بدا وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى حريصا في خرجاته الأخيرة على الدعوة إلى المحافظة على المرجعية الدينية الوطنية، وقد أطلق قبل أيام قليلة، نداء إلى الأئمة مطالبا إياهم بالعمل على حماية هذه المرجعية من مختلف الأمور الدخيلة عليها. الوزير قال إنه يتعين على الإمام أن (يحافظ على المرجعية الدينية الوطنية من خلال اعتماده على النصوص الدينية والاجتهادات التي تركها لنا شيوخ الجزائر والمغرب العربي خلال القرون الماضية على غرار أبو العباس الونشريسي)، مشيرا إلى أن (المرجعية الدينية الوطنية قد ساهمت في توحيد الشعب الجزائري ونبذه للفتاوى التضليلية وتجنيب البلاد الوقوع في الفتن). ولا شك أن كلام الوزير عن ضرورة الحفاظ على المرجعية الدينية الوطنية يبدو جميلا ومثيرا للإعجاب ولو أن البعض يتحفظ على قضية وجود مرجعية دينية وطنية أصلا، على اعتبار أن المسلمين جميعا مرجعيتهم واحدة: القرآن والسنة ولكن ما ينبغي أن يتذكره الوزير أن الحفاظ على هذه المرجعية ليست مهمة الأئمة وحدهم، بل ينبغي أن يتولى القيام بها كل جزائري أيا كان موقعه ومنصبه ومستواه، صحيح أن مسؤولية الأئمة كبيرة جدا ومحورية.. لكن من غير المعقول تحميلهم وحدهم مسؤولية الحفاظ على مرجعية تهملها المؤسسات الأخرى، أو لا تقدرها حق قدرها، وخاصة الأسرة ووسائل الإعلام، وبدرجة أقل المدرسة.. فلا تحمّلوا الأئمة فوق ما يطيقون..