تعيش العائلات القاطنة بالقصبة العتيقة والمقصية من عملية الترحيل الخوف والهلع بسبب الانهيارات اليومية على غرار البناية بشارع 18 حسين بورحلة والبناية 19 أخوة مشري سوق الجمعة بالإضافة الى 23 شارع رابح رياح والتي يطلق عليها تسمية الشهيد علي لابوانت كلها دويرات آلت الى حالة متدهورة للغاية نتيجة التصدعات التي لحقت بها بمرور الأعوام. فالبيوت التي تسكنها تلك العائلات تتناثر منها الأتربة والأحجار فوق رؤوسهم في ظل الصمت المطبق للسلطات التي تغاضت عن مئات العائلات كما تغاضت عن الإرث المادي التاريخي يختفي تدريجيا وأزقته و دويراته تنهار يوما بعد يوم ورغم عمليات الترحيل المكثفة خلال الآونة الأخيرة التي تقوم بها مصالح الولاية، إلا أن اغلب العائلات مصيرها التشرد تنتظر الفرج، واقفة على الأطلال تحتج على مصيرها المجهول أمام مقر البلدية تارة والولاية تارة أخرى دون أن تلقى أي أذان صاغية أو وعود تطمينية على احتواء تشردهم، خصوصا بعد قرارات الهدم. وفي السياق ذاته أكد سكان القصبة أن السلطات عجزت عن المحافظة على البنية التحتية لهذا المعلم الأثري رغم إطلاق نداءات الإغاثة، إلا أن الواقع يظهر العكس معظم البنايات تنهار يوميا بسبب التشققات والتصدعات التي لحقتها بسبب غياب الترميم و والظروف الطبيعية التي زادت هذا المعلم تدهورا في ظل غياب اهتمام السلطات وإهمالها لهذه التحفة الفنية التي من المفروض تنال كامل الاهتمام. ومن خلال جولتنا الميدانية ووقوفنا على حارات ودويرات القصبة التي تعود الى الحقبة العثمانية لم تعد ولا بناية تصلح للعيش كون معظمها مهدد بالانهيار، وحسب عمي بشير الذي يقطن في البناية رقم 18 بشارع بورحلة عائلات مشردة تستنجد، والذي استقبلنا بعبارة كلها استياء وتذمّر من الوضعية الكارثية جراء حياة الذل والتشرد منذ سنوات غابرة مؤكدا أن البيت الذي يقطنه انهارت أجزاؤه ولم يعد يأمن عليه وعلى أولاده ،سيما وان مصالح التقنية والحماية المدنية قامت بمعاينة البناية و وصنفتها ضمن البنايات المهددة بالسقوط ولونها بالشريط الأحمر، ورغم ذلك تم إقصاؤه من عملية الترحيل لم يجد مكان آمن يستنجد به مفضلا البقاء بين هذه الجدران المهترئة بدل أن يحتضنهم الشارع الذي لا يرحم، وفي السياق نفسه عائلات تشترك في مرحاض واحد. أكد المتحدث أن السلطات المحلية رفضت استقباله ووجهته الى الدائرة الإدارية لباب الوادي وليس عمي بشير الوحيد الذي يعاني التشرد بعد الإقصاء بل العديد من العائلات، حيث تقول إحدى المواطنات إننا شبه مشردين بالبنايات مهددين بالموت تحت الإنقاذ كل يوم خصوصا بعد تساقط البنايات المجاورة يوميا خاصة بعد سقوط الفندق في شارع بوزرينة المعروف بباب الحارة مخلفا وفاة شيخ وجرح آخرون، والمعاناة لم تتوقف عند هؤلاء بل تعيش عائلات أخرى الرعب والهلع داخل بناية بشارع 23 رابح رياح الذي كان عبارة عن فندق في القديم تقيم فيه أزيد من 12 عائلة رفقة أبنائها ولا تزال هذه العائلات تنتظر الفرج وترحل الى سكنات لائقة حيث تغيب شروط الحياة الكريمة في معظم البنايات التي بقت في القصبة خاصة إذا علمنا أن مرحاض واحد يجمع أفراد البناية والأدهى والأمر تعيش عائلات أخرى نصبت خيم وبيوت قصديرية بمحاذاة الحي. منذ أن انهارت العمارة التي كانوا يسكنون فيها في 23مارس 2013 و لم ترحل هذه العائلات حيث وجد هؤلاء أنفسهم مجبرين على بناء برارك رغم أن مدة عيشهم في المكان تجاوز 25 سنة واستعمال الدلاء ومطامير لقضاء حاجاتهم ما تسبب لهم في أمراض نفسية وحالات مرضية مختلفة على غرار الحساسية وضيق التنفس نتيجة المعيشة المتردية التي يعشونها والتي وصفها هؤلاء بالحيوانية. وأمام هذه الأوضاع المزرية تناشد تلك العائلات الوالي زوخ بالتدخل العاجل وفتح تحقيق في قضية إقصائهم من السكنات سيما وإنهم لم يستفيدوا من أي عقار أو قطع أرضية، كما أن هويتهم تثبت أنهم أبناء العاصمة أبا عن جد ولهم الحق الشرعي في السكن كما أنهم أبناء القصبة الأصليّين وليسوا دخلاء أو نازحين.