يشتكي الكثير من المواطنين خلال الأيام التي تلي عيد الأضحى المبارك، جملة من المشاكل والمتاعب الصحية نتيجة إسرافهم في تناول اللحوم والأطباق التقليدية المختلفة التي يتم إعدادها في هذه المناسبة الدينية العظيمة، وهي في اغلبها أطباق مشبعة بالدسم والدهون، وهو ما ينعكس سلبا على صحتهم، وينتهي بهم إلى بعض المضاعفات التي تؤدي بهم إلى مصالح الاستعجالات، أو الهرب إلى الوصفات التقليدية والشعبية، المبنية على بعض الأعشاب المضادة للتخمة، والالتهابات، أو الاستنجاد بالصيدليات إن كانت مفتوحة خلال أيام العيد، طلبا لبعض الأدوية المضادة للاضطرابات المعدية و الهضمية وجملة الأعراض الأخرى التي يشتكي منها الكثيرون في هذه المناسبة. ويقول عددٌ من الأطباء وخبراء التغذية أن الإفراط في تناول اللحوم أيام العيد، بالإضافة إلى الأطباق الأخرى، التي تعتمد بشكل أساسي على اللحم، أو على بعض القطع من الأضحية، يشكل عبئا مفاجئا على الجهاز الهضمي وهو ما يؤدي إلى صعوبة قيام المعدة بوظيفتها الطبيعية، وعليه فقد يجد الكثيرون أنفسهم يشتكون من دوار وصداع، بالإضافة إلى رغبات في التقيؤ للتخلص مما أرسلوه إلى أجوافهم، بالإضافة إلى شعور مرير بالتخمة، وبحرقة المعدة، خاصة بالنسبة للذين يعانون من التهاب بالمعدة سابقا أو ممن يعاني من الحصوات المرارية، كما أنه وفي بعض الحالات قد يمر الطعام عبر الأمعاء والقولون دون أن تتم عملية الهضم بشكل جيد في المعدة، الأمر الذي يتسبب بانتفاخ القولون والإمساك أو الإسهال الشديدين، في حين أن مرضى الكبد قد يدخلون في غيبوبة كبدية نتيجة الإفراط في تناول اللحوم. ويتسبب الإكثار من تناول اللحوم أيضا في مشاكل صحية أخرى منها احتمال الإصابة بداء النقرس وزيادة الآلام الروماتيزمية والمفاصل، وانسداد في الأوعية الدموية وأزمات قلبية قد تسبب الوفاة نتيجة زيادة الكوليسترول والدهون الثلاثية. ولعل أكثر الأعراض شيوعا، خلال أيام العيد، والتي يشتكي منها الكثير من المواطنين، هي حموضة المعدة نتيجة التخمة، ومن ابرز أعراضها آلام في أعلى البطن وحرقة في الصدر وأحيانا الغثيان وفي حالات نادرة التقيؤ، إضافة إلى بعض الاضطرابات المعوية وارتفاع في درجات الحرارة والقيء والإسهال وآلام البطن، وهو ما يتطلب الاعتدال في تناول اللحوم وبقية الأطباق الأخرى التي يتم إعدادها خلال أيام عيد الأضحى المبارك، بالإضافة إلى تنويع المائدة، وإدخال الخضروات التي تحتوي على نسبة عالية من الألياف التي تساعد على إتمام عملية الهضم، كما ينصح بالتقليل قدر الإمكان من تناول اللحوم الحمراء، ويفضل أن تطهى بالشواء أو السلق و تفادي القلي لما في ذلك من زيادة بمحتواها الدهني، وينصح كذلك بتجنب الإكثار من تناول المشروبات الغازية التي تزيد من درجة حموضة المعدة، وتعمل على إتخامها، وكذا الإكثار من تناول السلطات والتقليل من كمية السعرات الحرارية اليومية و تفاد الإفراط في تناول الطعام في وجبة العشاء، مع الحفاظ على عدم الاستلقاء والنوم بعدها مباشرة. وبالنسبة للذين يعانون من مرض السكري والكلى والقلب وضغط الدم فان عليهم الابتعاد قدر الإمكان عن الأطعمة المملحة، فيما على كبار السن الإقلال من تناول اللحوم الحمراء والمأكولات الدهنية والمالحة والسكرية، وكذا الإكثار من إضافة الخضراوات عموما للوجبات نظرا لأهميتها الكبيرة.