعد أن أخذ مكانه ككل الناخبين في الطابور. وفي تصريح خاص ، قال الغنوشي: _اشعر بالاعتزاز بالانتماء لتونس وامتنان كبير للأجيال التي سبقتنا التي ضحت منذ اكثر 70 سنة من اجل برلمان تونسي ومن أجل الحريةس. وأضاف _استقلت تونس عن الإرادة الأجنبية لكنها ظلت ترصف في نير الاستبداد واليوم حررت ارادتها من الاستبداد وحققت حلم برلمان تونس_، متابعا: _نعتز بالانتماء لوطن أطلق شعلة الحرية في الوطن العربي وحافظ عليها خلافا لما يحصل في بلاد عربية أخرىس لم يحددها. وشدد على أن _هذه أمانة ومسؤولية، علينا الحفاظ على شعلة الحرية وان نمضي بها إلى الأمام فقد آن الاوان لتتحول الثورة إلى تنمية وتقدمس، مؤكدا على أن _تونس مؤهلة لأن تصنع نموذجا في العالم العربي والإسلامي والعالم فلنمضي إلى الأمامس. وكرر الغنوشي مبدأ _الحرية للجميع بعيدا عن الإقصاءس قائلا: _لنؤكد على الوحدة الوطنية باعتبارها الأرضية الوحيدة القادرة أن ننطلق منها لنحقق أهداف ثورتنا في التنميةس. السبسي: حظوظ كل المترشحين متساوية قال رئيس حزب حركة نداء تونس، الباجي قائد السبسي، إن حظوظ كل المترشحين متساوية في الانتخابات التشريعية التونسية التي اجريت امس الأحد. وفي تصريحات للإعلاميين بعد الإدلاء بصوته في مركز الاقتراع بسمدرسة سيدي فرجس بمحافظة أريانة ( شمالي العاصمة) في رد على سؤال حول مدى حظوظ حزبه، _حظوظ كل المترشحين متساوية ونأمل أن تنقلنا الانتخابات لفترة آمنةس. وأضاف _ نأمل أن يقبل التونسييون على مراكز الاقتراع بكثافة لتكريس هذا المسار الذي كافح من أجله أجيال وماتوا من أجله شهداءس وسنأمل في أن يقبل التونسييون على مراكز الإقتراع ليقدموا دليلا أمام العالم ان تونس على المسار الصحيح بالرغم من الهيناتس.