ثار الرأي العام العالمي ضد وحشية نظام الاحتلال المغربي في الصحراء الغربية، وشهد اليومان الماضيان تنظيم تظاهرات عديدة عبر العالم صرخ المشاركون فيها بصوت واحد لا·· يا محمد السادس، معبّرين عن تضامنهم المطلق مع الشعب الصحراوي الساعي إلى تقرير مصيره وعن استنكارهم الشديد للمذبحة المغربية الأخيرة في العيون، داعين الهيئات العالمية إلى التدخّل لوضع حدّ لغطرسة نظام محمد السادس· ماتزال المذبحة الوحشية التي ارتكبتها قوّات الجيش المغربي يوم الاثنين الماضي في حقّ السكان الصحراويين في مخيّم الاستقلال بضواحي مدينة العيون المحتلّة تثير موجة من الاستنكار والإدانة من قِبل الحكومات وتنظيمات المجتمع الدولي في عدّة عواصم عالمية· مظاهرات عالمية بالجملة شهدت يوم السبت بعض العواصم العالمية مظاهرات وتجمّعات نظّمتها تنظيمات المجتمع المدني للتضامن مع الشعب الصحراوي المكافح من أجل استرجاع حقوقه المشروعة وإدانة ذلك الهجوم الوحشي الذي ذهب ضحّيته العشرات من الصحراويين العزّل· وفي لندن نظّم العديد من المتظاهرين اعتصاما أمام مقرّ سفارة المغرب احتجاجا على الاعتداء الدموي ضد مخيّم الاستقلال، حيث رفع المتظاهرون العلم الصحراوي ولافتات، كما أطلقوا شعارات الصحراء حرّة، يحيا البوليزاريو وارقد بسلام أيّها الشهيد·· النّصر للشعب· وشارك في الاعتصام العديد من الطلبة والفنّانين البريطانيين المساندين للقضية الصحراوية تضامنا مع الشعب الصحراوي، حيث أعربوا عن استيائهم لما يتعرّض لها الشعب الصحراوي من قمع وإبادة على أيادي قوّات الاحتلال· وبالعاصمة الفرنسية باريس تمّ عشية اليوم تنظيم تجمّع تضامني مع الشعب الصحراوي وذلك بدعوة من ممثّلين عن المجتمع المدني وأحزاب سياسية فرنسية· ويأتي تنظيم هذا الاحتجاج الذي بادرت به جمعيات الدفاع عن حقّ الصحراويين في تقرير المصير، على غرار أصدقاء الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية واللّجنة من أجل احترام الحرّيات وحقوق الإنسان في الصحراء الغربية (كوريلسو) بعد الاعتداء الذي قامت به قوّات الاحتلال المغربية يوم الاثنين الفارط ضد مخيّم لمدنيين صحراويين قرب مدينة العيون المحتلّة الذي خلّف قتلى وجرحى· وعرفت العاصمة الإسبانية مدريد من جهتها مظاهرة ضخمة شارك فيها آلاف من المساندين للقضية الصحراوية، حيث عبّروا خلالها عن استنكارهم للعمل الإجرامي الذي تعرّض له سكان مخيّم الاستقلال· وفي سياق متّصل، أدانت إيرلندا الاعتداء الذي شنّته يوم الاثنين الفارط قوّات الاحتلال المغربية على مخيّم الحرّية مجدّدة مساندتها لحقّ الشعب الصحراوي في تقرير مصيره· وأكّد وزير الخارجية الإيرلندي السيّد مايكل مارتن في ردّه على سؤال للبرماني مايكل هيغنز حول الوضع في الصحراء الغربية أن إيرلندا تواصل دعم حقّ تقرير مصير شعب الصحراء الغربية وجهود الأمم المتّحدة الرّامية إلى إيجاد حلّ للنّزاع على أساس مبدأ تقرير المصير· جريمة·· بلا شهود! صرّح البرلماني الإسباني ويلي ماير لموقع ماي يوروب·أنفو بأن المغرب يريد فرض قانونه في الصحراء الغربية معتمدا على سياسة قمعية ودون شهود· وأوضح البرلماني الإسباني الذي تمّ طرده مؤخّرا من الصحراء الغربية من طرف قوّات الاحتلال المغربية أن المغرب يريد فرض سيادته على الصحراء الغربية متجاهلا لائحة الأمم المتّحدة التي تكرّس حقّ الشعب الصحراوي في تقرير المصير· وفي سياق ذي صلة، أدانت المنظّمة غير الحكومية مراسلون بلا حدود بشدّة المغرب لمنعه الصحفيين الأجانب من الحصول على المعلومات وتعنّته الذي يدفع ثمنه المراسلون الأجانب الرّاغبونفي التنقّل إلى مدينة العيون المحتلّة· وفي بيان تحت عنوان كفى للترحيل القسري ولسحب الاعتمادات من الصحفيين الأجانب، ذكرت منظّمة مراسلون بلا حدود أنه منذ الاعتداء الذي شنّته قوّات الاحتلال المغربي يوم الاثنين الفارط بالصحراء الغربية لازالت السلطات المغربية تمنع الصحفيين من الحصول على المعلومات بمدينة العيون· ودعت المنظّمة السلطات المغربية إلى وقف الرقابة على الأحداث الجارية في العيون، معتبرة أن المملكة يجب أن تواجه مسؤولياتها وتترك الصحفيين يقومون بعملهم، وأضافت أن وزارة الاتّصال المغربية قامت بسحب اعتمادها من مراسل يومية "أ ب س" وإذاعة "أر أن أ" الإسبانية لويس دو فيغا الذي عمل كمراسل منذ 9 سنوات في المملكة· كما تعرّض 3 صحفيين آخرين من قناة سار الإسبانية وهم السيّدة إنجلز بارسيلو مديرة برنامج هورا 25 والصحفي كاستيلانو ومساعدهما إنجل كابريرا للطرد بالقوّة بعد أن نجحوا في التنقّل بشكل قانوني إلى مدينة العيون· ويوم الخميس تمّ منع صحفية إسبانية من يومية لا فانغوارديا وإذاعة كاتالونيا من التوجّه نحو مدينة العيون، على غرار مصور من وكالة أسوسيايتد براس· وفي يوم الاثنين الفارط استهدفت قوّات الشرطة مراسل الجريدة الإماراتية ذي ناشيونال السيّد جون ثورن وكذا المساعد المغربي لمنظّمة هيومن رايتس ووتش الذي ألقي أرضا وتمّ شتمه وضربه طيلة نصف ساعة· من جهة أخرى، طالب مئات الصحراويين بمخيّمات اللاّجئين في مظاهرات عارمة أمام مقرّ بعثة الأمم المتّحدة لشؤون اللاّجئين جبهة البوليزاريو بالعودة إلى الكفاح المسلّح بعد المجزرة التي اِرتكبتها قوّات الاحتلال المغربية في المناطق المحتلّة من الصحراء الغربية الإثنين الماضي· عشرات القتلى و4500 جريح·· حصيلة "المذبحة" خلّف الاعتداء الإجرامي الذي قامت به يوم الاثنين المنصرم قوّات الاحتلال المغربي ضد السكان المدنيين الصحراويين في مخيّم أكديم إزيك عشرات القتلى وأكثر من 4500 جريح و2000 معتقل، حسب ما أعلن عنه بيان لوزارة الإعلام الصحراوية· وذكر البيان على سبيل المثال ما حدث للمواطن الصحراوي عبد السلام الأنصاري الذي على الرغم من الاحتياطات التي اتّخذتها عائلته لإخفائه حتى لا تكتشف الشرطة المغربية أمره، إلاّ أنه توفّي متأثّرا بجروحه بعد وصوله إلى أغادير· وأكّد البيان في هذا الصدد أنه خوفا من الأعمال الإنتقامية يمتنع الجرحى عن الذهاب إلى المستشفيات لأنهم يعلمون علم اليقين بأن مصيرهم محتوم بمجرّد ذهابهم إلى المستشفى لتلقّي العلاج· وأضاف ذات البيان أن هذه الحالة ليست الوحيدة، حيث لم يتمكّن عديد الجرحى من تلقّي العلاج، كما أن شهود عيان أحصوا عشرات الجثت ملقاة على الأرض حول مخيّم أكديم إيزيك وفي الجزء الشرقي من مدينة العيون، وأن أعداد المفقودين يقدّر بالمئات، مضيفا بأن الحصار الذي يفرضه المغرب على التراب الصحراوي جعل من الدخول شبه مستحيل، لا سيّما على وسائل الإعلام والملاحظين الدوليين، ممّا يجعل عملية إحصاء الضحايا شبه مستحيلة· وأشارت وزارة الإعلام الصحراوية إلى أن بعض المصادر تشير إلى اعتقال أكثر من 2000 شخص وتمّ إطلاق سراح آخرين بعدما تعرّضوا لأعمال تعذيب وحشية، كما أكّدت أن مراكز الاعتقال تقع في السجن الأسود المقرّ العام للشرطة ومركز القوّات المساعدة بلحشايشة شرق مدينة العيون ومدرسة علال بن عبد اللّه والمراكز الرياضية بالعيون وتلك الواقعة على بعد 25 كلم من العيون· كما أوضح البيان ذاته أن الجيش والقوّات المساعدة ووحدات الشرطة لازالت تعتدي على المواطنين الصحراويين، حيث باشرت عمليات اعتقال واختطاف للشباب، سيّما في أحياء سكيكيمة وبوكراع ومعطلا، أمّا في أحياء شرق المدينة مثل راحة ودويرات فلازالت عمليات تخريب المنازل متواصلة·