بينما ينتظر كثيرون عيد الضحى بفارغ الصبر، إما للاحتفال بهذه المناسبة الدينية العظيمة، وتطبيق سنة نبينا إبراهيم الخليل عليه السلام، وإما للاستمتاع بمذاق اللحم وغيره من الأطباق التقليدية الأخرى الخاصة بالمناسبة، أو للاستمتاع بيومي العطلة الخاصة به، فإن هنالك فئة أخرى، تنتظره بكثير من الخوف والقلق والحيرة، ليس لأنها لا تملك ثمن الأضحية، ولا لأنها لن تتمكن من الاحتفال بالمناسبة وسط العائلة والأحباب، ولكن لأنها ببساطة ستكون المرة الأولى التي تجد نفسها فيها تحتفل بهذه المناسبة الدينية العظيمة رفقة أشخاص غرباء عليها، أو لا زالت لم تتعود وجودها بينهم بعد. هذه الفئة هي العرائس المتزوجات حديثا، اللواتي يشعرن بكثير من القلق والحيرة، اتجاه طريقة تعاملهن مع المناسبة الدينية في منازل أزواجهن، خاصة بالنسبة لمن يقطن في منازل واحدة مع أهالي أزواجهن، ولأنها المناسبة الأولى لهن، فإن كثيرات مجبرات على الاحتفال بها رفقة اسر أزواجهن، ومشاركتهم كافة طقوس الاحتفال بها، بدءا من استقبال الأضحية، ثم ذبحها وتنظيفها والمشاركة في إعداد الأطباق التقليدية الخاصة بها وغير ذلك، ما يعني أنهن سيكن أمام امتحانات تطبيقية على المباشر أمام حمواتهن وأشقاء وشقيقات أزواجهن، وزوجات أشقائهم، وغيرهم من الأقرب، ومعلوم أن العروس الجديدة، تكون دائما موضع اختبار في مثل هذه المناسبات وذلك للوقوف على مدى إمكانياتها وقدرتها على التكيف ومواجهة الأمور، وكذا تمكنها من أمور الطبخ، وطرق وفنيات إعداد مختلف الأطباق التقليدية على وجه التحديد، وكذا تمكنهن من عمليات تنظيف وإعداد الدوارة والبوزلوف وغيرهما، وهي مواقف تسبب التوتر والحرج للكثيرات، خاصة وأن كل الأعين تكون موجهة إليها، وستكون سيرتها بعد ذلك حسب مردودها في هذا الامتحان الذي يكون عسيرا وشاقا للكثيرات. تقول إحداهن وقد تزوجت بعد شهر رمضان مباشرة، أنها لحسن الحظ لم تقع في امتحان حلويات عيد الفطر المبارك ولكنها وجدت نفسها الآن وجها لوجه مع امتحان أضحية العيد، ورغم أنها قد تلقت دروسا مكثفة وتمارين نظرية وتطبيقية عديدة قبيل زواجها، إلا أنها ترتعد خوفا من حماتها التي تعتبر من الحموات الصعبات بعض الشيء، وترى أنها قد لا تتمكن من إرضائها بسهولة. بالمقابل فإن بعض من لم يسعفهن الحظ في التعامل مع أضحية العيد ومختلف أجزائها وكذا طريقة تنظيفها وإعداد الأطباق الخاصة بها، يدركن أنهن سيتعرضن لمواقف محرجة، ومنهن واحدة من العرائس التي قالت أنها حاولت جهدها لتأجيل زفافها إلى ما بعد عيد الأضحى المبارك على الأقل بيومين أو ثلاث ولكن زوجها أصر على أن يقام الزفاف قبل عيد الأضحى، وقالت أن حماتها قد أشارت إليها بخبث أنهم يريدون تذوق "عصبانها وبكبوكتها"، وهما أكثر ما تجهلهما في حياتها لأنها أصلاً لا تأكلهما، ولا تقرُبهما مطلقا عندما كانت في بيت أهلها.