يستعدّ التقني واللاّعب السابق لمنتخبنا الوطني جمال بلماضي دخول عالما جديدا من خلال خوضه تجربة جديدة كمدرّب لمنتخب قطر الأوّل من بوابة كأس الخليج ال 22 التي ستقام بالرياض بداية من 13 نوفمبر الجاري، وهي البطولة التي تحمل الكثير للمدرّب الجزائري، والتي يسعى خلالها بلماضي لكتابة اسمه بحروف من نور في قائمة المدرّبين الدوليين. نجح بلماضي كمدرّب على مستوى الأندية بعدما قاد فريق لاخويا القطري إلى الصعود من الدرجة الثانية إلى دوري المحترفين القطري في موسم 2011، وهو نفس الموسم الذي قاد فيه لاخويا إلى حصد درع الدوري في سابقة هي الأولى من نوعها أن يحصل فريق صاعد على لقب الدوري في نفس موسم صعوده من الدرجة الثانية. بلماضي والتألّق مع لاخويا واصل بلماضي تألّقه مع لاخويا في الموسم الثاني الذي نجح خلاله في الحفاظ على درع الدوري قبل أن يرحل عن الفريق في الموسم التالي بعدما تراجعت نتائج الفريق، لكن رحيله فتح له الباب لتولّي مسؤولية المنتخب القطري الأولمبي على أمل تحقيق نتائج إيجابية، وبالفعل نجح وقاد الفريق إلى الحصول على لقب بطولة غرب آسيا التي أقيمت في الدوحة قبل عام تقريبا، وإن بقيت الأقاويل تحوم حوله بأن فوزه بالبطولة جاء في ظلّ مشاركة أغلب المنتخبات في الصفّ الثاني. من نادي لاخويا إلى المنتخب القطري الأوّل قبل أشهر قليلة قرّر الاتحاد القطري لكرة القدم إسناد مهمّة المنتخب الأوّل للمدرّب جمال بلماضي، وبالفعل تبدو بصماته ظاهرة مع المنتخب القطري خلال الشهور الماضية التي تولّى فيها المسؤولية، وهو ما ظهر من تغيّر شكل العنّابي ونتائجه في المباريات الودّية الأخيرة وتفوّقه على استرالياوأوزباكستان ولبنان وغيرها من المنتخبات. وإذا كان البعض يقول إن تفوّق بلماضي في المباريات الودّية ليس مقياسا، فالجميع وبالتحديد داخل الشارع الكروي القطري ينتظر خليجي 22 لمعرفة ماذا سيفعل المدرّب الجزائري وهل سينجح في مواصلة تفوّقه وحصد لقب البطولة الغائب عن العنّابي منذ سنوات وبالتحديد في خليجي 17 أم أنه سيكتفي بتفوّقه في الوديات؟ يطلقون عليه لقب غوارديولا العرب القطريون يشيدون بدور بلماضي أشاد مختلف التقنيين القطريين بالدور الكبير الذي يقوم به الجزائري بلماضي في منتخب بلادهم منذ تعيينه على رأس الطاقم الفنّي، حيث أظهر منتخب قطر في نظر هؤلاء لمحات عن إمكانية الارتقاء أخيرا إلى مستوى التوقّعات الكبيرة تحت قيادة المدرّب الجزائري جمال بلماضي بعدما حقّق أوّل فوز في تاريخه على استراليا حين هزمها (1-صفر) ودّيا في الدوحة منتصف الشهر الماضي. جاء الفوز على استراليا بعد الفوز على كلّ من أوزباكستان ولبنان ودّيا، ليعزّز المنتخب القطري سجِّله بقيادة بلماضي إلى ثلاثة انتصارات وثلاثة تعادلات وهزيمة واحدة في سبع مباريات. وفي أربع مواجهات سابقة بين قطرواستراليا كانت جميعها في تصفيات كأس العالم فاز الاستراليون ثلاث مرّات وسجّل المنتخب القطري هدفا واحدا عن طريق خلفان إبراهيم -صاحب هدف الفوز في مباراة الثلاثاء- في مباراتهما في جوان 2008 بالدوحة. وفي هذا الإطار قال القطري وسام رزق، وهو لاعب دولي، لمحطة الكأس التلفزيونية: (لنعترف بأن المنتخب الاسترالي من أفضل أربعة فِرق في آسيا، لا أقول إنه كان عقدة بالنّسبة لنا وإنما كان مرحلة صعبة، لكن كرة القدم لا تعرف المستحيل)، وأضاف: (سلسلة المباريات الودّية الأخيرة كانت أكثر من ممتازة، منتخبنا يمرّ بمرحلة تجديد، عناصر خبرة وعناصر شابّة أكثر من ممتازة). وأصبح آداء منتخب قطر أكثر ثباتا بقيادة بلماضي، وأظهر الفريق مؤشّرات قوية على التطوّر حين فرض التعادل دون أهداف على المغرب في الدار البيضاء الشهر الماضي. ورغم الهزيمة بهدفين متأخّرين بعدها بأيّام أمام بيرو في الدوحة، إلاّ أن المدرّب الجزائري جنى ثمار عمله بالانتصارات الثلاثة الأخيرة على منافسين طالما تفوّقوا على قطر في المباريات الرسمية. ولم يحرز المنتخب القطري أيّ لقب كبير منذ فوزه بكأس الخليج للمرّة الثانية في 2004 بالدوحة بعد 12 عاما من تتويجه الأوّل على أرضه أيضا. ولم تصل قطر إلى دور الثمانية في كأس آسيا إلاّ مرّتين فقط وفشلت بشكل متكرّر في التأهّل إلى كأس العالم من خلال التصفيات الآسيوية. ومع استعدادها لخوض كأس الخليج في السعودية الشهر المقبل ثمّ المشاركة في نهائيات كأس آسيا باستراليا في جانفي القادم تأمل قطر أن تنقل مستواها في المباريات الودّية الأخيرة إلى المواجهات الرسمية. وقال رزق: (نتمنّى تحويل الإيجابية في المباريات الودّية للمباريات الرسمية، فهي التي تهمّنا)، وأضاف: (يجب ألاّ نخدع أنفسنا، هذه مباريات مهمّة بالنّسبة لنا، لكن الأهمّ هي المباريات الرسمية). وفي بطولة الخليج ستلعب قطر في المجموعة الأولى بجانب السعودية صاحبة الضيافة والبحرين واليمن، بينما ستتنافس ضد الإمارات والبحرين وإيران في المجموعة الثالثة في كأس آسيا. بلماضي حمل ألوان الخُضر عشرون مباراة الجزائري الذي يواصل صنع أفراح القطريين جمال بلماضي من مواليد 27 مارس 1976، هو لاعب كرة قدم جزائري معتزل والمدير الفنّي السابق لنادي لاخويا في دوري نجوم قطر. بدأ بلماضي مسيرته الكروية كلاعب في نادي باريس سان جرمان الفرنسي، وكان أوّل ظهور له مع الفريق في جانفي عام 1996 قبل الانتقال في موسم 1996 - 1997 إلى نادي مارتيجويس الفرنسي الذي أمضى فيه موسما واحدا انتقل بعده إلى نادي مارسيليا الفرنسي. وبعد أن أمضى موسما مع مارسيليا انتقل إلى نادي كان الفرنسي في موسم 1998 - 1999، ثمّ عاد مرّة ثانية في موسم 1999 - 2000 إلى نادي مارسيليا قبل أن ينتقل على سبيل الإعارة إلى سيلتا فيغو الإسباني في نفس الموسم. وفي عام 2000 عاد بلماضي إلى مارسيليا مجدّدا بعد انتهاء الإعارة وقد وجد له مكان مع النادي في خطّ الوسط بعد غياب اللاّعب الأساسي للفريق الليبيري جورج، ليغتنم بلماضي الفرصة واستطاع أن يسجّل هدفا حيويا ضد فريق تولوز وهو الهدف الذي أبقى مارسيليا خارج منطقة الهبوط. وبعد أن لعب بلماضي في مارسيليا لثلاث سنوات وافق ناديه على انتقاله إلى نادي مانشستر ستي الإنجليزي وحقّق حلمه باللّعب في هذه البطولة، وهناك لم يكمل موسمه حتى انتقل إلى نادي الاتحاد القطري (الغرافة حاليا) في موسم 2003 - 2004 وانتقل بعدها إلى نادي الهلال القطري (الخريطيات حاليا) في موسم 2004 - 2005، وبعد أن قضى موسمين في قطر انتقل موسم 2005 - 2006 إلى إنجلترا مجدّدا مع نادي ساوثامبتون الذي يلعب في الدرجة الأولى ولم يمكث في هذا النادي طويلا ليعود إلى فرنسا عبر نادي فالنسيا الفرنسي. وصنع بلماضي اسمه كمدرب في قطر حين قاد لاخويا إلى لقبين متتاليين في دوري النّجوم في موسمي 2010 - 2011 و2011 - 2012 قبل تعيينه مدرّبا للمنتخب القطري في مارس خلفا لفهد ثاني.