من حوادث الطائرات إلى اصطدام القطارات.. مرورا بمجازر الطرقات شكّلت سنة 2014 عاما استثنائيا لقطاع النقل في الجزائر بسبب الكمّ الهائل من الكوارث التي عصفت به، فبعد حوادث الطائرات التي كانت على مدار أشهر مادة إعلامية دسمة ها هو اليوم يعرف كارثة أخرى بعدما انتقلت العدوى إلى قطاع النقل بالسكك الحديدية، في كارثة تتعلّق بانحراف قطار في الجزائر العاصمة قادما من الثنية، أحدثت هلعا وخوفا لدى المواطنين الذين لم يستبعد بعضهم سيناريو وجود يد خفية عابثة تقف وراء هذه السلسلة من الحوادث المروّعة. أعادت حادثة انحراف القطار بالعاصمة إلى الأذهان الكمّ الهائل من الحوادث التي وضعت قطاع النقل في الجزائر على كفّ عفريت، خاصّة النقل الجوّي بعدما سجّل 06 حوادث في 37 يوما، وهو رقم قياسي جعل مسلسل سقوط الطائرات حديث العام والخاص، وذهب البعض إلى درجة وصفها بلعنة تطارد الخطوط الجوية الجزائرية، غير أن هذه اللّعنة يبدو أنها ستنقل عدواها إلى المؤسسة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية بعد حادثة القطار التي تعدّ الأولى من نوعها، والتي خلّفت قتيلين وعدد كبير من الجرحى. ولم تقف السلطات مكتوفة الأيدي، فقد سارعت -حسب ما أدلى به المسؤول الأوّل عن القطاع عمار غول- إلى اتّخاذ إجراءات صارمة من خلال انطلاق المفتشية العامّة لوزارة النقل في تحقيق مفصّل وشامل حول الخطوط الجوية الجزائرية، والذي شمل الحوادث الأخيرة التي شهدتها الطائرات وعلى كلّ المستويات، سواء في (التسيير، التنظيم، التوظيف والتأطير ونوعية الخدمات)، حيث تعرّضت الطائرات في ظرف أقلّ من شهرين ل 06 حوادث، إضافة إلى الأعطاب التقنية المتكرّرة، منها تحطّم الطائرة الإسبانية المستأجرة من طرف الخطوط الجوية الجزائرية في 24 جويلية الماضي في مالي، والتي كانت تضمن رحلة بين واغادوغو (بوركينا فاسو والجزائر) وخلّف هذا الحادث مقتل 116 راكب. من جهة أخرى، تعرّضت طائرة تابعة للخطوط الجوية الجزائرية كانت تضمن رحلة بين قسنطينةوالجزائر العاصمة لخلل تقني لتعود بعد 10 دقائق إلى مطار قسنطينة وعلى متنها 61 راكبا كانوا متّجهين نحو العاصمة، كما تعرّضت طائرتان لاصطدام فيما بينهما في مطار (هواري بومدين) في شهر أوت الماضي الذي شهد أيضا انحراف الطائرة القادمة من مطار ليل الفرنسي والمتوجّهة نحو الجزائر العاصمة، أكّدت الجوية الجزائرية أنه تمّ (اتّخاذ جميع التدابير اللاّزمة لنقل المسافرين على متن طائرة بديلة مخصّصة لهذا الغرض، واضطرّت آنذاك إلى استخدام طائرة بديلة لنقل المسافرين في رحلة ليل-الجزائر)، علما بأن مصدرا إعلاميا أشار إلى أن ما يعادل خمس رحلات تمّ تحويلها إلى مطارات قريبة بهدف إخضاعها للصيانة، واستقرّت الأوضاع وعادت الملاحة الجوية إلى النشاط الروتيني. كما يتزامن هذا الحادث مع حرق شبّ في مطار القاهرة، حيث سيطرت قوات الحماية المدنية على حريق شبّ في عجلات طائرة الخطوط الجوية الجزائرية إثر ارتطام إطاراتها الخلفية بأرض مدرج الهبوط، حيث لاحظت سلطات مهبط الطائرات فور هبوط الطائرة تصاعد أدخنة من الإطارات الخلفية لحظة ارتطام إطاراتها بمدرج الهبوط، فهرعت سيّارات الإطفاء والإسعاف إلى اتّخاذ الإجراءات المتّبعة للحفاظ على سلامة الركّاب والطائرة. وأوضحت الشركة أن أسباب عودة الطائرة هو تعرّضها لعطب تقني وتصاعد الدخان منها، ما اضطرّ طاقم القيادة للعودة إلى مطار العاصمة الجزائرية وسط خوف شديد وارتباك لدى المسافرين. حملة فايسبوكية ضد وزير النقل شنّ أمس عدد من الفايسبوكيين حملة لدفع مسؤول النقل في الجزائر الوزير عمار غول إلى الاستقالة بسبب الفضائح الذي شهدها قطاعه منذ مطلع السنة الجارية، حيث عجز المسؤول -حسبهم- عن وضع حدّ لإرهاب الطرقات، ما جعل الجزائر تصنّف في المرتبة الثالثة عالميا من حيث حوادث المرور المميتة، إلى جانب فشله في حلّ مشاكل قطاعه، خاصّة فيما يتعلّق بحوادث سقوط طائرات الجوية الجزائرية ومشاكلها التنظيمية التي تعاني منها، إلى جانب فشله في كبح غضب عمال المترو و(إيتوزا) وعمال السكك الحديدية الذين ما يلبثون بين الحين والآخر يشنّون إضرابات للمطالبة بتحسين ظروفهم المهنية والاجتماعية، والتي لم تلق إلى حدّ الآن استجابة. ومن جهة أخرى، فضّل بعض الفايسبوكيون ترجيح فرضية العمل المستهدف لضرب استقرار وأمن الجزائر بغرض زرع الهلع والخوف في أوساط المواطنين وزعزعة ثقتهم في السلطات.