عانت الجزائر في السنوات الأخيرة من مشكل العقم الذي مس الكثير من الزيجات مما أدى بالأطقم الطبية إلى المسارعة من أجل كشف الحقائق وكذا أسباب تأخر الإنجاب لدى أزواج حديثين وتم اعتماد العديد من الطرق التي تحل المشكل، خاصة أنه شكل سببا من أسباب تفكك الزيجات والوصول إلى أبغض الحلال، لاسيما أن بعض الأزواج لا يصبرون ويهتدون إلى أسوأ الحلول بإنهاء العلاقة لأجل أسباب خارجة عن نطاق الزوجة أو بالأحرى الزوجين معا، فالعقم أو تأخر الإنجاب فيهما حكمة لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى. في نفس الإطار شكل الإنجاب بالمساعدة الطبية محورا رئيسيا لليوم الأخير من المؤتمر الوطني الثاني للجمعية الجزائرية لطب الإنجاب بوهران. وتطرق المشاركون في هذا اللقاء الذي أقيم بالتعاون مع الفيدرالية الدولية لجمعيات الخصوبة والمسجل في إطار التكوين المتواصل إلى عدة جوانب تتعلق بالعقم والحلول الواجب تقديمها حتى يتسنى للأزواج الذين واجههم المشكل إنجاب الأطفال. وسلط المتدخلون الضوء على عوامل العقم لدى المرأة وطبيعته (وراثي أو مكتسب..) و السلوك الذي يتعين التحلي به أمام الإجهاض التلقائي المتكرر ومشاكل قابلية استقبال الرحم. وتناول الأطباء أيضا المشاكل التي يواجهها الرجل منها التهابات الحيوانات المنوية، فضلا عن العلاقة بين السمنة والعقم. كما أشاروا إلى عدد من الحلول منها العلاج الشخصي حسب حالة كل امرأة فضلا عن الفرص الجديدة المتاحة للإنجاب بالمساعدة الطبية. وفي هذا السياق، عرض المشاركون تجاربهم والأعمال التي تجرى حاليا عبر العالم في مجال البحث حول العقم وأسبابه وسبل علاجه مع الإشارة إلى إعادة تأهيل المعرفة في هذا المجال الواسع والمتطور. وتسمح طريقة التجميد بالآزوت السائل لبويضات أو أجنة في المراحل الأولى وفقا لبرنامج خاص بتحقيق نتائج جيدة كما أبرز البروفيسور جون فيليب وولف من معهد كوشين بباريس وجامعة باريس-ديكارت، مضيفا أنها طريقة سهلة لكنها بالغة الدقة والتي تتطلب الكثير من الوقت وتقنيين متمكنين وذوي الخبرة وتقدر نسبة البقاء على قيد الحياة للبويضات والأجنة التي خضعت إلى هذه الطريقة بأكثر من 91 بالمائة بعد إزالة التجميد وفق نفس المختص، مشيرا إلى تسجيل 98 حالة حمل من مجموع 220 محاولة للإخصاب أي ما يمثل نسبة 3ر51 بالمائة وهذا أمر مشجع جدا ، وأضاف أن جميع المراحل التي تتعلق بهذه التقنية يتم تسييرها بفرنسا من خلال تشريعات جد دقيقة بهدف تجنب سوء الاستعمال والحفاظ على الأخلاقيات. و تتراوح نسبة نجاح عمليات الإنجاب بالمساعدة الطبية بالجزائر ما بين 38 و48 بالمائة، وهي نتائج مشجعة مع العلم أن التجربة الجزائرية في هذا المجال تعد حديثة نسبيا كما أشير إليه. وقد وجهت الدعوة لخبراء ومختصين من الجزائر وألمانيا وبلجيكا وفرنسا ومصر وإسبانيا وإيطاليا وسويسرا لعرض في هذا المؤتمر تجاربهم في مجال الإنجاب بالمساعدة الطبية. ويكمن الهدف من اللقاء في إعلام وتكوين الأطباء الجزائريين، لا سيما فيما يتعلق بالتقنيات الجديدة للتشخيص والعلاج المقترح من طرف طب الخصوبة.