دعا وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى يوم الاثنين بتيسمسيلت أئمة المساجد إلى "المحافظة على المرجعية الدينية الوطنية". وأفاد الوزير -خلال تنشيطه للقاء جمعه بشيوخ الزوايا وأئمة مساجد الولاية بمناسبة زيارة تفقدية - بأنه يتعين على الإمام أن "يحافظ على المرجعية الدينية الوطنية من خلال اعتماده على النصوص الدينية والاجتهادات التي تركها لنا شيوخ الجزائر والمغرب العربي خلال القرون الماضية على غرار أبو العباس الونشريسي". وأشار إلى أن "المرجعية الدينية الوطنية قد ساهمت في توحيد الشعب الجزائري ونبذه للفتاوى التضليلية وتجنيب البلاد الوقوع في الفتن". كما ساهمت هذه المرجعية أيضا-يقول الوزير-في "القضاء على المد الصليبي الاسباني بعد سقوط غرناطة وكذا الفرنسي وهزم الأفكار المنحرفة والهدامة والإرهاب الدولي والوقوف في وجه من أرادو تقسيم الأوطان العربية". وأبرز السيد محمد عيسى في هذا الصدد بأن المسجد بمرجعيته الدينية الوطنية "كفيل بصد الأفكار الهدامة والمتشددة التي بدأت تتوغل إلى المجتمع الجزائري والتي جاءتنا من وراء البحار" معتبرا مثل هذه الأفكار "غريبة عن المجتمع الجزائري ولا تمت أية صلة به". كما إعتبر بأن المرجعية الدينية هي ليست في المذهب المالكي فقط بل هي "الروح والرباط الذي تمثله الزاوية والمدرسة القرآنية". وشدد الوزير كذلك على "أهمية إلتزام أئمة المساجد بمسؤولية كبيرة فيما يكتبوه في خطبهم للمجتمع". ومن جهة أخرى كشف الوزير عن أن المجلس العلمي الوطني المكون من العلماء والمشايخ المنتمين للمجالس العلمية بالولايات سيعمل على "إصدار فتاوى جماعية حضارية ستستنبط من مذاهب سنية مختلفة متمثلة في المالكي والحنفي والشافعي والحنبلي". ولدى تفقده لأشغال انجاز المركز الثقافي الإسلامي والمسجد المرفق له بعاصمة الولاية طالب الوزير بتوظيف مؤطرين مختصين للتكفل بذوي الاحتياجات الخاصة من الصم والبكم من خلال ترجمة خطبة الجمعة بواسطة لغة الإشارات. كما أكد على ضرورة توفر المساجد لفضاءات خاصة بفئة ذوي الاحتياجات الخاصة وكذا مكتبات متعددة التخصصات لتكون في متناول التلاميذ والطلبة. و وعد وزير الشؤون الدينية والأوقاف بتدعيم مساجد ولاية تيسمسيلت بحصص جديدة من الكتب الدينية فضلا على منح لعدد من الجمعيات الدينية المحلية إعانات مالية إضافية لاستكمال مشاريع انجاز المساجد.