شهدت الصيدليات ولا تزال طيلة هذه الأيام طلبا متزايدا على الأدوية المعالجة للإسهال بعد موجة الإصابة بمشاكل هضمية ومغص المعدة الذي طال عددا من الجزائريين في الأيام الأولى من عيد الأضحى المبارك والتي أرجعها بعض الصيادلة والمختصين إلى الأكل بشراهة طيلة يومي العيد إلى حد التخمة في حين علّق عليها البعض من الشباب بعدم تأقلم معدة الجزائريين مع اللحم ! إسهال أو تخمة أو مغص في المعدة.. هي كلها تدهورات صحية مست الكثير من الجزائريين في الأيام الأولى بع عيد الأضحى لتكون الوصفات الشعبية لإيقاف الإسهال و الأعشاب الطبية لمداواة مغص المعدة حديث العام و الخاص بعد نقص أدوية المعدة في الصيدليات نتيجة للطلب الكبير عليها إذ تقول السيدة 'ليلى.ع' التي أصيبت بإسهال حاد منذ اليوم الثالث من عيد الأضحى التقيناها بأحد صيدليات العاصمة 'عند طلبي دواء للإسهال من الصيدلاني ابتسم وكأن في الأمر شيئا من الغرابة..ليجيبني بإجابة أضحكتني أنا أيضا بقوله لست الوحيدة فالإسهال هو مرض هذه ألأيام أيام العيد'، ليؤكد الصيدلاني أن هناك طلبا كبيرا على أدوية الإسهال ومغص المعدة ما يعكس أن هناك موجة لأمراض المعدة نتيجة للأكل غير المتوازن، فمعظم الجزائريين أقبلوا بصورة كبيرة على أكل اللحم بشراهة ونهم كبيرين، دون إضافة بعض المواد الأساسية كالكربوهيدرات والفيتامينات والنشويات الضرورية لجسم الإنسان وتوازنه. وهو ذات الحال مع 'سفيان.ل' الذي أصابه مغص في المعدة بالإضافة إلى تخمة منذ اليوم الرابع من أيام عيد الأضحى نتيجة لتناوله لكمية كبيرة جدا من اللحم دون توقف طيلة ثلاثة أيام متتالية ودون إضافة أي مادة غذائية أخرى ولا حتى الخبز حيث يقول" أعاني من ألم حاد على مستوى المعدة وتخمة أفقدتني الشهية بصورة كاملة وأظن أن السبب هو تناولي لتلك الكميات الكبيرة من اللحم طيلة الأيام الثلاثة الماضية ودون تناول حتى الخبز.. فمنذ ذبح الكبش وأنا أتناول اللحم فقط". وعن التفسير الطبي لعسر الهضم والتخمة وعلاقتها بأيام عيد الأضحى أوضح الدكتور حميدي أن كمية اللحم المسموح بتناولها في اليوم يجب أن تكون بين 70 و100 غرام، وفي حال فاقت 100غرام يتعذر على خلايا جسم الإنسان امتصاص البروتينات الحيوانية ما يتسبب في عسر للهضم يظهر على شكل تخمة أو قيء مستمر أو إسهال أو مغص وألم بالمعدة، إذ أن عملية الهضم تحتاج لوقت كاف وحجم متوسط من المواد الغذائية، مؤكدا أن الأبحاث الحديثة في الغذاء الصحي والمتوازن تشير إلى أن الألياف ضرورية في التوازن الغذائي والمتوفرة بالدرجة الأولى في الخضروات التي تلغى بشكل كامل في أغلب موائد الجزائريين أيام العيد ما يسبب خللا في التوازن الغذائي مضيفا أن خطر الإصابة بالجلطة القلبية يبقى واردا وكبيرا في حال الإكثار من اللحوم الغنية بالكلسترول السيئ إذ أن الكلسترول نوعين جيد وسيئ بالنسبة لجسم الإنسان والنوع ثاني يفرزه الكبد في جسم الإنسان بكمية جد كافية لجسم الإنسان وأي كمية إضافية نتيجة للتناول الغير محدود للحم يتسبب في ارتفاع مستوى الكلسترول في الدم الذي يمكن أن يسبب انسداد في الشرايين أو مضاعفات خطيرة عند مرضى السكري. كما نصح الدكتور المصابين بداء السكري بتجنب تناول الأعضاء الداخلية للكبش كالدوارة وما شابهها إذ تعتبر غنية بالدهون المشبعة الخطرة على صحتهم وتفادي تناول مرق الأطباق الغنية باللحوم، مشيرا إلى أن طريقة طبخ اللحم على البخار أو شويه تلعب دورا كبيرا في التقليل من خطر الإصابة بهذه الأمراض والمضاعفات الصحية. واعتبر البعض أن الكثير من العائلات الجزائرية الفقيرة التي لا تأكل اللحم إلا في العيد نتيجة للغلاء الفاحش لهذه المادة الغذائية أصيبت بمغص في المعدة نتيجة لعدم تأقلم معدتهم مع مادة اللحم التي لم يتم التعرف عليها من قبل جهازهم الهضمي واعتبرها مادة غريبة فتسببت في مشاكل صحية على مستوى المعدة من إسهال ومغص وتخمة وحالة من القيء المتكررة نتيجة لرفض مادة اللحم. زين العابدين جبارة