صورة البناية من الداخل عاش أول أمس سكان العمارة رقم 37 الكائنة بحي ميلوز بالجزائر الوسطى حالة من الذعر والهلع جرّاء انهيار أجزاء من البناية التي تأويهم منذ الستينات وكادت أن تودي بحياة أبنائهم لولا هروبهم إلى الشارع. * واستنجدت العائلات المنكوبة بأعوان الشرطة وكذا مصالح الحماية المدنية لكن بحسبهم لم يكلّف هؤلاء عناء التنقل لمعاينة الوضع واتخاذ تدابير من شأنها ترحيلهم من البناية التي أضحت تهدد حياتهم وتشكل هاجسا لهم بعد التصدعات التي تعرّضت لها. * والغريب في الأمر أن البناية التي تظم حاليا 12عائلة لم تعد تقاوم نظرا لطبيعتها الهشة ونسيجها العمراني الشبيه إلى حد كبير بنايات القصبة فقد تم تصنيفها في الخانة الحمراء خلال زلزال 21ماي 2003، وإلى يومنا هذا لم تتخذ السلطات المحلية موقفا بشأنها أو حتى إعادة إيواء قاطنيها ولو لمرحلة مؤقتة داخل الشاليهات أو "الخيم". وبوضعها الحالي فقد أضحت تهدد حتى السكان المجاورين ومستعملي الطريق ب "ساحة أودان" * وقال السكان الذين التقتهم "الشروق اليومي" أن الوضع زاد تأزما منذ شهر رمضان المنصرم حيث انهارت أجزاء من السلالم البناية الهشة المتكونة من 3 طوابق خاصة أسقف الطابق الأرضي المنجز بالخشب والطوب، ومن حين لآخر تنهار أجزاء العمارة مما يصعب على العائلات الصعود إلى شققهم. * ومازال سكان البناية يتذكّرون مأساة الحاجة "فاطمة" التي توفيت بعد سقوطها من فوق السلالم المرتبطة بالمرحاض المهترئة جدا ويخشون أن يتكرر السيناريو بين الفينة والأخرى. * هذا الأمر دفع ببعض العائلات إلى تحويل أبنائهم لذويهم وأقاربهم لتجنبهم كارثة إنساية قد تنجر في أية لحظة، فيما أضحى آخرون ينتظرون ساعة الفرج مكتوفي الأيدي على حد تعبير أحدهم "ما باليد حيلة" سيما بعد النداءات المتكررة لمسؤولي الجزائر الوسطى بالترحيل العاجل والتي لم تأتِ بنتيجة إلى حد الآن. * وقال بعضهم أن أحد نواب بلدية الجزائر الوسطى كان قد أخبرهم مؤخرا بأن ملف عائلات شارع ميلوز بين أيدي الولاية وهي التي تتكفل بمصيرهم. * من جهته، كان رئيس بلدية الجزائر قد صرّح في 2008 على أمواج إذاعة البهجة أن بلديته تضم 3000 بناية هشة بناء على التقرير الذي أعدته جامعة باب الزوار بالتنسيق مع البلدية من بينها العمارة سالفة الذكر، وكان قد وعد ساكنيها بالترحيل ودعاهم إلى تنظيم لجان لإسنادهم مهام تسيير الملكيات المشتركة لكن لم يتجسد شيئا من هذا القبيل. *