يعيش سكان البناية 23 بشارع إبراهيم فاتح بالقصبة الواقعة والتي تقيم بها 11 عائلة رعبا كبيرا جراء الوضعية الخطرة التي آلت إليها البناية بسبب إصابتها بعدة شقوق و تصدعات زادت حدتها بعد زلزال 2003 حيث أصبحوا مهددين بخطر الموت في أية لحظة أمام مرأى السلطات المحلية. لازالت العائلات القاطنة في بناية قديمة منذ سنة 1964مهددة بالانهيار في انتظار ترحيلها وانتشالها من خطر اللإنهيار الذي يهدد مساكنها بين لحظة و أخرى، خاصة بعد إصابتها بعدة تصدعات مما جعلها عرضة لتسرب مياه الأمطار إلى داخل الغرف هذه الأخيرة أصبحت غير صالحة للسكن بعد أن نال منها الدهر فعلاوة على الرطوبة ونقص التهوية،وما خلفته من أمراض تنفسية خاصة لدى الأطفال،ناهيك عن معاناة السكان من اكتظاظ بسبب ضيق المساكن التي يقيمون بها و التي تصلح لجميع الاستعمالات فكل واحدة منها تأوي أكثر من 6 أشخاص و في بعض الأحيان 9 أفراد في غرفة واحدة ضيقة ومتعددة الاستعمالات. و أكد السكان أنهم طرقوا جميع الأبواب وراسلوا جميع السلطات المحلية و الولائية مطالبين بترحيلهم من البناية قبل أن تنهار كلية وتتسبب في موت أكيدة لكن على ما يبدوا أن طلباتهم المتكررة لم تكن كفيلة باتخاذ التدابير اللازمة لانتشال هؤلاء السكان وقد أكد السكان ل" الشروق اليومي" تلقيهم عدة وعود بعد زيارة الوالي المنتدب،و رئيس البلدية،ومعاينة كل منهما للبناية بتسوية وضعيتهم لكنها بقيت مجرد وعود جوفاء إلى يومنا هذا-حسب قاطني البناية-وتحولت آمالهم إلى كابوس يلازمهم وخوف دائم من الانهيار بعد ان طال انتظارهم. لا سيما أن المظهر الخارجي للبناية يثير الخوف و الهلع في نفوس المارة بسبب ميلها الكبير،بروز عدة شقوق،و انهيار جزء خارجي منها،وقد أصبح السكان جراء هذا يعيشون الموت البطيء"نسمع كل يوم وقع سقوط الحجارة و التراب من الداخل و الخارج و إن كانت تلك حالتنا في الأيام الصحوة،فهي في الأيام الممطرة أكثر سوءا،فالغرف تتحول إلى سيول،نقضي الليالي الممطرة كلها بيضاء نصارع فيها الطوفان" تقول إحدى قاطنات البناية. يعيش الأطفال بدورهم حياة صعبة في هذه البناية في ظل تدهور ظروفهم الصحية و النفسية،وحرمانهم من أدنى حقوق العيش و اللعب مثل أقرانهم.وقد ناشد السكان السلطات المعنية بضروة التكفل بوضعيتهم قبل أن تنتشل جثثهم من تحت الأنقاض. نسيمة بلعباس