تمّ تسجيل خلال السنوات الثلاث الأخيرة بولاية الجزائر العاصمة ارتفاعا محسوسا في عدد المصابين بداء سرطان الثدي، ليبلغ سنة 2012 أزيد من 1000 حالة جديدة، حسب ما أكّده مختصّون في هذا الداء، وكذا أطبّاء مكلّفون بإعداد سجِّل لإحصاء مرضى السرطان بولاية الجزائر تابعين للمعهد الوطني للصحّة العمومية. أكّد المختصّون بمناسبة يوم تحسيسي حول مرض سرطان الثدي المنظّم من طرف المجلس الشعبي الولائي لولاية الجزائر أن عدد حالات الإصابة بسرطان الثدي ارتفع بشكل محسوس خلال السنوات الأخيرة بولاية الجزائر، حيث لم تتعدّ بعد الاستقلال 21 حالة في السنة لتبلغ سنة 2012 أزيد من 1000 حالة جديدة. وحسب البروفيسور أحمد بن ديب، رئيس مصلحة سرطان الثدي بالمركز الصحّي (بيار ماري كوري) بمستشفى (مصطفى باشا) بالجزائر العاصمة، فقد سجّلت مصلحته عند افتتاح المركز 21 إصابة جديدة بسرطان الثدي في السنة لترتفع سنة 1995 إلى 300 حالة جديدة، لتصل سنة 2010 إلى 1006 إصابة جديدة بمرض سرطان الثدي. وقد أكّدت الطبيبة التابعة للمعهد الوطني للصحّة العمومية والمكلّفة بإعداد سجِّل لإحصاء مرضى السرطان كلّ سنة على مستوى ولايات الجزائر وبومرداس وتيبازة الدكتورة صبرينة معراف أنه (تمّ إحصاء 1142 إصابة جديدة بسرطان الثدي سنة 2012 على مستوى ولاية الجزائر مقابل 158 حالة ببومرداس و156 حالة بتيبازة). وأوضح البروفيسور بن ديب في هذا الصدد أن (أوّل سجِّل لإحصاء مرضى سرطان الثدي على مستوى التراب الوطني تمّ إعداده من طرف البروفيسور حمدي شريف، والذي يرتكز على ارتفاع نسبة حالات الإصابة بهذا الداء بمعدل 5 بالمائة كلّ سنة). وحسب تقديرات البرفيسور حمدي شريف سوف يبلغ عدد المصابين بهذا الداء سنة 2014 ما يقارب ال 11000 مريض على مستوى التراب الوطني، يبرز البروفيسور بن ديب. وأكّدت الدكتورة صورية لوز سي البشير، نائبة رئيس لجنة الصحّة والبيئة بالمجلس الشعبي الولائي لولاية الجزائر، في سياق متّصل على ضرورة الإسراع من أجل (إنشاء مركز وطني لإحصاء مرضى السرطان في جميع أشكاله)، وكذا مراكز جهوية من أجل معرفة هل آن الأوان لدقّ ناقوس الخطر للتصدّي لهذا الداء بأكثر فعالية. وبخصوص التكفّل بالمرضى شدّدت نائبة رئيس لجنة الصحّة والبيئة للمجلس الشعبي الولائي لولاية الجزائر على أهمّية (التكفّل النّفسي) بالمرضى من أوّل معرفتهم بمرضهم إلى مرحلة ما بعد العلاج. وعن سؤال متعلّق بالعوامل التي تؤدّي إلى ارتفاع حالات الإصابة بهذا الداء ردّ البرفيسور بن ديب أن (الزّواج المتأخّر وعدم إنجاب الأطفال أو التأخّر في الإنجاب واستعمال بكثرة حبوب منع الحمل من العوامل التي تؤدّي إلى الإصابة بهذا الداء)، وأضاف أن الرضاعة الطبيعية تعدّ من العوامل الوقائية ضد مرض سرطان الثدي، مؤكّدا أن العامل الجيني (الوراثي) يعدّ من أسباب الإصابة بهذا الداء بنسبة تتراوح بين 5 و10 بالمائة، كما دعوا إلى (ضرورة تكوين عدد أكبر من التقنيين المختصّين في مجال الأشعّة واستعمال آلات الكشف)، مؤكّدين أن (القطاع الصحّة يشكو من نقص كبير في هذا المجال). ولضمان الفحص المبكّر لهذا الداء الفتّاك دعا المشاركون في هذا اليوم التحسيسي إلى (استعمال أجهزة متنقّلة خاصّة بكشف سرطان الثدي تجوب كلّ أرجاء الوطن).