هل تبر والديك؟!.. هل تسعى دائما إلى رضاهما عليك؟!.. هل برك إليهما ينقطع بمجرد وفاتهما؟! يقول الله تعالى في سورة الإسراء (آية: 23- 24): {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً، وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً}. يدعونا الله عز وجل إلى الاحسان إلى والدينا وبرهما، فوالديك نعمة كبيرة أنعمها الله عليك.. فاسعى دائما إلى رضاهما والتقرب منهما والإحسان إليهما، لكن هل يبر المرء والديه بعد موتهما أم تنقطع صلته بهما بعد الوفاة؟! هذه الكلمات للتذكرة، لكي يكون الشخص على صلة دائمة بوالديه.. فبرك لوالديك لا يكون في حياتهما فقط بل بعد مماتهما أيضا، لكن كيف يبر الإنسان والديه بعد وفاتهما؟! عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له) صحيح مسلم. جاء في شرح الإمام النووي رحمه الله لصحيح مسلم: قال العلماء: معنى الحديث أن عمل الميت ينقطع بموته، وينقطع تجدد الثواب له إلا في هذه الأشياء الثلاثة؛ لكونه كان سببها، فإن الولد من كسبه، وكذلك العلم الذي خلفه من تعليم أو تصنيف، وكذلك الصدقة الجارية، وهي الوقف. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(إن أبر البر أن يصل الرجل أهل ود أبيه بعد أن يولي الأب). لذلك يكون برك لهما من خلال عدة أشياء؛ وهي كالتالي: أولا: الدعاء لهما بالمغفرة والرحمة، ادعو الله أن يغفر لوالديك ويرحمهما ويتجاوز عن خطاياهما. ثانيا: التصدق عنهما، قم بعمل صدقة جارية لهما قدر المستطاع، فهذه الصدقة بإذن الله تعالى سيصل ثوابها إليهما. ثالثا: صل رحمهما، واسأل على أقاربهما وأصدقائهما، لأن مثلما يسعدهما ذلك في الدنيا، يكون هذا نوع من البر لهما بعد موتهما. لا تقطع صلتك بهما.. كن دائم الواصل معهما .. عسى الله أن يجمعكم في الفردوس الأعلى من الجنة بإذنه الله تعالى. أطال الله في عمر والديك.. وغفر الله لمن توفى منهما.. ورزقك برهما في حياتهما وبعد مماتهما..