يحق لكل لاعب أبدع في العام 2014 أن يترشح لنيل جائزة الكرة الذهبية التي يقدمها الاتحاد الدولي سنويا لأفضل لاعب في العالم وفقا لتصويت عدد كبير من المدربين وقادة المنتخبات والإعلاميين وأهل الإختصاص. ولكن ما يعيب على هذا التصويت دائما أنه لم يضع يوما معايير حقيقية وثابتة للاختيار وترك الأمور على عواهنها، ولكل مصوت الحق في اختيار 3 لاعبين وفقا لما يراه هو مناسبا. من خلال دراسة صغيرة يضع عشرة معايير هي بالضرورة أساس لكل اختيار، ويبقى الشرط الأخير والحاسم هو الميل القلبي، حيث يمكن للاعب معين قدم موسما عاديا أن ينال الجائزة لما يمتلكه من رصيد في قلوب المصوتين من حب وشغف أو ذكريات واعجاب سابق، وفيما يلي نلخص هذه المعايير ال10 على النحو التالي:
أولا: إنجاز جماعي كبير يجب ان يكون اللاعب المختار قد حصل على انجاز جماعي كبير مع منتخب بلاده أو ناديه، ولا أكبر من لقب كاس العالم في 2014، ويأتي من بعده مباشرة لقب دوري أبطال أوروبا ثم لقب الدوري المحلي. ونظرا لهذا الشرط فإن نجوما من المنتخب الالماني مثل نوير او مولر او لام وماريو غوتزة يستحقون الجائزة بالمقام الأول، ثم يأتي من بعدهم دي ماريا وكريستيانو رونالدو وراموس.
ثانيا: إنجاز فردي كبير يجب أن يحظى اللاعب المفروض اختياره بإنجاز شخصي كبير مثل هداف كاس العالم او هداف الشامبيونز ليغ أو هداف الدوري في كل البطولات الأوروبية الكبرى. وفي هذا الإطار فإن جيمس رودريغز وكل من كريستيانو رونالدو ولويس سواريز يستحق الدخول في المنافسة، ومن هنا جاء الاستغراب الكبير لشطب اسم سواريز من القائمة النهائية بما تم تفسيره على انه عقاب من الفيفا على واقعة العض في المونديال.
ثالثا: شعبية جارفة من البديهي أن يكون اللاعب المختار صاحب شعبية كبيرة في العالم أجمع وليس في موطنه الأصلي فقط او الدولة التي يحترف فيها. وهذا الشرط حكما ينطبق بالأساس على ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو وزلاتان ابراهيموفيتش، وقد ينضم اليهم كل من ايدين هازارد وروبن ونيمار وغاريث بيل ولويس سواريز.
رابعا: السوق والدولارات للأسف فإن العملة الخضراء هي السيد في هذا الزمان الأعوج ، فتجد الاتحاد الدولي يفكر أكثر ما يفكر بالجوانب التسويقية والترويجية للجائزة، وهو يسعى دائما ليفوز فيها أحد النجوم الرائجين إعلاميا وإعلانيا حتى يتواصل اهتمام الرعاة والشركات بالجائزة. ولا يمكن الحديث هنا إلا عن رونالدو وميسي وربما ينضم اليهما نيمار وغاريث بيل.
خامسا: المهارة والموهبة الفطرية يجب النظر إلى شرط خامس في إطار اختيار صاحب الكرة الذهبية، وهو شرط المهارة ونقاء الموهبة، وهذا الشرط يتعلق بلاعبين ربما ليسوا في أفضل حالتهم البدنية وربما يعانون حتى من إصابات. هذه الفئة يتقدمها بامتياز كل من ليونيل ميسي وايدين هازارد واريين روبن ونيمار، كما يمكن أن نضم لهذه الفئة كل من دي ماريا وايسكو وغيرهم الكثير أيضا.
سادسا: التحدي وقهر الصعاب كما يجب النظر إلى شرط مهم وهو رغبة اللاعب في القتال حتى النهاية، خصوصا إذا اضطر على مدار العام إلى الخروج ما دائرة الضوء بسبب الإصابة أو ظرف قاهر مثل عدم تأهل فريقه أو منتخب بلاده إلى أدوار متقدمة. هذا الشرط ينطبق على لاعبين كثر في 2014 منهم ميسي ورونالدو ودي ماريا ونيمار وابراهيموفيتش ودييغو كوستا.
سابعا: صفقة مالية كبيرة ايضا يجب مراعاة أسعار اللاعبين في سوق الانتقالات ونقصد هنا الذين انتقلوا في العام 2014، حيث ان القيمة السوقية للاعب يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار. ابرز 3 صفقات في العام 2014 كانت سواريز من ليفربول إلى برشلونة ودي ماريا من ريال مدريد إلى مانشستر يونايتد وجيمس رودريغيز من موناكو إلى ريال مدريد.
ثامنا: الخروج من تحت الركام كل لاعب نجح في تخطي حالة الضياع مع ناديه عند انتقاله لنادي آخر يستحق التواجد في قائمة أفضل لاعبي العالم. هذا البند ينطبق فقط على لاعب واحد هو سيسك فابريغاس الذي خرج من تحت الركام في برشلونة وعاد ليصبح نجم النجوم في الدوري الانجليزي مع تشيلسي، وقد يأتي بعده بقليل الكسيس سانشيز.
تاسعا: الأخلاق والأعمال الإنسانية يجب أن يكون اللاعب الذي سيفوز بجائزة الكرة الذهبية نموذجا وقدوة للجيل الصاعد، ولذلك فلا يمكن السماح للاعب تمتليء حياته بالفضائح ان يتقلد هذه الجائزة ويصبح سفيرا لنخبة نجوم العالم مهما كانت انجازاته او مهاراته. وباستثناء قضية التهرب الضريبي لميسي وبعض التصرفات الطائشة لرونالدو في بعض المباريات، فإن لاعبين مثل تشافي وريبيري ومسعود اوزيل وانييستا وايكر كاسياس يحتلون الصدارة في قائمة الأخلاق للعام 2014.
عاشرا وأخيرا: قناعة المصوت يبقى الشرط الأخير وهو ربما الاساس في عملية الاختيار، حيث أن أغلب المدربين وقادة المنتخبات والإعلاميين الذين يحق لهم التصويت في جائزة الفيفا يعتمدون مشاعرهم القلبية وليس المستوى الحقيقي للاعب. ولتأكيد ذلك سنضرب المثل في جائزة 2010 عندما حقق انييستا وتشافي وشنايدر كل الإنجازات والعلامات الكاملة فذهبت الجائزة لميسي، والعام الماضي 2013 عندما قال الجميع ان ريبيري كان يستحق اللقب بامتياز ولكنه ذهب لرونالدو.