في حماية الهوية الوطنية مختصون يبرزون دور الحركة الإصلاحية أبرز مشاركون في ندوة أمس الثلاثاء بالجزائر العاصمة بمناسبة إحياء يوم العلم المصادف ل16 أفريل من كل سنة دور الحركة الإصلاحية في الجزائر وبالخصوص جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في حماية وحفظ الهوية الوطنية العربية الإسلامية خلال الحقبة الاستعمارية. وأشار المجاهد محمد الصغير بلعلام خلال هذه الندوة المنظمة بمركز الفنون والثقافة في قصر رياس البحر- حصن 23 تحت عنوان الحركة الإصلاحية في الجزائر مسيرة التحولات ومسارات التحديات أن رواد الحركة الإصلاحية في الجزائر خاضوا مقاومة فكرية وسياسية شرسة ضد المستعمر الفرنسي للحفاظ على الهوية الوطنية ولمجابهة محاولاته لطمسها . وتطرق المجاهد بلعلام إلى مسار الحركة الإصلاحية في الجزائر باعتبارها مشروعا سياسيا واجتماعيا ودينيا متجذرا حيث انتفضت شخصيات وطنية وعلماء منذ قرون جراء الحملات البحرية المسيحية على الجزائر إبان العهد العثماني ولاحقا ضد حملات الإحتلال الفرنسي الرامية إلى تفكيك الشخصية والهوية الوطنية العربية الإسلامية . وذكر المتحدث في سياق كلامه بجهود العلامة عبد الحميد بن باديس العلمية والفكرية ومساره العلمي والإصلاحي الرائد مؤكدا أن المحاولات السياسة الدنيئة التي اتبعتها الإدارة الاستعمارية الفرنسية ولدت عزما كبيرا لدى الشيخ ابن باديس ورفاقه في جمعية العلماء المسلمين لإطلاق مشروعه الكبير المتعلق بتأسيس مجتمع واع ومتين في أسسه ومرجعياته الدينية والثقافية . وتناول بلعلام أيضا في مداخلته الجهود الجبارة التي قام بها العلامة إبن باديس كمشروعه التعليمي وعمله البيداغوجي الذي استهدف الشباب ذكورا وإناثا وأيضا تشجيعه ورعايته للتشكيلات الرياضية والفرق المسرحية وذلك كإستراتيجية منه لحماية وحفظ الشخصية الجزائرية . كما أكد أن جمعية العلماء المسلمين نجحت كثيرا في نشر التربية والتعليم والتكوين وسط المجتمع الجزائري بالرغم من عقبات الإدارة الفرنسية للحد من نشاط المدارس التي فتحتها الجمعية خلال الثلاثينيات مضيفا أن من بين المشاكل التي واجهتها الجمعية صدور المرسوم الفرنسي ل8 مارس 1938 الذي شدد الرقابة على تعليم الإسلام ومنع مدارس الإصلاح التي أنشأتها الجمعية من ممارسة نشاطها وكذا تعليم اللغة العربية . وقد أبرز أيضا دور جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في تكوين قادة الثورة التحريرية كما ذكر بأعضائها الذين استشهدوا من أجل الجزائر على غرار الشيخ العربي التبسي والعقيد عميروش. ومن جهته أشار الباحث في الأدب الصوفي ومدير المركز الثقافي بجامع الجزائر ياسين عبيد إلى أن الإسلام في مشروعه وخطابه ما جاء إلا ليصلح وأن البيئة الجزائرية كانت دائما من أكثر البيئات والمجتمعات إنتاجا لفكرة الإصلاح ولنماذج المصلحين عبر التاريخ . كما استشهد عبيد بتجربة مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة الأمير عبد القادر ومفهومه للإصلاح معتبرا أن مرجعيته هي مرجعية شخص دخل الكونية وأدخل معه الكونية للمجتمع وللأمة التي ينتمي إليها ليجعل بذلك المكون الإنساني جوهر الإصلاح . و دعا ذات المتحدث إلى ضرورة الاستثمار في مفاهيم وتراث الفكر الإصلاحي الوطني وتحيينها للحفاظ على هويتنا وشخصيتنا خاصة في ظل التحديات والرهانات التي تواجهنا .