كلّ من يظنّ أنّ سلسلة «حرب النجوم» (Star Wars) تقتصر على ستّة أفلام وكتب هزلية ورسوم متحرّكة يفوّت عليه الأثر الهائل الذي خلّفه هذا العمل على مستوى الثقافة الشعبية منذ عام 1977. طلب المخرج جورج لوكاس من بعض الفنّانين من أنحاء العالم التعبير بأعمالهم الفنية عن عالم «حرب النجوم» الذي ابتكره، فاستغلّ معظمهم الفرصة لتقديم أجمل الإبداعات. تمثّلت النتيجة بصدور كتاب Star Wars Art: Visions، وقد صاغ لوكاس نفسه كلمته التمهيدية، بينما كتب المقدّمة ج. رينزلر، محرر تنفيذي في شركة إنتاج «لوكاس فيلم» (Lucasfilm). تعليقاً على العمل، يقول رينزلر: «كنت جالساً هناك، أعمل على كتاب جديد من سلسة «حرب النجوم»، وإذا به (لوكاس) يلتفت إليّ ويقول «خطرت لي فكرة!»». يفتح معظم الفنّانين عينيه منذ الطفولة على أغلفة الكتب الخيالية، والكتب الهزلية، والبطاقات الملوّنة الغنية بالصور، وألعاب الفيديو وغيرها من مؤثرات خارجية. يغوص هؤلاء في أعماق حكاية لوكاس الأسطورية لابتكار رؤيتهم الخاصة عن العوالم التي ابتكرها. في هذا الكتاب، تتحوّل شخصية الشرير بوبا فيت التي ظهرت في جزء بعنوان Return of the Jedi إلى محارب يمتطي حيواناً خرافياً نصفه أسد ونصفه الآخر نسر يُدعى الغرفين. ويجلس يودا إلى جانب الضفدع كيرمت. أما خوذة دارث فادر الشهير، فقد أصبحت ملتحمة بقضيب ساخن. يصوّر الفنان بول ج. أوكسبورو الذي تلقّى تدريباً فنياً كلاسيكياً جورج لوكاس على شكل الساقي الذي يظهر في مشهد حانة كانتينا في أحد أجزاء «حرب النجوم»، مع حرصه على مراقبة الزبائن بكلّ حذر. لا تحدّد ملحمة «حرب النجوم» الصور الواردة في هذا الكتاب. فقد خرج الفنّانون من ذلك العالم ليدخلوا عالمنا الخاص. أحلام في صورة بعنوان «الأشياء التي تصنع الأحلام» (The Stuff that Dreams are made of)، من توقيع بيتر فيرك، تظهر طاولة عليها ألعاب مبعثرة مستوحاة من «حرب النجوم»، بما في ذلك صقر الألفيّة (Millennium Falcon) ومدمِّر النجوم (Star Destroyer) وبندقية ناسفة برتقالية اللون، علماً أنّ غطاء الطاولة يمثّل صورة «حرب النجوم» الكلاسيكية. وتعود الألعاب إلى جيل الأجداد– فالأشخاص الذين شاهدوا الفيلم عام 1977 قد يكونون أجداداً اليوم- وقد احتفظوا بها بعناية ليستمتع بها أولادهم وأحفادهم. أما في صورة دايفيد نيسلر المضحكة بعنوان «برغر جبنة مزدوج مع فتات الخبز» ( Double Cheeseburger with a Side of Crumb)، فيندمج الأسلوب الأميركي في الكتابة على الجدران مع مشاهد فيلم Return of the Jedi. وتظهر النادلة العاملة في موقع خدمة الزبائن أثناء مرورهم في سياراتهم على متن طائرة نفّاثة، إلى جانب شخصية كرامب المقزّز (Salacious Crumb)، وهي تحمل في طبقها همبرغر وبطاطا مقلية ومشروباً غازياً، بينما كانت شخصية تاتوين (Tatooine) مربوطة في الخارج في انتظار راكبها. في هذه المجموعة من الأعمال الفنيّة، تتفوق النجاحات على الإخفاقات بأشواط. لكن من بين هذه الإخفاقات، نذكر صورة «الملكة أميدالا على شجرة عملاقة» (Queen Amidala in a Giant Tree)، من توقيع ميكيموتو، فقد كان يمكن أن تكون الشخصية الرئيسة أيّ بطلة أخرى مرسومة بأسلوب التصوير المتحرّك الياباني. وفي الإطار عينه، كان يمكن أن تكون صورة امرأة متأنّقة جداً إلى جانب وحش خطير، من توقيع أرانتزازو مارتينيز، والتي حملت عنوان «الضغينة» (Rancor)، غلاف أي كتاب خياليّ آخر لولا وجود السيف المضيء الخارق الذي دُفن نصفه في الرمال. تفسيرات في نهاية الكتاب، قُدّمت تفسيرات عميقة للأعمال الفنيّة المعروضة عن طريق تعليقات الفنانين. مثلاً، في صورة بعنوان «ظلال تاتوين» (Shadows of Tatooine)، تقف شخصية هان سولو في الظل وهو يسحب مسدّسه، فيما تبدو على وجهه معالم القلق من وقوع مشكلة، ويبدو شكله خطيراً بقدر أيّ عميل قد نجده في أحد الأزقة الخلفية التابعة لقاعدة إطلاق المركبات الفضائية. في هذا العمل، تخيَّل رايموند سوانلاند نفسه فنّاناً متجوّلاً عقد التصميم على الكشف عن عجائب ومخاطر كامنة في الأراضي النائية أمام الناس في دياره. في صورة «حلم فادير» (Vader's Dream) من توقيع كيرك رينارت، «يحلم فادر بأنه الفارس أناكين وهو في أحضان بادميه (زوجته المفقودة)... وحين شعرت جهة الشر بوجود الضوء وحجم التهديد الذي يطرحه، أرسلت أتباعها لإغراق أناكين/فادر في عالم الفوضى والجنون مجدداً». اشترى لوكاس أكثر من 60% من الأعمال الفنية الأصلية، بحسب قول رينزلر، ومن المتوقّع أن تُعرَض في مختلف مكاتب شركة «لوكاس فيلم». ستتوافر أيضاً نسخات خاصة من اللوحات الإضافية، لكن بكميات محدودة، بقيمة 400 دولار، فضلاً عن 50 صفحة تتطرّق إلى أعمال الفنّانين ورسوماتهم. كذلك، ستشمل هذه النسخ خمس طبعات عالية الجودة موقّعة باليد من ألكس روس، وموبيوس، ودوناتو جيانكولا، ودانيال غرين، وجايمي واييث. يتوافر أيضاً بعض اللوحات على شكل مطبوعات تُنشر عن طريق شركة «أكمي أرشيفز» Acme Archives. تعليقاً على كتاب Visions، يقول رينزلر: «نبدأ بهذه المشاريع، لكننا لا نعرف تحديداً كيف ستنتهي، وقد تبيّن أنّ هذا المشروع رائع جداً».